ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ما زال يحاول التوصل إلى اتفاق مع روسيا من أجل إنهاء أزمة حلب، بغية استكمال الصفقة قبل انتهاء صلاحيات الإدارة الحالية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم أن كيري ينخرط في جهود دبلوماسية مكثفة، خشية أن تقدم الإدارة الجديدة التي سيترأسها الرئيس المنتخب دونالد ترامب، على عقد اتفاق مختلف تماما مع موسكو وتتخلى بموجبه عن المعارضة السورية.
وتابعت الصحيفة أن وزارة الخارجية الأمريكية لا تتحدث علنا عن مهمة كيري، ولا سيما بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار السابق في سبتمبر/أيلول الماضي.
وحسب "واشنطن بوست"تركز استراتيجية كيري على حلب وحدها، وهو يدعو أيضا إلى توسيع نطاق المفاوضات لتشمل السعودية وقطر وتركيا، و"أحيانا" إيران. وحسب تصور كيري، يجب أن تتضمن صفقة موافقة المعارضة السورية على التنصل من "جبهة فتح الشام" ("جبهة النصرة" سابقا) وخروج مسلحي "فتح الشام" من شرق حلب، مقابل إنهاء محاصرة الأحياء الشرقية للمدينة من قبل القوات الحكومية.
وذكرت الصحيفة أن دبلوماسيين أمريكيين وروس عقدوا عدة لقاءات في جنيف لبحث الصفقة المقترحة. وأعادت إلى الأذهان أن كيري يجري اتصالات هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف مرتين في الأسبوع، وعقد الاثنان لقاء في وقت سابق من الشهر الجاري في عاصمة بيرو ليما. كما اجتمع كيري مع حلفائه في أبو ظبي لبحث الخطة.
لكن هناك عوائق كثيرة على الطريق إلى مثل هذه الصفقة، إذ تعجز الولايات المتحدة وروسيا عن التوافق حول عدد مسلحي "فتح الشام" المتواجدين في حلب، وسبل إدارة أحياء المدينة الشرقية في حال إحلال وقف إطلاق النار. وقال مسؤول كبير في إدارة باراك أوباما إن روسيا تحاول "كسب الوقت" لكي تحقق أهدافها بالطرق العسكرية، أو ربما تنتظر وصول فريق ترامب إلى السلطة باعتبار أنه سيقترح شروطا أفضل للصفقة.
وقال المسؤولون إن البيت الأبيض لم يعط كيري حتى الآن أي صلاحيات للضغط فعلا على دمشق وموسكو، ما وضعه في موقف ضعيف خلال المفاوضات.