رام الله الإخباري
طلب والد عروس من قطاع غزة من خطيب ابنته مهراً قوامه "ديناراً واحداً فقط"؛ إضافة لأداء "صلاة الفجر جماعة لمدة أربعين يوماً على التوالي"، وأصرَّ والد العروس على كتابة المهر في عقد الزواج، عملاً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
"أقلهنَّ مهراً اكثرهنَّ بركة".. بتلك الكلمات فاجأ الحاج فايز الحلبي من حي الشجاعية أهل خطيب ابنته عندما طلبوا منه ابنته للزواج، وبعدها قال "مهر ابنتي ديناراً واحداً لا يزيد ولا ينقص، وإضافة لذلك التزام العريس بصلاة الفجر جماعة في المسجد لمدة أربعين يوماً".
يقول والد العروس: جاءت الفكرة من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي يحث على التيسير في المهور، وعدم المغالاة في قيمة المهر، ونحن في قطاع غزة أحوج الناس للاقتداء بسنة النبي في ظل الأوضاع المادية الصعبة.
وأضاف: من يؤتمن على العرض لا يطالب بالمال، فأنا اعطيته أغلى ما أملك واستأمنته على عرضي فمن غير المنطقي إرهاقه في دفع مهر كبير.
وتابع: الشباب في قطاع غزة أوضاعهم صعبة، وغالباً ما يتزوجوا بالديون والأقساط، ويستيقظوا بعد طقوس الزواج وعليهم جبال من الديون، الأمر الذي يسبب لهم العديد من المشاكل التي تعكرٌ صفو الزواج الذي من مقاصده السكينة والطمأنينة.
وعن شرطه لأداء العريس لصلاة الفجر، قال: زوج ابنتي الحمدلله ملتزم ورجل صالح ويواظب على كل الصلوات وهو من عائلة محترمة ومعروفة بصلاحها، وإنما طلبتُ ذلك لتوعية الناس على أهمية واجر صلاة الفجر.
ولم تعارض العروس التي أوشكت على إنهاء تعليمها الجامعي والحافظة للقرآن الكريم على مهرها الذي يختلف عن كل قريناتها، كذلك لم يعارض احداً من عائلة العروس بل اعتبروا ذلك المهر الزهيد سيزيد من بركة التوفيق بين الزوجين.
وحول تكاليف الزواج الأخرى كالملابس والتجهيزات الخاصة بالعروس، قال الحلبي "سيتكفل بها الله عزوجل".
وعُقد حفل إشهار الخطوبة في مسجد المحكمة في حي الشجاعية، ولقيَّ خبر المهر الزهيد استحسان الحضور، وأثار الخبرُ جدلاً واسعاً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي واعتبرها بعض الذين شاركوا في الحوار حول قيمة المهر أنها أفضل طريقة للتخفيف عن كاهل الشباب المقبل على الزواج.
الداعية د. عماد حمتو، يقول "تخفيض المهور سنة عظيمة من سنن نبينا المصطفى الذي حث على الزواج وعلى تخفيض المهور، ولا بد أن نحييها في قطاع غزة في ظل الظروف الصعبة التي يعانيها الشباب الذي يضطر بعضهم للأسف أن يبدأ حياته بقروض ربوية محرمة نظراً لارتفاع تكاليف الزواج.
وأضاف حمتو: كذلك لا بأس أن تعزَّ العروس في مهرها، لأن المهر تشريفٌ من الله عزوجل للمرأة، وحماية نفسية لها، وضامن من استسهال الزوج لفكرة الطلاق التي يبغضها الله، ونحن هنا نقول أن المهرَ لا بد أن يكون متوازناً يراعي العروس وحاجاتها ويراعي الشاب وظروفه المادية، فلا إفراط ولا تفريط.
وحث أولياء الأمور في قطاع غزة على ضرورة عدم المغالاة في طلب المهور، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وقلة البناء، وزيادة حالات العنوسة، وعدم النظر إلى فكرة الزواج من منظور مادي.
ودعا الشباب المقبلين على الزواج بضرورة عدم اللجوء إلى البُهرج والتبذير الزائد عن الحاجة، كالحجز في أفخم الصالات، وعمل العديد من الحفلات، وإقامة السهرات المُكلفة، كما ودعاهم إلى عدم اللجوء إلى القروض والمؤسسات الربوية قائلاً "من غير المقبول أن يبدأ الشباب حياتهم الزوجية وبناء مستقبلهم بالحرام وحرب مع الله".
ويبلغ متوسط المهور في قطاع غزة حوالي 3500 دينار أردني، وهناك بعض العائلات تطلبُ بالإضافة إلى ذلك ما يُعرف بـ"الشبكة"، وغالباً ما يتكفلُ العريس وعائلته بأدق تفاصيل العرس والخطوبة التي تثقل كاهله وتدفعه للاستدانة أو الاقتراض أو بيع ذهب الزوجة بعد الزفاف لسداد ديوانه المتراكمة.
فلسطين اليوم