رام الله الإخباري
اختار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الخبير المالي المخضرم ستيفن منوتشين وزيراً للخزانة الأربعاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، ليملأ المناصب الاقتصادية، فيما أعلن عن خططه للتخلي عن أعماله؛ لتفادي أي تضارب في المصالح.
وسئل منوتشين والملياردير ويلبر روس، في مقابلة تلفزيونية مع شبكة "سي إن بي سي"، ما إذا كانا يستطيعان تأكيد التقارير بتسميتهما لوزارتي الخزانة والاقتصاد.
وقال منوتشين: "نستطيع أن نؤكد ذلك.. ونحن مسروران بأن نكون هنا ومسروران بالعمل مع الرئيس المنتخب ونتشرف بتولي هذين المنصبين".
ومنوتشين (53 عاماً)، هو شريك سابق في شركة غولدمان ساكس وكان رئيساً لحملة ترامب، بينما روس مستثمر كسب المليارات من الاستحواذ على شركات كانت تعاني أزمات
مكافآت مساعدي ترامب
وبتعيين منوتشين، فإنه يحصل على مكافأته مقابل الوقوف إلى جانب ترامب في الوقت الذي تخلى عنه كبار المانحين السياسيين في الحزب الجمهوري، ومن بينهم الإخوة كوش الأثرياء. واختيارات ترامب هذه، التي يتعين تأكيدها من قِبل فريق الانتقال إلى البيت الأبيض، ستكون أول تعيينات مهمة في فريقه الاقتصادي.
سأتخلى عن أعمالي
ويأتي هذا فيما أعلن ترامب أنه سيتخلى عن أعماله الخاصة؛ لتجنب أي تضارب في المصالح في أثناء توليه الرئاسة، فيما أكد أنه ليس ملزماً قانونياً بالقيام بذلك.
وفي سلسلة من التغريدات، قال ترامب إنه سيكشف عن خططه في مؤتمر صحفي بنيويورك مع أولاده في 15 ديسمبر/كانون الأول.
وقال إنه سيناقش "مسألة أنني سأترك أعمالي العظيمة جميعها من أجل التركيز بشكل كامل على إدارة البلاد ولجعل أميركا عظيمة مرة أخرى".
وأضاف: "رغم أني غير ملزَم قانونياً بذلك، أشعر بأنه أمر مهم لي كرئيس ألا يكون هناك أي تضارب في المصالح مع أعمالي المختلفة". ولم يوضح الملياردير بعد بالتفصيل كيف ينفصل عن إمبراطوريته المعقدة في أثناء توليه الرئاسة.وعادة ما يضع الرؤساء الأميركيون أرصدتهم في صناديق سرية تدار دون تدخلهم.
إلا أن ترامب قال إنه يريد ترك إدارة مصالحه الواسعة لأولاده وفي الوقت ذاته، تردد أنه طلب حصول صهره جاريد كوشنر على تصريح أمني حتى يتمكن من مواصلة عمله مستشاراً خاصاً له.
اختيارات ترامب
لدى ستيفن منوتشين سجل مهني مميز، حيث درس في جامعة ييل المرموقة وكان شريكاً في مؤسسة غولدمان ساكس المالية قبل أن يطلق صندوقاً استثمارياً يحظى بدعم جورج سوروس الذي يدعم الحزب الديمقراطي، وتموله إنتاجات أفلام هوليوود، ومن بينها "أفاتار" و"سويسايد سكواد" (الفريق الانتحاري).
والآن، يتعين على منوتشين أن يساعد ترامب على الوفاء بتعهداته خلال الحملة الانتخابية التي حققت لترامب إمكانية الفوز بمنصب الرئاسة وسط نمو متواضع للاقتصاد وقلق بشأن الوضع الاقتصادي.
وتعهد ترامب بخفض ضرائب الشركات، في مسعى لتشجيع الشركات المتعددة الجنسيات على ضخ إيراداتها في الولايات المتحدة، وإلغاء قانون دود-فرانك للإصلاح المالي الذي وُضِع لحماية المستهلكين والنظام المالي من إفراطات "وول ستريت" التي تسببت في الأزمة المالية.أما روس فهو مستثمر ملياردير يُعرف باستحواذه على شركات الصلب والفحم وبيعها بعد ذلك مقابل ربح كبير.
وسيشرف روس على العديد من الخلافات التجارية مع دول من بينها الصين، يتعلق معظمها بشكاوى من إغراق الأسواق بالصلب والألمونيوم الرخيص في الأسواق الأميركية. وتقدر ثروة روس بنحو 2.9 مليار دولار، ودعا إلى فرض تعريفات كبيرة على الواردات الصينية.
أما فيما يتعلق بمنصب وزير الخارجية، فلا يزال ترامب متردداً بين الجمهوري المعتدل ميت رومني والمدير السابق للـ"سي آي إيه" الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس والسيناتور بوب كوركر.
وتدور معركة ضارية حول هذا المنصب؛ إذ يمثل وزير الخارجية صوت أميركا ووجهها في العالم، وهو الشخصية الثالثة بالدولة على رأس شبكة من 70 ألف دبلوماسي في العالم.
ومن المفترض أن تفضي المشاورات التي أجراها ترامب في عطلة عيد الشكر بالنادي الخاص الذي يملكه في فلوريدا، والمفاوضات التي يواصلها هذا الأسبوع في برجه "ترامب تاور" بمانهاتن، إلى تعيين وزرائه الرئيسيين.
ا ف ب