ذكرت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" أن وزيرة الدفاع الالماني دعت ترامب إلى الاحتفاظ بالنهج السياسي الصلب إزاء موسكو.
جاء في مقال الصحيفة:
لم يكد يمضي أسبوع واحد على انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، حتى بدأ الساسة الأوروبيون يطالبونه بالانضمام إلى مكافحة "التهديد الروسي".
فوزيرة الدفاع الالمانية أورسولا فون در لاين دعت، على قناة "تسي دي إف" الألمانية، الرئيس الأمريكي المنتخب إلى الحفاظ على النهج الصلب إزاء موسكو. وقالت إن "ترامب يجب أن يحدد بوضوح، مع أي جانب هو: مع العدالة، السلام والديمقراطية - أم مع صداقته الرجالية؟" في تلميح منها إلى وعد ترامب أثناء الحملة الانتخابية بـ "إقامة حوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
من جانبه، يقول الخبير أندريه شميدت، مدير الشركة الاستشارية الروسية-الألمانية، إن "الدوائر العسكرية في ألمانيا تقيِّم مقدرتها الخاصة بأنها واطئة للغاية". ويضيف أن الجنرال الألماني المتقاعد هارالد كويات أعلن السنة الماضية في برنامج توك-شو على القناة الألمانية الثانية أن "كل قدرتنا العسكرية تكفي لإيقاف الروس في أوروبا الشرقية لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع". لذا، فإن برلين الرسمية، التي (تعبر فون در لاين عن رأيها)، وهي في مواجهة مع "العدوان الروسي" الأسطوري، تعتمد فقط على مساعدة الناتو.
بيد أن مشكلة تظهر هنا: إن الحلف شُكل "كقوة دفاعية لبلدان الحرية الديمقراطية"؛ لكن 70% من تمويله يقع على كاهل الولايات المتحدة.
وكان الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما قد طلب من أعضاء الناتو أن تنفق على الاحتياجات العسكرية ما لا يقل عن 2% من ناتجها المحلي الإجمالي. في حين أن بلدين أو ثلاثة فقط تستجيب لهذا المعيار من بين 28 من الدول الأعضاء.
أما "البراغماتي-الانعزالي" ترامب، فهو يريد الحد من النفقات الحكومية غير الضرورية، وقبل كل شيء – على حساب الامتناع عن المغامرات الجيوسياسية المتهورة في جميع أنحاء العالم.
وعلاوة على ذلك، حتى في عام 2014، كان السفير الأمريكي السابق في ألمانيا جون كورنبلوم قد قال بصراحة على شاشة التلفزيون الألماني إن "الازمة الأوكرانية طبخها الأوروبيون، وإن الولايات المتحدة إلا بعد ذلك فقط من أجل المساهمة في استقرار الوضع".
ويخلص الخبير إلى القول إن واشنطن مع قدوم ترامب تنوي على ما يبدو النأي عن مشكلات شركائها في الناتو. ولذا، فإن سبب التصريحات الحادة (إن لم نقل – الهستيرية) لبعض القادة الأوروبيين هو الخوف من البقاء على انفراد أمام روسيا. إذ إن بيروقراطية بروكسل ترى أن التعبئة ضد "العدو الخارجي" (بشخص موسكو) ضمانة لبقائها، والحفاظ على الاتحاد الأوروبي بشكله الراهن.