نشرت كتائب القسام بياناً حول حرب غزة الاخيرة مع اسرائيل في العام 2012 والتي سمتها بحجارة السجيل وجاء البيان كالآتي :
نعيش اليوم ذكرى فصل من فصول المقاومة والانتصار والمجد، سطرته دماءٌ زكية وأيادٍ طاهرة، إنها معركة حجارة السجيل الخالدة التي كانت شرارتها الأولى في إقدام العدو الغادر الجبان على اغتيال قائدنا الكبير المجاهد أحمد الجعبري في الرابع عشر من نوفمبر عام 2012م.
لقد خطط العدو لهذه اللحظة طويلاً، وحشد لها كل قواه الأمنية والعسكرية واستنفر جيشه وأركان حربه، واستعدّ للاحتفال بلحظة اغتيال قائد أركان المقاومة، وزعم أنّه خلال دقائق قد دمّر منظومة الصواريخ للمقاومة تزامناً مع جريمة الاغتيال.
لكنّ المفاجأة التي أعدّتها كتائب القسام والمقاومة لم تكن بحسبان العدو، فردّت كتائب القسام على هذه الجريمة بإطلاق عملية "حجارة السجيل"، واتخذت القرار الذي عجزت عن اتخاذه دول وأنظمة وجيوش، فكان قرار قصف (تل أبيب) عاصمة العدوان وواحة الأمن الموهومة، وبؤرة السيادة الصهيونية المزعومة.
قصفت كتائب القسام تل أبيب بعد ساعات من جريمة الاغتيال، وأمطرت مواقع ومغتصبات العدو وقواعده العسكرية بمئاتٍ من القذائف الصاروخية، معلنةً دخول الصراع مع المحتل مرحلة جديدة، وكاشفةً عن مفاجآتٍ على صعيد الصناعات العسكرية القسامية، تمثل أهمها في دخول صاروخ M75 للخدمة، بعد استهداف تل أبيب ومواقع في القدس المحتلة بهذا الصاروخ لأول مرة، إلى جانب أجيال أخرى من الصواريخ.
معركة استمرت ثمانية أيام، سطرت خلالها المقاومة الفلسطينية أروع الملاحم جنباً إلى جنب مع شعبها المرابط المعطاء، وبدعم أمتها وعمقها العربي والإسلامي، لتفرضَ المقاومة لأول مرة في تاريخ الصراع مع المحتل معادلاتٍ جديدةً وتُرضخَه لشروطها، وتُلزمَه بقواعد اشتباكٍ جديدة، وتَنتصرَ على منظومة أمنه القومي المتوارثة منذ إقامة هذا الكيان الغاصب الدخيل.
إن كتائب القسام تؤكد في ذكرى البطولة والانتصار في "حجارة السجيل" على ما يلي:-
أولاً: سلامٌ وتحيةٌ لروح قائدنا العظيم أحمد الجعبري، مهندس معركة الحرية للأسرى، الذي ركّع قيادة العدو المتغطرسة قبل استشهاده، وبعد ارتقاء روحه الطاهرة، وكذا التحية لكل شهداء شعبنا البررة الذين صنعوا هذا الانتصار وشاركوا في ترسيخ هذا الإنجاز.
ثانياً: إنّ المقاومة وكتائب القسام بعد أربعة أعوام من حجارة السجيل قد تقدمت بمراحل كثيرة، إعداداً وقوة وبناءً وتطوراً في كل المجالات، وسطرت بعد حجارة السجيل بعامين بطولاتٍ فريدةً في معركة العصف المأكول، ولا تزال على العهد لا تكل ولا تمل حتى النصر والتحرير بإذن الله.
ثالثاً: إنّ قيادة المقاومة الشجاعة والصلبة التي اتخذت قرارات معركة السجيل وفتحت صفحة مجدٍ جديدةً في تاريخ الصراع مع المحتل في ذلك التاريخ، لهي قادرةٌ ومؤتمنةٌ على قيادة معركتها المتواصلة مع عدوها بكل إرادةٍ وعزيمةٍ واقتدار، وستظل مؤتمنةً على طموحات شعبها وآماله وتطلعاته في كل المراحل والظروف.
وأخيراً... تحيةً لشعبنا الذي يصنع نصره ويحيك خيوط حريته بدماء أبنائه الأطهار وجهود مقاتليه الأفذاذ، التحية للثائرين في الضفة الباسلة، وللقابضين على الجمر في غزة المجاهدة، وإلى الصابرين العائدين في منافي الشتات واللجوء، والتحية لأسرى الحرية الأبطال وللجرحى الميامين ولكل مقاومٍ حرٍ شريف.