دعا وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم الطلبة إلى التوجه نحو قطاع التعليم المهني والتقني، لما له من أهمية في حل مشكلة البطالة وتنشيط الحركة الاقتصادية في فلسطين، مشددا على أن التعليم المهني والتقني لا يقل أهمية عن التعليم الأكاديمي.
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها صيدم في معهد الصحة العامة والمجتمعية بجامعة بيرزيت، اليوم السبت، بعنوان "التعليم المدرسي وصولا إلى الجامعة"، بمشاركة حشد من أكاديميي الجامعة وطلبتها.
وأكد صيدم أن الطلبة لديهم عزوف عن التعليم المهني والتقني، بحيث تفضل النسبة الأكبر منهم الالتحاق بالتعليم الأكاديمي بدلا من المعاهد التقنية، على الرغم من أن حظوظ خريجي المعاهد المذكورة في التحاقهم بسوق العمل قد تصل إلى 92% تقريبا حسب تقديرات المجلس الأعلى للتعليم المهني والتقني، في حين لم تزد نسبة العاملين في أفضل التخصصات الجامعية عن 27% من الخريجين.
وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم العالي ستعزز، عبر المنهاج الجديد، مفهوم توعية طلبة المدارس وإرشادهم للتوجه نحو التخصصات التي يطلبها سوق العمل، خاصةً المهنية والتقنية منها، مشددا على أن توعية الأهل والمجتمع برمته حول هذه القضية يعتبر أمرا مهما، خاصةً في علاج ما أسماها بظاهرة الإدمان على توجيه الطلبة تجاه اختصاصي الطب والهندسة.
وقال إن التعليم لم يعد قضية نقاش لدى الأسر الفلسطينية، فالغالبية العُظمى يرسلون أبناءهم إلى المدارس دون تردد، وأن نسبة الالتحاق بالمدارس بلغت حوالي 98.8% خلافاً لإحصائيات جهاز الإحصاء المركزي الأخيرة التي عبر صيدم عن استغرابه إزائها.
وبين أن عدد الإناث في سوق العمل لا يتقاطع مع حجم تواجدهن وتفوقهن في الجامعات الفلسطينية حيث تشير الإحصائيات إلى أن 65.4% من الذكور التحقوا بعد التخرج بسوق العمل بينما لم يلتحق سوى 16.1% من الإناث.
وأضاف صيدم أن 63% من العاملين في وزارة التربية والتعليم العالي هم من الإناث، مشيرا إلى أن هذه النسبة المرتفعة مشرفة جدا، لكن نسبة التحاق الذكور بقطاع التعليم قليل، وأن الوزارة تعاني في بعض الأحيان من نقص الأساتذة الذكور في بعض المدارس، وهو ما يثير حفيظة أولياء الأمور.
وبين أن عدد المتقدمين للوظائف التعليمية بلغ أكثر من 40 ألف متقدم ومتقدمة، كان بينهم أكثر من 35 ألف أنثى، مشيرا إلى أن عددا كبيرا منهم لم يحصلوا على العمل المنشود كون الاستيعاب لا يمكن أن يتجاوز احتياج الوزارة.
وكشف أن الوزارة تسعى لجعل التعليم الإلزامي يبدأ من مرحلة الروضة بدلاً من المرحلة الأساسية في محاولة لتغيير منظور الوصول للتعليم، والمساواة بين قدرات الأطفال، وأنه لتحقيق ذلك الهدف تسعى الوزارة بالتعاون مع وزارة الحكم المحلي إلى توفير الروضات المطلوبة، مشددا على أن الأمر يحتاج إلى توصية اللجنة الوطنية لإصلاح التعليم ومصادقة مجلس الوزراء عليه قبل تنفيذه.
وتحدث صيدم حول الخطوات التطويرية التي قامت وتقوم بها الوزارة لإحداث نقلة نوعية في قطاعي التربية والتعليم العالي، وعلى رأسها تحديث المناهج الدراسية، ودمج التعليم المهني والتقني في التعليم العام، ورقمنة التعليم، وقرب إصدار قانون التربية، وتحديث قانون التعليم العالي، وغيرها.
كما تحدث صيدم عن الإنجازات والنجاحات المتتالية في الميادين التربوية والعلمية التي تحققها فلسطين على المستويات الدولية والإقليمية والعالمية، التي بدأتها المعلمة حنان الحروب بحصولها على لقب أفضل معلم في العالم، ومن ثم حصول مدرسة طلائع الأمل في نابلس على لقب أفضل مدرسة عربية، ووصول الطالبة مريم ثلجي إلى التصفيات النهائية في برنامج تحدي القراءة العربي في دبي، ومن ثم حصول فلسطين على المرتبتين الثانية والرابعة في مسابقة الحساب الذهني التي أعلن عن نتائجها أمس في دبي.
وفي سياق متصل، بحث صيدم مع نائب رئيس الجامعة هنري جقمان، أوضاع التعليم في فلسطين والإشكاليات والتحديات التي تواجه هذا القطاع المهم، بحضور مساعد رئيس الجامعة عبد العزيز شوابكة، والأستاذة في معهد الصحة العامة والمجتمعية سامية حليلة.