استبعد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي الثلاثاء وأن تتخذ الولايات المتحدة خطوات من شأنها أن تعترف بدولة فلسطين أسوة بـ 137 دولة في الأمم المتحدة قبل استلام الرئيس الجديد دونالد ترامب ورحيل الرئيس المنتهية ولايته.
وقال كيربي الذي كان يرد على سؤال وجهته له ے بشأن دعوة الرئيس السابق جيمي كارتر في مقال نشرته له صحيفة نيويورك تايمز الثلاثاء الذي صادف يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني أنه يجب اتخاذ خطوات قبل 20 كانون الثاني 2017 المقبل ومنح الاعتراف الدبلوماسي الأميركي لدولة فلسطين ومساعدتها على تحقيق العضوية الكاملة في الأمم المتحدة : حسنا، من الواضح، أننا نحترم الرئيس السابق جيمي كارتر وجهوده الدءوبة لتحقيق السلام حين كان في منصب رئيس الولايات المتحدة ، وبالتأكيد في السنوات التي تلت رئاسته، وأنه أميركياً عظيماً، ولكن لم يتغير رأينا بأننا نعتقد أن الطريق المفضل للفلسطينيين لإقامة دولة هو من خلال المفاوضات المباشرة التي من شأنها أن تؤدي إلى سلام عادل ودائم، وشامل على أساس حل الدولتين.
ولدى متابعة ے حول كيف يمكن لهذا الاعتراف التعارض مع مبدأ المفاوضات؟ خاصة وأن الولايات المتحدة تعتبر أن العمود الفقري لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتحقيق السلام بينهما هو قيام حل الدولتين وفق رؤية محددة تقوم على أساس قرار مجلس الأمن رقم 242، إنه لمن الواضح أننا كنا ولا زلنا نرحب باستئناف المفاوضات، من أجل الوصول إلى حل الدولتين هذا، مستطرداً: يجب أن يكون هناك رؤية قيادية ملموسة عند الطرفين لتخفيف وتيرة الخطابة العدائية والحد من العنف وإظهار الرغبة في الجلوس وإجراء مناقشات حول حل الدولتين، وهذا لم يحدث.
وكان كارتر قد دعا في مقالته المذكورة تحت عنوان "على الولايات المتحدة الاعتراف بدولة فلسطين" أنه ما زال باستطاعة إدارة أوباما تحديد شكل مستقبل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قبل انتهاء ولايتها، موضحاً أن هذه الإدارة يمكن أن تتخذ خطوة بسيطة ولكن حيوية قبل انتهاء ولايتها ، وهي الاعتراف الدبلوماسي الأميركي بدولة فلسطين، كما فعلت 137 دولة في العالم، ومساعدتها على الحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة" مسترشداً بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 242 الصادر عام 1967 الذي شكّل أساس اتفاقيات كامب ديفيد لعام 1978، وأن هذا القرار أرسى مبادئ أساسية وهي انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في حرب 1967 ونص على عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالقوة والحاجة للعمل من أجل سلام عادل ودائم بالشرق الأوسط تتمتع خلاله كل دول المنطقة بالأمن مذكراً أن هذه المبادئ هي الأساس الذي قامت عليه سياسة حكومة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي منذ ذلك الحين، ولكن بعد 38 عاماً من اتفاقيات كامب ديفيد، يواجه الالتزام بتحقيق السلام خطر الزوال، مع تشييد إسرائيل لعدد متزايد من المستوطنات بصورة تسفر عن تهجير الفلسطينيين وترسيخ احتلالها للأراضي الفلسطينية بحسب قوله.
وحول سؤال عما إذا كان قول وزير الخارجية الأميركي جون كيري ظهر الثلاثاء بأنه "يمكنك أن تقود الحصان إلى الماء ولكنك لا تستطيع إجباره على الشرب" بشأن التوصل لحل الدولتين وما إذا كان ذلك دليلاً أن الإدارة الحالية يئست من التوصل إلى حل إن لا جدوى من استخلاص نتائج شعاراتية مما قاله الوزير (كيري) حول استخدام المثل عن الحصان والماء "إن القول بأن هذا تعبير عن اليأس غير صحيح على حيث أن ما يقصد الوزير هو على العكس من ذلك : أننا بحاجة لرؤية القيادة في كلا الجانبين اتخاذ أنواع من الإجراءات النشاطات لتحقيق حل الدولتين؛ إن عليهما إظهار التزام ورغبة في الجلوس وتلك الأنواع من المناقشات ولإحداث هذا النوع من المفاوضات، وهذه هي وجهة نظره تماما والحق بإيجاز: يمكنك قيادة الحصان إلى الماء، ولكن لا يمكنك ان تجعله يشرب ونحن قلنا هذا مرارا وتكرارا عليهما (الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي) أن يكونا على استعداد للوصول إلى هذا الحل القائم على دولتين أو أنها لن تحدث تكون ، واعتقد انه إذا كنت تعود لإلقاء نظرة على نسخة من تصريحاته، سترى أنه شرح ذلك بالضبط.
وكان قد تردد في واشنطن أخيراً أن الرئيس أوباما قد يقوم بمبادرة مثل الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة قبل انتهاء ولايته ولكن ذلك يبدو بعيداً الآن، مع العلم أن البعض لا يزالون يعتقدون أن أوباما سيلقي خطاباً يحدد فيه رؤيته لحل الدولتين.