رام الله الإخباري
استنكر راعي الكنيسة اللاتينية في فلسطين عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات الأب مانويل مسلم تصريحات مستشار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب التي هاجم فيها المسلمين والرسول "محمد صلى الله عليه وسلم" واعتبرها مدعاة لتأجيج الفتنة الطائفية.
وأوضح مسلم أن ما قاله مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد مايكل تي فلين يعد "جريمة ضد الإنسانية ولا يجوز له أن يتهم الإسلام بالإرهاب أو يحمل المسلمين مسؤولية ما يجري الآن في المنطقة" .
واعتبر مسلم في حديث لـصحيفة عربي 21 أن هذه التصريحات تعتبر تصعيدا نحو الحرب الدينية في المنطقة، قائلا: "كوننا مسحيين عرب، مآسينا دائما تأتي من هؤلاء البشر؛ ومثل هذه التصريحات التي تضع الحواجز بين الشعوب وتفرزها حسب الدين تغذي بواعث الفتنة في منطقتنا الملتهبة".
ولفت مسلم إلى أنه "يجب التعامل مع المسلمين كشعوب لها احترامها باعتبار أن لها مصالح وتاريخ وجغرافيا؛ أما التعامل معها على أساس الدين والمعتقد فهذا من شأنه التصعيد نحو الحرب الدينية".
حواجز بين الشعوب
وأعاد مسلم ما قاله بابا الفاتيكان سابقا: "الذي يحاول وضع الحواجز بين الشعوب ولا يبني الجسور ليس بمسيحي" .
وقال مسلم: "من وجهة نظر الكنيسة فإن ترامب ومن حوله يضعون الحواجز بين الشعوب رغم أن الناس إخوة بحسب الوجود الإنساني".
وأشار قائلا: "نحن نعيش في حب ووئام مع المسلمين، وفي كل الأديان هناك مآزق ومشاكل وظروف قاهرة؛ لكن لا يجوز أن نجعلها العمود الفقري لتدمير الإنسان؛ ويجب ترك موضوع الدين جانبا حين الحديث عن الشعوب والناس".
وأضاف: "نحن ساهمنا في أن يكون بيننا من يوصمون بالإرهاب والعنف لأننا ابتعدنا عنهم وأهملناهم وتركناهم فريسة للأفكار والتوجهات غير المنطقية التي غذتها تصريحات كهذه التي يبثها مستشار ترامب".
خطط لتدمير الإنسان
وأكد مسلم قائلا: "كوننا مسيحيين نريد أناس أقوياء ليس لصنع الضوضاء؛ ولكن أقوياء في صنع المحبة والسلام، لا نريد أن نسمع صوت الجنرالات العسكريين يتفننون في إيجاد الطرق والخطط لتدمير الإنسان".
وتساءل مسلم: "حينما نسمع مثل هذا الخطاب من مستشار ترامب فما الفرق بينه وبين داعش أو بينه وبين البغدادي؟".وقال: "الشعوب المسيحية مزقت نفسها في الحروب والآن يجب أن تعود لتبني حياتها بالمحبة وقبول الآخر.. لقد تعبنا وتعذبنا مع المسلمين بسبب سياسة الغرب تجاه منطقة الشرق الأوسط".
تيارات متشددة
وحذر مسلم من هذه التصريحات، مشيرا إلى أنها تشجع على الفتنة الطائفية والحقد وتعمل على بروز تيارات دينية متشددة تتخذ من العنف منهجا وطريقا.
وقال: "هذه التصريحات غير مبنية على أسس تاريخية أو حضارية أو إنسانية.. ترامب لم يزر فلسطين ولم ير التآخي الإسلامي المسيحي ..اليوم تسلمت رسالة من شخص مسلم يقدم لي التهنئة بالمولد النبوي الشريف.. هذه العلاقة التي عاشها المسيحيون مع الإسلام في فلسطين خاصة منذ العهدة العمرية رأينا فيها سماحة متميزة حمتنا عبر الأجيال حتى أوصلتنا إلى اليوم في سلام وأمان".
وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد مايكل تي فيلين هاجم في تصريحات سابقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والقرآن الكريم، واعتبر أنهما "يتناقضان مع الحداثة". وقال: "إن القرآن نص قديم ولا فائدة تُرتجى منه ويتناقض مع الحداثة"، معتبرا أن "الإسلام الراديكالي ما هو إلا معتقد قبلي ويجب أن يسحق".
عربي 21