محيط عملاق بباطن الأرض يعادل ما على سطحها

الارض

رام الله الإخباري

توصل باحثون إلى أن الأرض تحتوي على محيط ضخم تحت سطحها، وهو من الأهمية بمكان بحيث لا يمكن تخيّل الحياة على سطح الأرض من دونه لدوره الكبير في تحريك الصفائح التكتونية ونشوء البراكين وتوليد التربة.

وركز الباحث مايناك موخيرجي من جامعة فلوريدا الأميركية وفريقه البحثي على دراسة العمق الذي يمكن أن يوجد فيه الماء في الوشاح الأرضي، وهي طبقة أرضية تحتية يبلغ سمكها نحو أربعة آلاف كيلومتر، وتوصلوا إلى نتائج مذهلة، وهي أن الماء يجري إلى عمق ستمئة كيلومتر بفعل ضغط معدن البروسيت.

وبحسب موقع مجلة "فوكوس" الألمانية، يمكن أن يساهم هذا الاكتشاف في قياس حجم المحيطات في باطن الأرض. ويعتقد العلماء أن كمية الماء الموجودة في طبقة الوشاح الأرضي تعادل المياه الموجودة في بحار العالم ومحيطاته مجتمعة، أي أنها تبلغ حوالي 1.5% من وزن الأرض.

لكن الموقع الألماني يشير في الوقت ذاته إلى أن دراسة أخرى أكدت أن العمق الذي يصله الماء في باطن الأرض يمكن أن يزيد عن ستمئة كيلومتر. فقد قام الباحث في جامعة نورث ويسترن الأميركية ستيف جاكوبسون بتحليل قطعة ألماس قذفها بركان في البرازيل قبل ملايين السنين، واكتشف الفريق العلمي أنه يحتوي على إيونات الهيدروكسيد، الذي لا يمكن له أن ينشأ إلا في الماء، وهذا يدل على أن الماسة تكونت في الغلاف السفلي من جوف الأرض.

وعبر جاكوبسون لمجلة "نيو ساينتيس" العلمية عن اعتقادهم بأن الماء يمتد إلى عمق ألف كيلومتر في باطن الأرض، وهذا يعادل طبقة الوشاح الأرضي السفلى، أي نحو ثلث الطريق إلى لب الأرض المكون من المعادن.

وأفادت دراسة منشورة في مجلة "نيجر" بأن هذا المحيط العملاق يقبع تحت ضغط عال للغاية وتصل درجة حرارته إلى 1530 درجة مئوية، مما يجعل الماء حبيس التركيبات الكرستالية للمعادن، لكنه رغم ذلك يساهم في الحفاظ على الحياة على سطح الأرض من خلال دوره في تحريك الصفائح التكتونية ونشوء البراكين التي تلعب دورا مهما في نشوء القشرة الأرضية التي نعيش عليها.

دويتشه فيلله