مكافأة لكل مستوطن يؤدي طقوسا تلمودية بالأقصى

اقتحام المسجد الأقصى

رام الله الإخباري

بالتوازي مع محاولات توسيع الفترة الزمنية لاقتحامات المستوطنين، تزداد مطامع الاحتلال في المسجد الأقصى شيئا فشيئا، حتى باتت خطوات مكشوفة. فبعد أن كان جل ما يتمناه اليهود في زمن الانتداب البريطاني الصلاة عند حائط البراق -وهو ما حصلوا عليه- أخذوا يخططون للصلاة داخل المسجد الأقصى.

ورغم ذلك لم يتجرأ أي يهودي على الصلاة فيه حتى ضمن اقتحاماتهم للأقصى التي بدأت بعد احتلال القدس عام 1967 مباشرة، مع أنهم بدؤوا مع نهاية انتفاضة الأٌقصى عام 2005 الإعداد لاقتحامات منظمة للمسجد الشريف تحت عنوان "الصعود إلى جبل الهيكل".

وفي وقت سلب فيه الاحتلال مسؤولية الأردن عن إدخال الوفود السياحية للمسجد الأقصى في أوقات محددة، بات يدخل مستوطنيه ضمن هذه الأوقات وبحماية أمنية كبيرة.

وأخذت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى تأخذ الطابع الرسمي وتحظى بحوافز المنظمات اليهودية شيئا فشيئا حتى أصبحت ضمن "النطاق القانوني" الذي تحميه سلطات الاحتلال، وباتت تعرف قانونيا بـ"زيارات غير اليهود للحرم القدسي" كون اسم المسجد الأقصى لا يرد في سجلات الاحتلال الرسمية.

مسار الاقتحام

ولاقتحام المستوطنين طريق محددة تبدأ من باب السلسلة وصولا إلى قبة الصخرة دون الصعود إلى ساحتها وحتى باب الرحمة، وشروط وضعتها سلطات الاحتلال، تطبق بصرامة على المصلين أو حراس المسجد الأقصى وأقل حدة على المستوطنين.

فالمستوطنون لهم مسارهم الخاص الذي على المسلمين عدم الاقتراب منه، وعلى المستوطنين أنفسهم عدم الخروج عنه، وبالإضافة لذلك فعلى المستوطن عدم الصلاة في المسجد الأقصى أثناء الاقتحام أو أداء أي طقوس تعبدية، ومن يخالف ذلك يعرض نفسه للمساءلة القانونية.

ورغم ذلك يؤدي عدد من المقتحمين طقوسا تلمودية تتمثل بالصلاة أو ما يسمى الانبطاح المقدس حيث يستلقي المستوطن على الأرض ويقوم بترديد نصوص توراتية، وهذا الانبطاح هو أحد طقوس العبادة عند اليهود.

وتعتقل سلطات الاحتلال كل مستوطن يؤدي طقوسا بالأقصى، في حين رصدت جماعة "عائدون إلى جبل الهيكل" مبلغا مالية لكل مستوطن يعتقل من داخل المسجد الأقصى على خلفية الصلاة، ضمن حملة انطلقت العام الماضي تحت عنوان "صل في جبل الهيكل واجمع النقود" إذ رصدت هذه الجماعة مبلغ ألفي شيكل (نحو 550 دولارا أميركيا) لكل مستوطن يعتقل ضمن هذا الإطار.

وقد رصدت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس عدة حالات لمستوطنين أدوا طقوسا تلمودية بالمسجد الأقصى. ويقول الناطق الإعلامي في دائرة الأوقاف الإسلامية رامي الخطيب إن شرطة الاحتلال اعتقلت خلال الشهر المنصرم عشرة مستوطنين خمسة منهم اعتقلوا في يوم واحد.

وبين أن الشرطة تقوم بتوقيف غالبية المستوطنين الذين يعتقلون من المسجد الأقصى لمدة 24 ساعة في مركز التحقيق، وتصدر بحق بعضهم قرارات إبعاد عن المسجد المبارك منها ما يكون لأيام ومنها ما يستمر لأشهر.

حراس مضطهدون

من جهة أخرى، بين أحد حراس المسجد الأقصى الذين يقومون بتتبع المستوطنين المقتحمين أن وظيفة الحارس منع أي مستوطن من أداء طقوس تلمودية داخل الأقصى، أو الجلوس على أرضه او سرقة شيء من ترابه أو حجارته.

وأضاف الحارس الذي فضل عدم ذكر اسمه أن مهمة حراس الأقصى تقتصر على تبليغ شرطة الاحتلال عن أي مستوطن يخالف التعليمات ويحاول أداء طقوسه، إذ تحول شرطة الاحتلال دون منع المستوطن أو إيقافه، بل وتعتقل أي حارس يحاول ذلك.

وتعد جماعة "عائدون إلى جبل الهيكل" واحدة من عدة جماعات يمينية ألصقت اسمها باسم الهيكل مثل "نساء من أجل الهيكل" و"طلاب من أجل الهيكل" و"جماعة أمناء الهيكل" وتنظم هذه وغيرها الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى وتدعو لها، وتقدم عروضا للمقتحمين كوجبة فطور ومواصلات مجانية من المستوطنات التي يسكنون فيها إلى البلدة القديمة.

 

 

الجزيرة