فور إعلان فوز الرئيس الأمريكي المنتخب الجمهوري دونالد ترامب، خرج أصحاب ومحبي نظرية المؤامرة، إلى إيجاد روابط تاريخية، والبحث في إرشيف حلقات مسلسل "عائلة السيمبسون"، في مواسمه 27 عن رابط تاريخي أو مشهد يشابه ما حدث ليصفوا أن ما يحدث هو مؤامرة أمريكية صهيونية مخطط لها منذ زمن.
ففي إحدى حلقات المسلسل الشهير بُثت يوم 19 آذار عام 2000 وحملت عنوان "بارت تو ذي فيوتشر"، ظهرت الشخصية الكرتونية "ليزا" في البيت الأبيض في منصب رئيسة الولايات المتحدة في عام 2030 خلفا للرئيس السابق ترامب الذي سبب أزمة مالية فبات عليها حلها، وهي تقول خلال الحلقة "كما تعلمون، نحن ورثنا وضعا ماليا حرجا"، ما اعتبروه تأكيداً لنظرية المؤامرة وأن المسلسل صاحب تنبؤات حقيقية ومن يكتبه هو الحاكم الفعلي للعالم.
لكن الحقيقة الغائبة عن أصحاب هذه النظرية أن دونالد ترامب كان مرشحاً للإنتخابات الأمريكية عام 2000، عن حزب الإصلاح الأمريكي، وأعلن عن ترشحه في تشرين أول من عام 1999.
أما الفيديو الترويجي للحلقة الذي يظهر فيها صاحب شخصية الأب في المسلسل هومر وراء دونالد ترامب فقد تم عرضه في شهر تموز من عام 2015 عقب إعلان ترامب ترشحه للرئاسة الأمريكية، ويعتبر مشهد الدرج الكهربائي مشهداً معتاداً في برج ترامب " Trump Tower".
ويبدو أيضاً أن مروجي مثل هذه التنبؤات أغفلوا أن ليزا سيمبسون كانت طوال حلقات المسلسل تحلم بأن تصبح أول رئيسة للولايات المتحدة، وحلقة Brat to the Future، لا يوجد أي رابط بين شخصية ليزا بها وشخصية المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
أما ما روج له عن تنبؤ المسلسل الكرتوني بمرض الإيبولا، فالمرض معروف من عام 1976، وتجدد ظهوره 2014.
وحول علم الثورة السورية الذي ظهر في إحدى الحلقات، فهو علم الاستقلال السوري عن الإحتلال الفرنسي وهو معروف منذ ثلاثينات القرن الماضي.
النتيجة التي يمكن الوصول إليها من ما تقدم هو أن المسلسل لا يوجد به تنبؤات وكاتبه بالطبع ليس الحاكم الفعلي للعالم، وكل ما في الأمر هو محاولة المسلسل للتجديد والإبتعاد عن التكرار في حلقاته التي تفوق الـ500 وعرض أمور سياسية وإنسانية بطريقة كوميدية.