عُقد في مقر سلطة المياه اليوم الأربعاء، الاجتماع الموسع الخاص بممثلي الدول المانحة والداعمة لمشروع محطة التحلية المركزية، برئاسة رئيس سلطة المياه مازن غنيم.
وخصص اللقاء لاطلاع كافة الجهات الدولية على الاجراءات التي تم انجازها في هذا المشروع، والقضايا التي يجب العمل عليها لضمان العمل بالمشروع والانتهاء منه في الفترة المحددة وقبل حدوث الكارثة عام 2020.
وأوضح غنيم أن هذا اللقاء خصص لبحث قضية انسانية يشهدها قطاع غزة سينتج عنها انهيار كامل للخزان الجوفي وبالتالي تصبح غير قابلة للحياة، وهي ليست قضية مياه فقط بل قضية بيئية انسانية وسياسية تتطلب من الجميع العمل بشكل واضح وسريع لتفادي الكارثة.
وبين أن العمل يتم وفق خطة واضحة لمواجهة هذه الكارثة، قائلا: "نعمل وبشكل مكثف مع الجهات المانحة، وترتكز الخطة على معالجة الخلل الموجود في الخزان الجوفي الذي يعاني من تسرب مياه الصرف الصحي ومياه البحر اليه، ويعاني من الاستنزاف الجائر الذي فاق قدرته على الضخ والمقدرة بـ 55 مليون متر مكعب لتصل الى ما يتراوح 180-200 مليون متر مكعب، ونحن نتحدث عن تحدي كبير لمنطقة يقطنها اكثر من 2 مليون نسمة مهددة بالدمار وعانت كثيرا في قضية المياه".
وتابع: "دورنا يتمثل في العمل على يقاف هذا التلوث وذلك من خلال عملنا على انشاء محطات للصرف الصحي واليوم نحن يتوفر لدينا ثلاث محطات واحدة في الشمال والوسط والجنوب"، مؤكدا أن المشروع سيستكمل قريبا، وتم في الآونة الاخيرة توقيع العقود الخاصة بالمرحلة الاستكمالية للعمل مع الشركة المختصة، والعقود الخاصة بمرحلة التشغيل والصيانة.
وقال غنيم: "نعمل وبالتعاون مع سلطة الطاقة للعمل على انهاء قضية الطاقة اللازمة للمشروع والمرتبطة بتوفير خط الطاقة اللازم خلال عام 2017، وسنتمكن حال الانتهاء من المشروع الاستفادة من كميات المياه المعالجة لاستخدامها في الزراعة يعني تخفيف الضغط عن الخزان الجوفي فالزراعة تستهلك ما معدله 50% من كميات المياه المستخرجة".
وأشار إلى أن مشروع محطة التحلية سيتم الانتهاء منه وفق الخطة التي وضعتها سلطة المياه عام 2020 ولكننا وحتى ذلك الوقت نعمل وفق خطط اخرى لنتمكن من ضمان استمرار المياه في القطاع، من خلال ايجاد حلول مؤقتة تتمثل في العمل على انشاء محطات تحلية صغيرة فلدينا محطة تحلية دير البلح بقدرة انتاجية تصل إلى 2600 متر مكعب يوميا، وتم الاتفاق مع الوكالة الاميركية للتنمية على توسيع المحطة لتصل قدرتها الانتاجية الى 6000 متر مكعب يوميا، ولدينا محطة تحلية خانيونس وهي ممولة من الاتحاد الاوروبي من خلال منظمة اليونيسيف وأنجزنا تقريبا كافة التحضيرات المتعلقة بها وسنعمل على اطلاقها قريبا بقدرة انتاجية تصل الى 6000 متر مكعب.
وأضاف غنيم أنه جرى الاتفاق مع الاتحاد الاوربي للعمل على توسعة محطة تحلية خان يونس لتصل الى 12000 متر مكعب، إضافة الى محطة تحلية صغيرة بطاقة انتاجية تصل الى 10000 متر مكعب، وهذه المحطة سيتم العمل بها قريبا، كما تتضمن خطة العمل على برك تجميع مياه الامطار والتي سيتم اعادة ترشيحها في الخزان الجوفي.
وشدد على أن هذه الحلول تبقى منقوصة وغير كافية على المستوى البعيد، لذا يتوجب علينا العمل المشترك للبدء بالحل الاستراتيجي الذي يؤدي الى تلافي الكارثة وهو مشروع محطة التحلية المركزية الذي يعتبر من اكبر المشاريع الذي تنفذ، مشيرا إلى أن هذا المشروع واجه العديد من الصعوبات والتحديات خلال العاميين الماضيين وتمكنا من خلال تعاون كافة الاطراف من تجاوزها، فقضية الكهرباء كانت تحديا يقف امام المشروع، وتمكنا من التغلب على هذه المشكل وعملنا على تامين الطاقة اللازمة.
وأطلع غنيم الحضور على ما تم انجازه خلال اللقاءات التي تمت مؤخرا والتي نجم عنها العمل على هيكلة المشروع، ووضع آلية واضحة لادارة الاموال المخصصة للمشروع، والاتفاق على آلية واضحة لتنفيذ المشروع من خلال العمل على استخدام شركة دولية ذات خبرة في هذا النوع من المشاريع لتعمل على تنفيذه، كما تم الاتفاق عل أن يتم عقد مؤتمر للمانحين نهاية شهر آذار من العام القادم لبحث هذا المشروع مع الجهات المانحة الاخرى المهتمة بالقضايا الانسانية.
وشدد على أن المياه لا تعني فقط الشرب فهي تعني جوانب اخرى كالزراعة، والاقتصاد، والبيئة والتي ترتكز اساسا على المياه، والمياه ركن اساسي للدولة، ولن نسمح ان يكون هناك استمرار للحصار المائي على الشعب الفلسطيني ولن نرضى بأن يبقى الشعب رهينة للاتفاقيات الانتقالية.
بدوره، تحدث نائب الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط ميجيل جارسيا، عن الخطوات التي بدأت للعمل بالمشروع، مشيرا إلى أنهم على دراية ومعرفة واضحة للوضع الحقيقي لقطاع غزة وللحالة الانسانية التي يعيشها السكان، ما يحتم علينا جميعا العمل وبشكل فاعل للتمكن من الانتهاء من الجوانب المتبقية للمشروع للتأكد من أن عام 2020 سيكون بداية جديدة وحقيقية لقطاع غزة.
وأكد ضرورة أن تولي الاطراف كافة الاهتمام لتامين الدعم المالي المتبقي للتمكن من تنفيذ مشروع المحطة بمراحلها المختلفة.
كما تم تقديم عرض من قبل مدير وحدة المشاريع سعدي علي، حول حيثيات المشروع آلية العمل به ومراحل العمل وفق الخطة الخاصة بالمشروع.