رام الله الإخباري
افتُتحت مدرسة في مستشفى المطلع بمدينة القدس في سابقة هي الأولى من نوعها في العالم العربيغرد النص عبر تويتر، لبث الأمل وتقوية إرادة الأطفال في مواجهة المرض، وتمكينهم من متابعة دراستهم دون انقطاع.
وُلدت فكرة افتتاح مدرسة داخل مستشفى أوغستا فكتوريا (المطّلع) بعد ملاحظة الطاقم الطبي والاختصاصيين الاجتماعيين، مدى تأثُر نفسية وصحة أطفال مرضى الكلى والسرطان بشكل سلبي بسبب تغيبهم عن مقاعد الدراسة لفترات طويلة خلال خضوعهم للعلاج بالمستشفى.
وكان لا بد من تطوير الفكرة من خلال تضافر جهود إدارة المستشفى مع كل من وزارتي الصحة والتربية والتعليم العالي الفلسطينيتين إضافة إلى وزارة شؤون القدس، لتُبحر المدرسة في فضاء المعرفة وعلى متنها أربعون طفلا يتلقون تعليمهم على مقاعد غسيل الكلى بالمستشفى، وخمسون طفلا مصابون بالسرطان يتعالجون بشكل دوري بالقسم وجميعهم من محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة.
علاج ودراسة
وحسب رئيس التمريض في قسم الأطفال بمستشفى المطّلع محمد قباجة فإن 22 طفلا ممن يخضعون لأربع جلسات غسيل للكلى أسبوعيا منقطعون عن الدراسة بشكل كامل لأنهم يتوجهون إلى المستشفى معظم أيام الأسبوع، مضيفا أن كثيرا من هؤلاء الأطفال لا يجيدون القراءة والكتابة لأنهم يغسلون الكلى منذ 15 عاما.
وتابع في حديثه للجزيرة نت "في بعض الحالات نصحنا أهالي الأطفال المرضى بعدم إرسالهم إلى المدارس بسبب وضعهم الصحي المتردي والمتمثل بضعف عام ونقص بالمناعة، وكانت النتيجة أنهم حُرموا من التعليم حتى جاءت فكرة افتتاح المدرسة بالمستشفى التي أنقذت هؤلاء الأطفال من الأمّيّة".
ومن بين الأطفال الذين بدؤوا تلقي تعليمهم المدرسي داخل المستشفى الفتاة داليا عبيدو من محافظة الخليل التي تمكث بالمستشفى منذ نحو شهرين بسبب الحمّى الذؤابية الجهازية، وعن أهمية هذه المدرسة قالت للجزيرة نت "فاتني الكثير منذ بداية العام بسبب مكوثي بالقدس للعلاج ولولا إنشاء هذه المدرسة لاضطررت إلى إعادة الصف الـ11 مرة أخرى بسبب المرض".
وانتقلت المعلمة سمر أبو سارة من مدرسة النهضة بالقدس إلى مدرسة مستشفى المطلع بعد خضوعها لامتحان للتربية الخاصة لضمان كفاءتها في تعليم الأطفال المرضى، وعن تجربتها الجديدة قالت إن تعليم الأطفال المرضى أمر بالغ الصعوبة، فهم يخضعون إما للعلاج الكيميائي أو لجلسات غسيل الكلى ويتلقون تعليمهم في ظل هذا الوضع الصحي المأساوي.
وتابعت سمر أن العمل يجري مع هؤلاء الأطفال بشكل فردي بعد جلسات تقييم أكاديمي لكل منهم، مضيفة أن الدافع الإنساني هو الذي شجعها على المضي بالعمل مع الأطفال المرضى، متمنية أن ينجح هذا المشروع لتتمكن من إيصال هؤلاء الأطفال إلى بر الأمان.
مشروع جماعي
وعبّر المدير العام مستشفى المطّلع وليد نمّور عن فخره لنجاح العمل الجماعي في فتح صفوف مدرسية وتوفير معلمات في مختلف المواضيع، لتعليم الأطفال بقسمي السرطان وغسيل الكلى أثناء فترة العلاج، لتكون هذه المدرسة جزءا من رحلة حياتية إنسانية هامة وطبيعية قدر الإمكان، تهدف لبناء إنسان فلسطيني تُصقل شخصيته على تحمل المشاق والتسلح بالصبر في أصعب الظروف.
بدوره، قال وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني صبري صيدم إن "هذه المدرسة مفخرة فلسطينية بامتياز أبطالها الأطفال الذين يعانون المرض".
وأضاف "تنتصرون للأطفال المرضى بجوارحكم وبإيمانكم العميق أن الشعب القادر على وضع فلسطين على خارطة المعرفة لا يمكن أن يقصر في حضرة أبناء يتعافون على أسرة الشفاء".
وكانت وزارة التربية والتعليم العالي أطلقت على العام الدراسي الحالي اسم عام التحدي والإصرار، ووعد الوزير صيدم بإطلاق سلسلة مدارس تحمل اسم مدارس التحدي وسينطلق افتتاحها قريبا في المضارب البدوية، حسب قوله.
وفي كلمته بعد قص شريط افتتاح مدرسة مستشفى المطلع قال "بقي من الاسم مفرد واحد لم نستخدمه هو الإصرار.. وهذه مدرسة الإصرار لأن هذا يليق بنضال الشعب الفلسطيني".
وأشار مدير مديرية التربية والتعليم الفلسطينية بالقدس سمير جبريل إلى اختلاف هذه المدرسة عن غيرها بتنوع طلبتها القادمين من محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة، مؤكدا أن المديرية حرصت على تشبيك المدرسة الجديدة مع بقية المدارس بالقدس بهدف إشراكها بجميع النشاطات التعليمية والتربوية
الجزيرة