رام الله الإخباري
حذر وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إسرائيل من أن الولايات المتحدة لن تتمكن من الاستمرار في الدفاع عن إسرائيل في ظل استمرار الاستيطان ورفض التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين.
وقال كيري في خطاب أمام مؤتمر في 'منتدى صبان' في واشنطن، أمس الأحد، إن 'على إسرائيل أن تتخذ قرار حول ما إذا كانت ستستمر في سياسة الاستيطان أو أنه سيكون هناك انفصال لدولتين'، مشيرا إلى أن مشروع قانون التسوية لشرعنة بؤر استيطانية عشوائية 'سيشرعن بالقانون 85 بؤرة استيطانية. وهذا القانون يثير القلق لأن الكثير من البؤر الاستيطانية العشوائية مبنية على أراض بملكية فلسطينية خاصة'.
وأضاف كيري أن 'المستوطنات ليست سبب الصراع، لكنها تشكل عقبة أمام القدرة لتحقيق اتفاق سلام'، لافتا إلى أن 'أكثر من 50% من وزراء الحكومة (الإسرائيلية) يعارضون حل الدولتين، واليمين يدفع سياسة الاستيطان في محاولة لسد الطريق أمام اتفاق سلام'.
وشدد كيري على أنه 'لن يكون هناك سلام منفصل مع العالم العربي من دون معالجة الموضوع الفلسطيني'، في رد مباشر على تصريحات كررها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، واعتبر فيها أن على إسرائيل التوصل إلى سلام مع دول عربية وبعد ذلك يكون بالإمكان التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين.
وقال كيري إن 'جميع الرؤساء (الأميركيين) عارضوا المستوطنات. ونحن نحذر إسرائيل ولا يحدث شيئا. إنهم لا يصغون لنا. كيف ستجري الأمور؟ كيف ستكون هناك دولة واحدة، يهودية وديمقراطية، وستحل من خلالها مواضيعها الأمنية أيضا؟'.
وشدد وزير الخارجية الأميركي على أن 'إسرائيل هي حليفتنا وصديقتنا. لا يمكن الدفاع عن أمن إسرائيل من دون إيجاد مسار إلى السلام'.
وأضاف أنه 'يوجد في إسرائيل عدم اكتراث حيال ما يحدث في الضفة الغربية. ولا أحد يتحدث عن ذلك. دعونا لا نخدع أنفسنا. لا يمكن القول إنه لا يوجد تأثير للمستوطنات على القدرة لتحقيق السلام'.
وأوضح كيري أن واشنطن لم تتخذ أي قرار حول التصويت على مقترحات ضد إسرائيل في الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن الدولي، 'لكن يوجد أشخاص في الخارج الذين يخططون للمبادرة إلى طرح مقترحات بسبب إحباطهم من البناء في المستوطنات'، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستعارض 'قرارا منحازا وغير نزيه ينزع الشرعية (عن إسرائيل)، لكن الأمور باتت أكثر تعقيدا'.
وختم كيري بالقول 'إنني مؤمن بأن إسرائيل، بسبب القرارات الصامتة التي تتخذ على أساس يومي، تتقدم نحو منطقة خطرة. وهدفي هو الإشارة إلى مسار أفضل بالإمكان السير وراءه'.
لكن نتنياهو، الذي يقود حملات تحريض عنصرية متتالية ضد الفلسطينيين، ادعى في حديث عبر الفيديو كونفرنس في المؤتمر نفسه، أمس، أن 'رؤيتي للدولتين لم يتغير. أنا مؤمن بالتعايش والاحترام المتبادل، وفقط عن طريق الاعتراف المتبادل سنصل إلى السلام'.
وأضاف نتنياهو أن 'الفلسطينيين يحاولون الذهاب إلى الأمم المتحدة في محاولة عبثية لتحقيق حل، وهذا سيبعد السلام فحسب. وربما بالإمكان دفع السلام عن طريق توجه إقليمي، في إطار علاقاتنا مع دول المنطقة التي ستحقق اتفاقا يكون بإمكاننا العيش معه'.
وقال نتنياهو إنه يعتزم لقاء الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، وأن يبحث معه الاتفاق النووي مع إيران، معتبرا أن هذا الاتفاق الذي وقعته الدول الكبرى مع إيران، في تموز/يوليو 2015، 'لا يمنع إيران من حيازة سلاح نووي، وإنما يمهد طريق إيران نحو سلاح نووي'.
عرب 48