رام الله الإخباري
تطرقت "فزغلياد" إلى المخاوف الاسرائيلية بسبب تنامي الوجود العسكري الروسي في المنطقة، ووصفتها الصحيفة بالمبالغ فيها.
جاء في المقال:
الصدام بين روسيا وإسرائيل غير واقعي الآن؛ ولكن الجيش الإسرائيلي "تساحال" قلق بسبب ظهور منظومات الدفاع الجوي الصاروخية الروسية "إس-400" وحاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف" في المنطقة. وليس من المستبعد أن يحاول رئيس الوزراء دميتري مدفيديف تبديد هذه المخاوف خلال زيارته إلى إسرائيل اليوم الخميس (10/11/2016).
وقد أدلى السفير الروسي في تل أبيب قبيل هذه الزيارة يوم الثلاثاء الماضي بتصريح لتهدئة المجتمع الإسرائيلي، وقال إن العسكريين الروس والإسرائيليين "أصدقاءٌ بعضهم مع بعض".
وأضاف ألكسندر شيين أن الأحداث في سوريا في هذا الصدد لم تغير شيئا.
وثمن السفير عاليا فعالية قناة التواصل المباشر بين وزارتي دفاع البلدين، التي تم إنشاؤها بقرار من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وجاءت تصريحات ألكسندر شيين وزيارة رئيس الوزراء الروسي مدفيديف إلى تل أبيب على خلفية تصاعد حدة النقاش الآن في وسائل الإعلام الإسرائيلية، حول التنامي المزعوم لخطر الصدام المباشر بين "تساحال" والعسكريين الروس بسبب سوريا.
وقد بدأ الجدل في المجتمع الإسرائيلي في نهاية الشهر الماضي، بعد أن نقلت القناة الإسرائيلية الثانية عن "مصادر في الجيش الاسرائيلي" خبرا مفاده أن "الصراع العسكري بين روسيا واسرائيل بات مسألة وقت".
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الاسرائيلية إيلينا بارداتش-يالوفا لصحيفة "فزغلياد" أن المعلومات التي أوردتها القناة الثانية، لا تمثل وجهة النظر الرسمية للوزارة؛ مشيرة إلى "وجود تنسيق كامل وعلاقة عمل ممتازة مع روسيا، كما هو الحال أيضا مع الولايات المتحدة بما يخص الوضع في سوريا".
لكن، وعلى الرغم من تطمينات السفير الروسي ووزارة الدفاع الاسرائيلية، فإن الجدل الحاد حول "المخاوف"، بقي مستمرا في الأوساط السياسية غير الرسمية في إسرائيل.
السفير الإسرائيلي سابقا في موسكو تسفي ماغن أكد للصحيفة "وجود بعض القضايا المثيرة للجدل حول وجود القوات الروسية وحول الحجم الكبير للسلاح الروسي في سوريا. فمثلا "هناك مخاوف من أن يوجه هذا السلاح نحو الإسرائيليين، وتحديدا بطاريات صواريخ الدفاع الجوي "إس-300" و "إس-400" الموجودة على الأراضي السورية، والتي يمكنها تغطية الأراضي الاسرائيلية." لكن الدبلوماسي الاسرائيلي استبعد حصول صراع مسلح بين إسرائيل وروسيا.
من جانب آخر، أشار خبير مركز التحليل السياسي أندريه تيخونوف إلى التناقض بين سياسة اسرائيل تجاه جيرانها والسياسة الروسية في سوريا، وقال إن "الدولة السورية التي نساندها في الوقت الراهن والتي يمثلها بشار الاسد هي في صراع دائم مع إسرائيل. ويكفي أن نتذكر الصراع من أجل هضبة الجولان".
واقعيا، وكما يعتقد الخبير تيخونوف، فإن حليفي روسيا الموثوق بهما هما بشار الأسد وإيران. و"نحن لا يمكن خيانة حلفائنا من أجل اسرائيل، حتى لو أن ذلك لا يعجب بعضًا"، كما ذكر الخبير.
كما أوضح تيخونوف أيضا أن روسيا منذ تفكك الاتحاد السوفياتي لم تسمع من إسرائيل سوى وعود وضمانات للتعاون، و"لكننا لم نر منها أي خطوات ملموسة، لذلك لا ينبغي النظر إليها "كحليف لروسيا". وأشار إلى أن "مصلحة إسرائيل، وكما في السابق تتطابق مع مصالح الولايات المتحدة في المنطقة. وفي هذه الحالة ليس من المفهوم من منهما يؤثر أكثر في الآخر! وحتى في القضايا الاخرى، ولا سيما القضية الفلسطينية من الممكن أن يكون بينهما اختلافات ضئيلة، بينما فيما يخص سوريا فهناك انسجام كامل".
ويرى تيخونوف أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تبالغ في التهديدات الناجمة عن وجود القوة الجو-فضائية في سوريا، وقال إن "هدفنا الرئيس هو الإرهاب"، وأعرب عن اعتقاده بأن رئيس الوزراء مدفيديف خلال زيارته، سيجد الكلمات المناسبة لتهدئة "الصقور" الإسرائيلية.
من الجدير بالذكر أن القناة الثانية الإسرائيلية أعربت في أحد برامجها عن القلق بسبب تنامي الوجود العسكري الروسي، ورأت أن كل هذا يضاعف من احتمال الصدام بين القوات الروسية والإسرائيلية في الجو أو في البحر.
هذا، وكانت وزارة الدفاع الروسية قد حذرت سابقا من أنه سيتم استهداف أي طائرة يشتبه في أنها تشكل تهديدا للقوات الروسية أو السورية.
روسيا اليوم