رام الله الإخباري
أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، اختياره الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس، وزيرا للدفاع، حسبما أعلن، الخميس، في مدينة سينسيناتي في بداية جولة ما بعد الانتخابات.
سينضم ماتيس، البالغ من العمر 66 عاماً، إلى فريق ترامب للأمن القومي الذي يضم حالياً الجنرال المتقاعد مايكل فلين، مستشاراً للأمن القومي، والنائب مايك بومبيو، مديراً لوكالة المخابرات المركزية (CIA).
واختيار ماتيس قد يضعه في موقف ليكون بمثابة ثقل موازن لفلين وجوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة، والمعين من قبل الرئيس باراك أوباما.
وحصل ماتيس على لقب 'الكلب المسعور' بعد قيادته للقوات الأميركية في حرب الخليج في عام 1991، وإبان غزو العراق عام 2003، وكذلك الحرب على أفغانستان.
ولقب بـ'الكلب المسعور' بعد معركة الفلوجة في العراق، في عام 2004، حيث قاد القوات البريطانية والأميركية ضد ميليشيات عراقية. وعزز ماتيس هذا اللقب بتصريحات قوية، مثل إعلانه في عام 2005 في حلقة نقاش حول حركة طالبان أنه 'من الممتع إطلاق النار على الناس'.
وهو أيضا أعزب ومتعطش للقراءة ودارس للتاريخ العسكري، ما جعله يحصل على لقب ثان وهو 'المحارب الراهب'.
لكن ثمة جانب آخر لماتيس متعلق بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، جعل الإعلام الإسرائيلي يتحدث اليوم، الجمعة، عن توجس من تعيينه وزيرا للدفاع. إذ أن ماتيس يؤيد بشدة حل الدولتين، وينتقد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس. وينبع التوجس الإسرائيلي من أن ماتيس، وفقا لتصريحات أطلقها في الماضي، قد يبذل جهودا لدفع باتجاه حل الصراع، وهو ما ترفضه حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية.
وحذر ماتيس، خلال ندوة في العام 2013، من أن استمرار البناء في المستوطنات من شأنه أن يجر إسرائيل إلى وضع تكون فيه دولة أبرتهايد. وفي موازاة ذلك، تطرق إلى جولة محادثات أجراها في العام نفسه وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين، وقال إن 'الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر. ونحن لا نريد نقل هذا الوضع إلى أولادنا، وينبغي التوصل إلى حل الدولتين، الذي أيدته إدارات جمهورية وديمقراطية على حد سواء'.
وأضاف ماتيس أن 'المستوطنات، في المكان الذي تتواجد فيه، ستحول حل الدولتين إلى مستحيل'. وحول الاستيطان في القدس، قال إنه 'إذا رسمنا الحدود بحيث تشمل السكان العرب، فإنه إما أن هذه ليست دولة يهودية، أو أن العرب لا يحصلون على حق بالتصويت – أي أبرتهايد. وهذه الطريقة لم تعمل بشكل جيد عندما شاهدتها آخر مرة' في إشارة إلى نظام التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا.
وشدد ماتيس في حينه على أنه ينبغي السعي إلى تحقيق حل الدولتين 'بشعور أنه ملح'، مشيرا إلى |أنني دفعت أثمانا أمنية وعسكرية كل يوم، لأن الأميركيين يعتبرون منحازين في التأييد لإسرائيل. وهذا يؤثر على جميع العرب المعتدلين الذين يريدون أن يكونوا إلى جانبنا، لأنه لا يمكنهم التعبير عن تأييد من لا يظهر الاحترام تجاه العرب الفلسطينيين'.
ونقلت صحيفة 'واشنطن بوست'، أمس، عن المدير السابق لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي، ستيفن سايمون، قوله إن ماتيس بذل جهدا وحرص دائما على زيارة إسرائيل، رغم أنها ليست ضمن جبهته، لكن فعل ذلك انطلاقا من رؤيته أن 'عملا مشتركا لإسرائيل مع الدول العربية المجاورة لها من شأنه لجم التأثير الإيراني في المنطقة'.
عرب 48