أصيب عشرات المواطنين بحالات اختناق، خلال قمع قوات الاحتلال لفعالية إحياء الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد الوزير زياد أبو عين، في بلدة ترمسعيا شمال شرق مدينة رام الله، والتي تخللها أداء لصلاة الجمعة وزراعة أشجار الزيتون.
وأطلقت قوات الاحتلال الغاز المسيل للدموع تجاه المشاركين في الفعالية، التي دعت إليها حركة فتح، ومؤسسة الشهيد زياد أبو عين، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين وبلدية ترمسعيا، ما أدى إلى حدوث حالات اختناق بين صفوف المواطنين.
وقالت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، إن المطلوب الآن هو العمل من أجل مواصلة الرسالة التي ضحى من أجلها الشهداء، وأن نبقى على عهدهم.
وأشارت إلى أن تبرئة الاحتلال للجندي الذي قتل الشهيد زياد أبو عين ليس مستغربا، فهذه حكومة متطرفة وإرهابية، ومن العار تسمية محاكم الاحتلال بالجهاز القضائي؛ لأنها محاكم ظالمة ولن يبرأهم التاريخ من جرائمهم السوداء، موضحة أن شعبنا لن يفقد الأمل في الحرية والاستقلال.
ونقلت غنام تحيات الرئيس محمود عباس، مؤكدة أن المقاومة الشعبية واجب على كل فلسطيني يعتدى على أرضه وتنتهك حقوقه.
وتابعت: "نحن نريد أن نحيا بسلام، وأن لا يعدموا أطفالنا يوميا على حواجز الموت، هؤلاء الذين يقاومون لإيصال صوتنا للعالم".
من ناحيته، قال رئيس هيئة الجدار والاستيطان وليد عساف، إن المقاومة هي الخيار الاستراتيجي لإنهاء الاحتلال، ولا يمكن أن ينتصر شعبنا بلا مقاومة، مؤكدا أن كل القوانين التي يشرعها الاحتلال ستفشل بإرادة شعبنا الذي سيستمر في كفاحه.
وأضاف أن المؤتمر السابع لحركة فتح تبنى تفعيل المقاومة الشعبية، لذا يجب أن تكون ذكرى استشهاد أبو عين بداية لمقاومة شعبية جديدة مختلفة، تكون حركة فتح عنوانها وريادتها، حيث لا يمكن لمقاومة شعبية ان تستمر دون أن تقودها فتح.
وذكر أن هناك فعاليات عديدة تقام لإحياء ذكرى استشهاد الوزير أبو عين، معلنا عن أنه سيتم البدء خلال الأسبوع المقبل بزراعة قمم الجبال بأشجار الزيتون، استمرارا للمسيرة التي سار عليها الشهيد وإخلاصا للرسالة التي ضحى من أجلها.
وبدوره، ذكر طارق أبو عين نجل الشهيد زياد، أن ملف استشهاد والده لايزال موجودا في المحاكم الإسرائيلية، مشيرا إلى أن العائلة تحاول إعادة فتح التحقيق، بعد أن اغلقه الاحتلال، وحاول التملص من القضية.
وتابع إننا مستمرون في هذه المعركة بالتعاون مع مؤسسات حقوقية، ومحاميين دوليين ومحليين، حتى نقوم بالضغط على المحاكم الإسرائيلية لإعادة التحقيق في استشهاد أبو عين
واعتبرت رمال أبو عين زوجه الشهيد، أن هذا اليوم هو يوم وطني لزراعة الأرض الفلسطينية التي جاء الشهيد زياد ليحميها من قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال الذين حاولوا سرقتها، مضيفة: من المهم أن نكرس وجودنا وبقائنا لنقول للعالم ان هذه أرض للشعب الفلسطيني.
ومن جانبه، قال شقيق الشهيد محمود أبو عين، الشهداء ضحوا ليبنوا لنا جسورا للحرية، داعيا إلى إحياء ذكرى الشهداء ونشر افكارهم بشكل دائم، وعدم اقتصاره على المناسبات،
وتحدث عن حياة أخيه زياد، موضحا إنه عاش ثائرا وخاض مع الاحتلال جولات من الكفاح دون كلل من أجل فلسطين، حيث اعتقله الاحتلال وعذبه، كما تشهد له الساحات الدولية في النضال، وكان التتويج له بأن نال الشهادة فوق ثرى بلاده.
وأشاد أمين سر إقليم حركة فتح في مدينة نابلس جهاد رمضان في كلمته باسم حركة فتح، بإرث الوزير أبو عين، مذكر بأنه بدأ حياته مناضلا في الحركة، وأمضى سنوات طويلة في سجون الاحتلال، وأنه واصل مسيرته الكفاحية التي تجلت في انتفاضة الحجارة برفقة القائد مروان البرغوثي.
وأكد أن الشعب الفلسطيني يثق بأن حركة فتح هي القائد للمشروع التحرري ودحر الاحتلال، حتى إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
أما نائب رئيس مؤسسة الشهيد زياد أبو عين ماجد الحلو قال: "إن المؤتمر السابع لحركة فتح والقيادة الفلسطينية أجمعوا على تبني رساله الشهيد أبو عين في المقاومة الشعبية، واعتبارها السلاح لدحر الاحتلال، وإزالة الاستيطان، وأن المقاومة سلاح لا يمكن التخلي عنه".
وبدوره، أكد رئيس بلدية ترمسعيا ربحي الهموم أن الهدف من فعالية هذا اليوم، بعث رسالة للعالم بأن شعبنا وفي للشهداء، مضيفا: هنا على هذه الأرض استشهد أبو عين عندما كان يقاوم الاحتلال.وجرى في في موقع استشهاد الوزير أبو عين تكريم عائلته من قبل حركة فتح في ترمسعيا.