قالت وزارة الخارجية، إن قرار دولة فلسطين بالمشاركة في جهود إطفاء الحرائق في اسرائيل، جاء منسجما مع مبادئها وقوانينها والتزاماتها الإنسانية، وليس طمعاً في تلقي الشكر من الحكومة الاسرائيلية، التي اختار عدد من أركانها أسلوبا متدنياً وغير لائق للرد على المشاركة الفلسطينية، في محاولة لطمس الدور الإنساني لدولة فلسطين أمام العالم.
وأوضحت "الخارجية" في بيان صادر عنها اليوم الاثنين، انه بالرغم من الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني، والمعاناة الكبيرة جراء الاحتلال الاسرائيلي وممارساته البشعة، وحاجته الدائمة لمن يقف الى جانبه ويسانده ويمد له يد العون، وبإمكانياته المتواضعة لم يتردد شعبنا في المساهمة في جهود إطفاء الحرائق في اسرائيل، حيث شاركت دولة فلسطين بعدد من سيارات الإطفاء المجهزة وبطواقمها الكاملة في تقديم هذه الخدمة الانسانية، رغم الحاجة الفلسطينية الملحة لتلك السيارات والطواقم لمواجهة اتساع محتمل للحرائق المندلعة في الضفة الغربية المحتلة.
وأشارت الى أن وزارة الخارجية الاسرائيلية التي نشرت بيانا في مواقعها على شبكة التواصل الاجتماعي، تشكر فيه الدول التي شاركت في جهود إطفاء الحرائق، لم تشكر دولة فلسطين ولم تعتمد عَلَمَها الى جانب أعلام الدول المشاركة وأعلام الدول التي عرضت تقديم المساعدة، واكتفت بالإشارة في ذيل الصفحة وبشكل هامشي الى مساعدة من "السلطة الفلسطينية".. ليس هذا فحسب، بل قام كل من الوزيرين في حكومة نتنياهو، نفتالي بينت، وأفيغدور ليبرمان، بزيارة استفزازية لمستوطنة "حلميش" غير الشرعية التي أقيمت على أراضٍ فلسطينية، وأطلقوا تهديداتهم بهدم المنازل ومواصلة الاستيطان وبناء عديد الوحدات الاستيطانية، كرد على اتهاماتهم للفلسطينيين بـ (المسؤولية عن إشعال الحرائق!!)، في تصريحات عنصرية ومعادية للسامية اعتاد على إطلاقها اليمين الحاكم في اسرائيل، هذا بالإضافة الى الفتوى التي أطلقها حاخام صفد "شموئيل إلياهو" الذي أجاز فيها قتل العرب.
وقالت "الخارجية" في بيانها، "إن دولة فلسطين وأمام هذا الرد الدنيء من جانب بعض المسؤولين الاسرائيليين لطبيعة المشاركة الرسمية الفلسطينية، ورفضها الاعتراف بالجهد الانساني والأخلاقي الذي قدمته فلسطين عبر طواقمها البطلة، لتؤكد صحة ما قامت به واستعدادها للقيام به من جديد، في حال برزت مسببات ذلك مرة أخرى. إن أخلاقياتنا هي التي تقود حركتنا بينما أخلاقيات دولة اسرائيل الاحتلالية هي التي ترفض الاعتراف بالجهد الفلسطيني البطولي، الذي بذل لوقف امتداد تلك الحرائق في الداخل الاسرائيلي. يكفينا أن يقدر العالم أجمع ذلك، ويكفينا أن نعيش في حالة الانسجام مع أنفسنا. لكن يجب على المجتمع الدولي أن يكون أكثر حزما في تعامله مع حالة الانتهازية الاسرائيلية في القفز على الأرض الفلسطينية والتهديد بمزيد من الاستيطان غير الشرعي، كرد على كارثة طبيعية".