احذر ...لا تكذب على الصغار

الكذب على الصغار

رام الله الإخباري

فكر ملياً قبل أن تكذب على طفلك الصغير. فنظرية الاحتمالات تؤكد أنه سيعرف أنك بصدد أن تكذب.واختبر الباحثون، في دراسة جديدة، نشرها موقع "ميل أون لاين"، قدرات الأطفال الصغار على فهم عندما تكون لدى الآخرين أفكار مختلفة عنهم.

ووجد الفريق أن أطفالا لا تزيد أعمارهم عن عامين ونصف العام على بينة من "المعتقدات الخاطئة" للآخرين، ويمكن التفاعل بشكل صحيح وفقاً لهذه المعلومات، مما يشير إلى أنهم يمكن أن يدركوا أيضاً عندما يقوم أحد الأشخاص بالكذب أو الغش أو التظاهر بأمر غير حقيقي.

وقام فريق دولي من الباحثين بتحليل سلوك أكثر من 140 طفلاً في الولايات المتحدة تتراوح أعمارهم بين عامين وعامين ونصف العام باستخدام منهجية بحثية معروفة باسم "مهمة الاعتقاد الكاذب"، تستخدم لتحديد ما إذا كان الأطفال فشلوا في الفهم عندما يرون آخرين يفكرون بشكل مختلف عنهم.

ومن المعروف أن المعتقدات الخاطئة هي المفاهيم الخاطئة التي تنتج عن اللجوء لمنطق مغلوط. وساورت الباحثين شكوك من أن تلك المنهجية قد تكون متقدمة جداً، بحيث يصعب على الأطفال فهمها، أو أنه قد يكون هناك قدر كبير من المعلومات يصعب على الأطفال التعامل معها دفعة واحدة.

ونشرت نتائج تلك الدراسة في دورية "ناشيونال أكاديمي أوف ساينسيز" (الأكاديمية الوطنية للعلوم).

كما قام الباحثون بتبسيط نمطية منهجية "مهمة الاعتقاد الخاطئ"، حيث تقوم شخصية اسمها سالي بإخفاء قطعة رخام داخل واحدة من حاويتين. وبعدها تغادر المكان، دون أن تدرك أنه تم نقل الرخام لاحقاً إلى الحاوية الأخرى.

وفي سياق هذا السيناريو، يقوم الباحثون بالسؤال عن أية حاوية ستبحث فيها سالي عن قطعة الرخام الخاصة بها. ففي حين يشير الأطفال الأصغر سناً إلى موقع الرخام الجديد، مما يدل على أنهم لا يفهمون الاعتقاد الكاذب لدى سالي عن موقع قطعة الرخام، يقوم الأطفال، من سن 4 وما يزيد، في الكثير من الأحيان، بالإشارة إلى الموقع الأصلي الذي وضعت فيه سالي قطعة الرخام.

وفي نسخة معدلة لهذا الاختبار، استخدم الباحثون قصة "إيما والتفاحة"، التي تتبع الحيلة نفسها. ولكن، هذه المرة، تنقل التفاحة إلى مكان غير معلوم.

وأشارت النتائج إلى تمكن الأطفال من الإجابة بشكل صحيح، ما يدل على أنهم على وعي بأن الآخرين يمكن أن تكون لديهم مفاهيم مختلفة عنهم - والجديد هنا أن هؤلاء الأطفال كانوا أصغر سناً بكثير مما أرجحت الدراسات السابقة.

من جانبها، أوضحت أستاذة علم النفس في جامعة إلينوي، رينيه بايلارغيون، أنه "عندما سئل الأطفال، في جميع أنحاء العالم، بشأن ما سيفعله شخص لديه اعتقاد خاطئ لاحقاً، فكانت تقتصر الإجابة عادة بشكل صحيح على من هم في الرابعة أو الخامسة من العمر".

وقالت بيلارغيون: "دراستنا تشير إلى أنه عندما تبسط الاختبار، حتى الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وعامين ونصف العالم، حققوا نجاحاً. وبالتالي فإن القدرة على الإجابة على الأسئلة حول الأشخاص ذوي الاعتقاد الخاطئ تتوافر في وقت مبكر للغاية من مرحلة النمو، بعكس ما كان الاعتقاد السائد سابقاً".

كذلك أضاف الباحثون أن الأطفال الصغار أثبتوا أنهم قادرين على التمييز بين المعتقدات الخاطئة، لكن ربما لم تكن لديهم القدرة على إثبات هذا الفهم.

ومن المقرر أن يقوم بعض أعضاء فريق الباحثين بإجراء اختباراتهم حول تلك الظاهرة في سنغافورة وآسيا، في إطار ثلاث دراسات جديدة.

وقال الأستاذ المساعد في جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة، البروفيسور سيتووه بيي بيي، إنه كون الأطفال لديهم القدرة على تمييز "المعتقد الكاذب" فهذا يعني إدراكهم أن الآخرين قد تكون لديهم أفكار مختلفة عنهم، مشيراً إلى أن "هذه القدرة تمكنهم من رصد أي محاولة من الآخرين للكذب أو الغش أو الادعاء".

وأضاف: "إذا كان الآباء يعتقدون أن أطفالهم لا يفهمون الأمور المعقدة، وبالتالي يقولون لهم أموراً مبسطة من الحقيقة بغرض "خداعهم" في إطار تصور أنها أشياء معقدة لن يستوعبها الأطفال، فإن نتائج الدراسة ترجح أن الصغار يمكنهم رصد متى يقوم آباؤهم بهذا التصرف بداية من عمر عامين ونصف العام".

 

العربية نت