ألقى النائب الشيخ أحمد الشيخ علي القيادي في حركة حماس كلمة الحركة نيابة عن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل في المؤتمر العام السابع لحركة فتح المنعقد في رام الله وسط الضفة الغربية.
وبدأ مشعل كلمته بمخاطبة الرئيس عباس: " الأخ أبو مازن، رئيس حركة فتح، رئيس منظمة التحرير، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية"
وأكد مشعل جاهزية حماس لكل مقتضيات الشراكة مع فتح وكل الفصائل والقوى والشخصيات لما فيه المصلحة الفلسطينية.
وشدد على أن مؤتمر فتح ينعقد في ظروف استثنائية لها انعكاساتها على القضية الفلسطينية وعلى الوضع الإقليمي مما يضاعف من مسئولياتنا .
وقال إن "عقد مؤتمر فتح في الظروف الاقليمية من حولنا يضاعف من مسؤولياتنا الوطنية جميعا".
وأضاف مشعل: "نحن شركاء في الوطن والقرار، ونحن جاهزون لكل مقتضيات هذه الشراكة معكم في حركة فتح ومع جميع الفصائل لمصلحة شعبنا وقضيتنا".
وفيما يلي نص الكلمة كاملا:
الأخ العزيز أبو مازن محمود عباس حفظه الله، رئيس اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، الأخوة والأخوات أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح وأعضاء مؤتمرها العام السابع وجميع قيادتها وكوادرها، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن مؤتمركم الكريمة هذا ينعقد في ظروف معقدة واستثنائية لها انعكاساتها على قضيتنا الفلسطينية وعلى الواقع الإقليمي من حولنا مما يضاعف من مسؤولياتنا الوطنية جميعا ويزيد من حجم المسؤولية الملقاة عليكم تجاه حركتكم وشعبكم وشركائكم في الوطن وأنتم تتداولون في جدول أعمالكم وترسمون مواقفكم وسياساتكم.
وأني إذ اخاطبكم بهذه الكلمات فمن منطلق إننا شركاء في الوطن والقضية والنضال والقرار، ونحن في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" جاهزون لكل مقتضيات هذه الشراكة معكم في فتح ومع جميع الفصائل والقوى والشخصيات الوطنية، وذلك لمصلحة شعبنا وقضيتنا ولصالح نضالنا ومعركتنا مع الاحتلال الإسرائيلي.
ومن هنا فإننا نتمنى لكم النجاح والتوفيق في أعمال مؤتمركم هذا والوصول إلى نتائج إيجابية ومخرجات سديدة بما يعزز صفكم ووحدتكم الداخلية أولا ويجدد ثانيا أداء الحركة وبرنامجها النضالي الذي عرف عنها وتميزت به منذ كانت الثورة الفلسطينية المعاصرة والتي كان على رأسها القائد الشهيد المرحوم ياسر عرفات رحمه الله.
ويرسخ ثالثا مناخ الوحدة وروح الشراكة الوطنية التي تساعد على سرعة إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام وترتيب بيتنا الفلسطيني وبناء مؤسساتنا الوطنية ثم أخيرا بما يمكننا من العمل معا وبجميع طاقات شعبنا العظيم وقواه ومكوناته في الداخل والخارج في مقاومة الاحتلال والاستيطان والتهويد ومواجهة عدوانه وجرائمه وكسر الحصار عن غزة وذلك وفق برنامج نضالي وسياسي وطني مشترك نتوافق عليه، مما يضاعف قوتنا ومقاومتنا ويجسد وحدتنا وشراكتنا ويحمي قرارنا الفلسطيني المستقل ويقربنا بإذن الله إلى لحظة النصر والتحرير والعودة واستعادة القدس والأقصى وجميع مقدساتنا الإسلامية والمسيحية وإنجاز مشروعنا الوطني وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس وكذلك عودة اللاجئين إلى أرضهم وإعادة الحرية لأسرانا واسيراتنا البواسل جميعا.
الأخوة الكرام: من البداهة والمنطق الطبيعي والوطني أن يحرص أبناء الشعب الواحد والقضية الواحدة على بعضهم البعض وعلى نجاح المجموع الوطني فإن كل إنجاز ونجاح لفصيل هو إنجاز ونجاح لبقية الفصائل والقوى ورصيد متراكم لأصل الموضوع وهو الشعب والقضية فكيف حين يمر شعبنا وقضيتنا بهذه الظروف الخطيرة وغير المسبوقة فإن هذا الحرص المتبادل يصبح من الضرورات والمسائل المصيرية التي لا يجوز التفريط فيها بحال من الأحوال مهما كانت الظروف والمبررات أو الخلافات والتباينات، فالوطن أكبر منا ويكبر بنا والقضية تحتاجنا جميعا وتنتصر بوحدتنا وشراكتنا وباجتماع جهودنا وجهادنا معا.
وهذه الكلمات التي أكتبها لكم ما هي إلا تعبير نابع من قلبي وعقلي عن هذه الرؤية والقناعات التي أؤمن بها وأخواني أحببت أن أتبادلها معكم في مؤتمركم الكريم متمنيا كل نجاح وتوفيق، الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى والعز لأبطال المقاومة والنصر لشعبنا وأمتنا وستظل القدس رمز قضيتنا العادلة وعاصمة دولتنا الحركة الحرة المستقلة بأذن الله.
وفقكم الله جميعا وسدد خطاكم لكل خير.