ثلاث سيدات من نابلس يتنافسن على لقب أفضل معلمة في العالم

ثلاث سيدات من نابلس يتنافسن على لقب أفضل معلمة في العالم

رام الله الإخباري

​بعد نجاح حنان الحروب بانتزاع لقب أفضل معلم بالعالم في موسمه الأول، تنتظر ثلاث من معلمات محافظة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة أن يحالف إحداهن الحظ للاحتفاظ بهذا اللقب لفلسطين.

لينا ونداء ودعاء، ثلاث معلمات من مديريتي تربية نابلس وجنوب نابلس، تأهلن ضمن 50 معلما فلسطينيا لتصفيات مسابقة أفضل معلم التي تُنظمها "مؤسسة فاركي" العالمية.

كما تم اختيارهن ضمن أفضل 18 معلمًا من مديريات الوطن للمنافسة على لقب أفضل معلم في فلسطين.

جائزة أفضل معلم على مستوى العالم هي جائزة سنوية تقدمها مؤسسة "فاركي جيمس"، وتمنح لمعلم متميز بإنجازاته التراكميّة، نظير اهتمامه بالطلاب وتأثيره الملهم لهم، وتأثّر المجتمع بالمبادرة.

لينا.. التعلّم باللعب والغناء

معلمة اللغة الإنجليزية في مدرسة بيرقوزا الأساسية المختلطة ببلدة بيتا جنوب نابلس لينا رشيد البيطار، كان لها مبادرة بعنوان "التعلّم باللعب والغناء".

وشكلت هذه المبادرة تصورًا تعليميًا يُقّرب مفاهيم المحتوى التعليمي للغة الإنجليزية من خلال ممارسة التلاميذ للعب الهادف، وسماع الموسيقى والغناء الهادفين لتحبيبهم بما يتعلمونه، وتشجيعهم وتنمية قدراتهم على الاستيعاب والفهم واكتساب العلم والمعرفة.

البيطار حاصلة على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة القدس/ أبو ديس، ودبلوم تأهيل لغة إنجليزية من نفس الجامعة.

التحقت البيطار بعد تخرجها بوظائف إدارية ببعض المؤسسات، لكنها في العام 2004 عندما أصبحت أمّا لعدة أطفال، توجهت لحقل التعليم الذي تقول إنه هدف حياتها.

وعملت مدرّسة لكافة المراحل التعليمية، كما عملت مشرفة تربوية بمديريتي نابلس وجنوبها لثلاث سنوات، لكنها قررت العودة للتعليم مجددًا.

وتقول: "خلال فترة عملي كمشرفة رأيت الكثير من الأطفال الذين هم بحاجة للاهتمام، فقررت أن أعمل لنفسي نموذجًا خاصًا يمكن اتباعه، وأنشره عبر وسائل التواصل".

وتراكمت إنجازاتها في تعليم اللغة الإنجليزية، وركّزت على توثيق العلاقة بالطلاب وتشجيعهم وترغيبهم بتعلم اللغة لقناعتها بأن مشكلة سوء التحصيل ناجمة عن عدم حب الطلاب لهذه المادة.

ولخدمة فكرتها، عملت على توظيف التكنولوجيا وخبراتها التدريبية المتراكمة على تطوير العلاقة مع الطلاب بعيدا عن الطرق التقليدية، فاستثمرت أساليب اللعب والغناء والرياضة والتركيز على مهارات التفكير ودمج التكنولوجيا.

وخضعت للعديد من الدورات في أساليب التعليم الحديث، كما شاركت بتدريب المعلمين بمستويات أهلتها لتطبيق استراتيجيات في التعليم والتعلم تقوم على توظيف الغناء واللعب في التعليم.

وتتواصل المعلمة مع المجتمع المحلي وأولياء الأمور مباشرة وعبر إدارة المدرسة ومن خلال صفحة المدرسة التي تشرف عليها، وتقوم بالإجابة على الاستفسارات وحل المشاكل من خلال الصفحة، إضافة لكونها عضو فاعل ومتطوعة في كثير من المؤسسات والجمعيات.

نداء.. أمٌّ لطالباتها

أما معلمة الصف الأول بمدرسة بيتا الأساسية للبنات نداء دار صالح، فكانت مبادرتها بعنوان: "من حقّي أن أتعلّم بمحبّة وسلام"، مفتاحًا تأهلها بجدارة.

وتهدف هذه المبادرة لغرس القيم والأخلاق للتغيير والتحرر من القيود، من خلال إيمان المعلمة بالقدرات الكامنة لدى الطالبات، وإمكانية استثمارها وإبرازها وتطويرها في حال توفّر الإمكانات اللازمة وأهمها الإرادة.

المعلمة دار صالح حاصلة على البكالوريوس في التربية الابتدائية والماجستير في مناهج وطرق التدريس من جامعة النجاح.وتقول : "نهدف لإنشاء جيل من الأطفال يتمتع بأخلاق عالية ومحبّ ومتعاون فيما بينه ويعتمد على نفسه".

وأبدعت دار صالح في توظيف التكنولوجيا والمسرح والغناء والتمثيل في تدريس الصف الأول الأساسي، فكانت الأم في علاقتها مع طالباتها واللواتي يتفاعلن معها بشكل كبير وبنشاط وحيوية تدل على الانسجام بين المعلمة وطالباتها.

وبرزت إمكانيات المعلمة خارج الصف أيضًا من خلال العلاقة مع المجتمع المحلي والتواصل معهم، باستخدام مواقع التواصل واهتمامها الكبير بالفروقات الفرديّة واستثمار قدراتها في دمج الطالبات من ذوي الاحتياجات الخاصة في غرفة الصف وخارجها.

سبع سنوات من الإبداع والتميّز قضتها المعلمة نداء في تعليم الصف الأول الأساسي، وقبلها سنتان بمدارس خاصة، حتى أصبحت الطالبات ينتظرنها على بوابة المدرسة وتودعنها عند مغادرتها.

دعاء.. خبرة غنية

دعاء الميناوي مدرّسة اللغة الإنجليزية للصفوف من الأول وحتى الرابع الأساسي بمدرسة عبد اللطيف هواش الأساسية بمدينة نابلس، لها تجربة غنية بالتعليم تمتد إلى 18 سنة، منها 14 سنة في المدارس الحكومية.

تقول الميناوي الحاصلة على درجة البكالوريوس في أساليب تدريس اللغة الإنجليزية من جامعة النجاح لوكالة "صفا": "عندما التحقت بمدرسة هواش لمست ضعفا شديدا في اللغة الإنجليزية، وعموما يعاني الطلاب من ضعف شديد في الرياضيات واللغة الإنجليزية".

وأمام الواقع الذي وجدت نفسها أمامه، وضعت الميناوي هدفا يتمثل بإدخال استراتيجية تعمل على رفع مستوى وكفاءة الطالبات باللغة الإنجليزية.

وتقول: "اتبعت مجموعة أساليب تدريس متنوعة، بحسب الموقف التعليمي الذي أواجه، وكان لها أثر واضح على طالباتي اللواتي أصبحن مميزات على مستوى المديرية بالإنجليزية".

وتستخدم الميناوي طريقة التعليم التعاوني التي تقوم على إيجاد مجموعات مساعِدة من الطالبات داخل كل صف، كما تستخدم أسلوب التعليم بالغناء، من خلال إعداد أغنية لكل وحدة دراسية بما يخدم الهدف من الوحدة.

ولا يقتصر تركيزها على الطالبات المتفوقات، بل تهتم بالطالبة الضعيفة، فعندما تكون هناك طالبة تعاني من ضعف، تحاول الميناوي معرفة سبب هذا الضعف والذي قد يكون بسبب مشاكل أسرية.وتقول: "أدرس حالة كل طالبة وأتعامل معها وفق وضعها، والحمد لله فقد تمكنت من معالجة الضعف عند الكثير من الطالبات".

تفوق الإناث

رئيس قسم الإشراف التربوي بمديرية جنوب نابلس فازع دراوشة يعبر عن فخره بنجاح اثنتين من معلمات مديريته بالوصول لهذه المرحلة من المنافسة، ويقول إن هذا دليل على دقة الاختيار.

وأوضح في حديثه  أن لجنة من مشرفي المديرية رشحت ثلاثة معلمين على غرار باقي مديريات الضفة السبعة عشر، وتمكنت اثنتان منهم من الانتقال للمرحلة الثانية من المنافسة.

ولا يجد دراوشة مبررا للاستغراب من كون غالبية المرشحين لهذه الجائزة من الإناث، إذ يرى هذا منطقيا في ظل تفوق النساء على الرجال في حقل التعليم عالميًا، لافتا إلى أن 80% من معلمي المرحلة الأساسية حتى الصف الرابع هن من الإناث.

وكالة صفا