أعلنت الأمم المتحدة، مساء اليوم الجمعة، تبنيها بأغلبية كبيرة قرارًا يطلب وقفًا فوريًا لإطلاق النار في سورية وفك الحصار عن حلب، وتسليم مساعدات إنسانية وشحنات طبية بشكل عاجل.
وتم تبني القرار الذي عرضته كندا بـ122 صوتا مؤيدا مقابل 13 رافضا في الجمعية التي تضم 193 دولة، مع امتناع 36 عن التصويت.
ورغم أن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ليست ملزمة، لكن لها ثقلًا سياسيًا كبيرًا.
جلسة من أجل سورية
وعقدت مساء اليوم الجمعة جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي جلسة دورية للجمعية خُصصت للتصويت لمشروع قرار قدمته كندا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في سورية ووصول قوافل المساعدات الإنسانية.
وشهدت الجلسة انتقادات لمجلس الأمن لعجزه عن وقف الانتهاكات في سورية، وطالب عدد من مندوبي الدول خلال انعقاد الجمعية بضرورة التصويت لمشروع القرار الكندي لإنقاذ المدنيين، وتقديم المتورطين بانتهاكات إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال سفير الاتحاد الأوروبي في الأمم المتحدة في كلمته أمام الجمعية العامة إن 'الاتحاد يدين قصف النظام العشوائي للمستشفيات والمدنيين بالقنابل العنقودية'، وتابع 'نطالب المتورطين في الانتهاكات إلى المحكمة الجنائية الدولية'.
ورفض سفير الاتحاد 'سياسة التجويع التي يعتمدها النظام في حصار المناطق' وناشد 'النظام السوري بالسماح بدخول المساعدات للمحتاجين'، مؤكداً أنه 'لا حل عسكرياً للصراع في سورية'.
وأكد أن 'الاتحاد يدعم جهود المبعوث الأممي لوقف إطلاق النار في سورية'، لافتًا إلى أن 'الاتحاد يدين أعمال النظام السوري وتنظيم داعش، وسيعمل طبقًا للإجراءات الهادفة إلى اتخاذ تدابير ضد الأفراد والكيانات التي تدعم النظام السوري'.
ولفت السفير إلى أن 'الانتقال السياسي في سورية يجب أن يشتمل على هيئة حكم بصلاحيات واسعة'.
النظام يواصل قصف حلب
وميدانيًا، قال شهود من وكالة رويترز ومقاتلو معارضة والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام السوري واصلت هجومها في حلب من ليل أمس، الخميس، وحتى اليوم الجمعة، بمعارك برية وضربات جوية في إطار محاولة استعادة شرق حلب المحاصر الذي تسيطر عليه المعارضة بالكامل.
وقال مسؤول في جماعة الجبهة الشامية لرويترز من تركيا إن هجمات طائرات هليكوبتر وطائرات حربية وقصف صاروخي تنفذ بشكل يومي وإن شيئا لم يتغير. وكان يصف الوضع حتى الساعة التاسعة والنصف صباحا اليوم الجمعة.
وأضاف المسؤول أن مقاتلي المعارضة صامدون رغم القصف.
وعلى مدى الأسبوعين الماضيين تمكنت قوات النظام والقوات المتحالفة معه من طرد مقاتلي المعارضة من معظم الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في المدينة التي كانت يوما أكثر مدن سوريا سكانا.
وسيطر المعارضون على الشطر الشرقي من حلب في 2012. وقال مصدر عسكري إنه تم حتى الآن تحرير 32 حيا من أصل 40 حيا في شرق حلب وإن تقدم القوات يسير وفقا للخطة الموضوعة بل وأسرع من المتوقع أحيانا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهجمات الصاروخية الحكومية استمرت خلال الليل وحتى صباح اليوم في مناطق القتال بشرق حلب.وخلال جولة في حلب القديمة سمع صحفيو رويترز أصداء تسع غارات جوية في نحو نصف الساعة.