رام الله الإخباري
ابتهجت إسرائيل بفوز دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ومع ذلك تعتبره لغزا بالنسبة لها.
وأفردت وسائل الإعلام الإسرائيلية، مساحات واسعة من صحفها وإذاعاتها ومحطات تلفزتها للحديث عن ترامب، والبهجة التي عمت أوساط اليمينيين الإسرائيليين بفوزه.
غير أنها لم تتمكن من تحديد النهج الذي سيسير عليه في علاقاته مع إسرائيل.
مبعث ذلك، هو أن ترامب لم يتبوأ مناصب سياسية في السابق في الولايات المتحدة الأمريكية، فيما لا يمكن الرهان على المواقف التي يتم الإدلاء بها في وقت الدعايات الانتخابية.
وتحت عنوان "بالنسبة لنتنياهو، المقصود رحلة نحو المجهول"، كتب المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية باراك رافيد، قائلا:" قال مصدر سياسي تحدث مع نتنياهو، خلال الأشهر الأخيرة، بأن رئيس الحكومة كان يبدو قلقا بعض الشيء من إمكانية فوز ترامب، خاصة بسبب كونه لغز سياسي مطلق وغير متوقع".
وأضاف:" انه يعرف هيلاري كلينتون وعائلتها، ومحيطها والمتبرعين الكبار لها، منذ أكثر من 20 سنة، في السراء والضراء، انه يعرف كيف يعمل معهم، كيف يؤثر عليهم وكيف يتوصل معهم الى صفقات وتفاهمات".
واستدرك رافيد:" أما ترامب فهو بالنسبة لنتنياهو رحلة الى المجهول، لا يمكن معرفة ما الذي سيفعله حقا عندما يدخل الى منصبه، وماذا ستكون سياسته في الموضوع الفلسطيني، الايراني او السوري".
المخاوف ذاتها، تطرقت لها صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية واسعة الانتشار، التي نقلت في تقرير تحت عنوان "يحب اسرائيل لكنه غير متوقع" عن مسؤولين إسرائيليين يعرفون ترامب عن قرب، قولهم إنه مناصر لإسرائيل بشكل واضح، وسيكون حليفا في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية.
لكن الصحيفة استدركت قائلة:" ليس كل شيء وردي، فحسب أقوالهم، هذا شخص مندفع وغير متوقع، يميل إلى الشجار مع شركائه".
وأضافت:" بالنسبة للعملية السلمية، يسود الاعتقاد لدى هؤلاء المسؤولين أن ترامب لن يسارع الى الانشغال فيها، لأن الجوانب الاقتصادية للعلاقات الخارجية، وفي مركزها تعديل اتفاقيات التبادل التجاري مع الصين وامريكا اللاتينية تعتبر أكثر إلحاحا بالنسبة له".
وبدوره كتب المحلل في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل يقول:" صحيح أن نتنياهو قرأ المؤسسة الجمهورية جيدا، ويجيد التعامل معها، لكن ترامب ليس المؤسسة، إنه نوع جديد وغير معروف كسياسي وزعيم، لا يرى نفسه مقيدا بأيديولوجية قاطعة أو برموز السلوك المتعارف عليه".
وأضاف هرئيل:" المبدأ الأول لرئاسة ترامب هو توقع غير المتوقع".
وكتب عاموس يدلين، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، في صحيفة "يديعوت احرونوت:" خلافا لإدارات سابقة، كانت تملك أجندة واضحة قبل انتخابها، تقف اسرائيل أمام ادارة غير مبلورة في مسائل الشرق الأوسط، وسيكون لسلوك اسرائيل وزنه في تحديد سياسة ادارة ترامب".
وفي هذا الصدد تساءل زلمان شوفال، سفير إسرائيل الأسبق في الولايات المتحدة الأمريكية، في مقال في صحيفة "إسرائيل اليوم"، المقربة من نتنياهو:" ما الذي نعرفه عن السياسة الخارجية لترامب؟ ليس الكثير".
وقال شوفال:" في المسألة الاسرائيلية قال ترامب الكثير من الامور التي استساغتها آذاننا، خاصة الوعد المعروف بنقل السفارة الى القدس، والمستقبل سيثبت ما إذا سيتم تنفيذ تصريح النوايا هذا، أم إنه سيرجع الى أرشيف الوعود التي لا تنفذ".
الاناضول