رام الله الإخباري
فلسطينياً سميت صفقة “وفاء الأحرار”، إسرائيلياً أطلقوا عليها “صفقة شاليط”، كانت موضوع تقرير من حلقتين على القناة العاشرة الإسرائيلية، الحلقة الأولى تحدثت عن عملية الأسر وتفاصليها، والمعلومات الإستخبارية التي سبقتها.
حكومة أولمرت رفضت مطالب حركة حماس لتنفيذ صفقة تبادل، في العام 2009 تسلم بنيامين نتنياهو السلطة في دولة الاحتلال الإسرائيلي، الإفراج عن جلعاد شاليط، جندي الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة كان على أجندته رغم إعلانه في السابق رفض صفقات التبادل مع المنظمات الفلسطينية بشكل عام.
حجاي هداس، رجل موساد إسرائيلي سابق كان المبعوث الأول لنتنياهو ليدير مفاوضات صفقة التبادل مع حركة حماس، حجاي لم يرد العودة للدور المصري الذي اثبت عدم جدواه في عهد حكومة اولمرت.
المخابرات الألمانية كانت خيار حجاي هداس، الألمان وافقوا على الوساطة، المبعوث الألماني بدأ بالسفر ما بين غزة ودمشق ودولة الاحتلال الإسرائيلي، سافر المبعوث الألماني ما مجموعة 70 سفرة ما بين المواقع الثلاثة.
علامة الحياة عن جندي الاحتلال الإسرائيلي جلعاد شاليط كانت الشريط الذي أرسلته حركة حماس مقابل إطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيات، ووجود صحيفة فلسطين الصادرة في قطاع غزة بيد شاليط والتي ظهرت بالشريط كانت فكرة أو مطلب الإسرائيليين كما قال الدكتور محمود الزهار.
العرض الأول الذي جاء به المبعوث الألماني كان إطلاق سراح 450 أسير من حركة حماس، و550 أسير من حركة فتح، من بين أسرى حماس 50 أسيراً أسماهم التقرير قائمة أل v.i.p ,i وهم أسرى شاركوا بالتخطيط لعمليات مقاومة قاتلة ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي.
الرد الإسرائيلي على العرض الذي جاء به المبعوث الألماني، 200 أسير يتم إبعادهم خارج فلسطين المحتلة، رفض قاطع لإطلاق سراح آمنة منى وأحلام التميمي وأسرى حماس ذات العلاقة بالعمليات القاتلة منهم عبد الله البرغوثي وحسن سلامة.
نتنياهو التقى مع الجهات الإسرائيلية ذات العلاقة وطلب من كل من حضر اللقاء قول رأيه بصراحة في الصفقة، رؤوساء الأجهزة الأمنية الشاباك والموساد والاستخبارات العسكرية رفضوا الصفقة تخوفاً من عودة الأسرى من جديد لتنفيذ عمليات مقاومة، وعقد الصفقة سيشكل حافز لحركة حماس لتنفيذ مزيد من عمليات الأسر، رغم المعارضة الأمنية المستوى السياسي أعطى الضوء الأخضر لاستمرار المفاوضات.
في موضوع القائمة المسماة قائمة أسرى أل V.I.P المبعوث الألماني طلب من حركة حماس أن تكون من رقم خانة واحدة، الجناح السياسي لحركة حماس وافق على العرض الألماني، والقيادة العسكرية الممثلة بأحمد الجعبري رفضت العرض، وطلبت من الزهار عدم التدخل بالمفاوضات للصفقة، وطرد الجعبري المبعوث الألماني من قطاع غزة.
بالتزامن مع المفاوضات على صفقة التبادل خرجت المسيرة السيارة للمطالبة بالإفراج عن شاليط إلى القدس للاعتصام أمام منزل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مسيرة استمرت ل 12 يوماً، كان متوقع أن يحضر في اليوم الأول 1000 مشارك، المفاجئة كانت أن شارك 10 آلاف شخص في اليوم الأول، الحراك الشعبي شكل ورقة ضغط كبيرة على بنيامين نتنياهو، وأدرك الجميع أن لهذا الحراك سيكون ثمن سياسي.
بعد فشل الوساطة الألمانية، ترك حجاي هداس رجل الموساد السابق منصبه، وتسلم دافيد ميتان مهمة إدارة الجولة الجديدة من المفاوضات مع حركة حماس، ميتان كانت خطوته الأولى للتفاوض مع حركة حماس من خلال الحاخام اليهودي جرشون بوسكن والذي كان على علاقة مباشرة مع القيادي في حماس غازي حمد.
ترجمة محمد ابو علان