رام الله الإخباري
مشاهد من الألم طُبعت في ذاكرة الطفلة الفلسطينية عهود زهدي ذيب أبو شوشة (11 سنة)، بعد أن شاهدت اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الخميس، لأشقائها الستة ووالدها (50 سنة)، ووالدتها (49 سنة)، بعد دهم منزلهم وتفتيشه في مخيم الأمعري، جنوبي رام الله، وسط الضفة الغربية.
عملية الاعتقال تركت عهود وشقيقتيها، وهن دون سن الثامنة عشرة، يواجهن مصيرا مجهولا، وأدخلتهن في مسلسل من الألم مثل كثير من العائلات الفلسطينية.
وقفت عهود في فناء بيتها تصف اللحظات الصعبة والقاسية لفراق عائلتها، ومشاهد الرعب وتفتيش المنزل وما حوله من قبل الوحدات الخاصة الإسرائيلية والكلاب البوليسية، وما جرى لعائلتها من تنكيل وتقييد ثم اعتقال.
تمكنت عهود من رؤية عملية اعتقال عائلتها رغم منع قوات الاحتلال لها ولشقيقتيها ورود وخلود، وكذلك زوجة أخيها وأطفاله الثلاثة، لتكون شاهدة على ما جرى، وتقول ل: "كانوا يتكلمون العبرية، لا أفهم ما يقولون، وحينما يودون تنفيذ أمر لا يريدوننا أن نسمعه يتهامسون في ما بينهم، أما أحدهم فقد أخبر والدتي بالعربية أنه سيتم اعتقالها".
رفضت والدتها (أم ذيب)، الذهاب مع قوات الاحتلال وترك بناتها، وتمسكت بهن، لكن مجندات من جيش الاحتلال نكلن بها وانتزعنها بالقوة من بين طفلاتها، فيما وقفت بناتها على شرفة المنزل وهن يصرخن ويبكين بحرقة.
عهود أبو شوشة، في الصف الخامس الأساسي، لم تذهب اليوم لمدرستها. لا زال وقع الصدمة عليها وعلى كل أقربائها وجيرانها مما حدث للعائلة. تتذكر كيف تم ربط العصائب على عيون إخوتها ووالدتها ووالدها الذي نزف من يديه الدم وهو يصرخ بجنود الاحتلال أن يخففوا وثاقه.
وقبل أن تنسحب قوات الاحتلال من المكان اندلعت مواجهات بينها وبين شبان من المخيم أوقعت عددا من الإصابات بالرصاص المطاطي وأدت إلى حالات اختناق بالغاز المسيل للدموع.
بعد أن انسحبت قوات الاحتلال، اتصلت الطفلات الثلاث بأقربائهن، ليفجعوا بما حل بعائلة زهدي أبو شوشة، وما حل بها من فراق وترك أطفال لا ذنب لهم.
يشير ناصر أبو شوشة، وهو شقيق زهدي، ، إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت شقيقه وزوجته جهاد وأبناءه الستة (ذيب الذي يعمل ضابطا في الأمن الفلسطيني، ومحمد، ومهران، وفادي، وبهاء، وإيهاب)، ولم يبق من العائلة سوى 3 بنات طفلات واثنتين متزوجتين، ويقول: "لا نعرف عن مصيرهم شيئا حتى الآن، لكننا نأمل أن يتم الإفراج عنهم".
يتابع: لقد فتشوا منزل شقيقي زهدي وأبنائه الاثنين ومحال تجارية لأبنائه بجانب المنزل، وصادروا هواتفهم النقالة، وأجهزة التسجيل الخاصة بكاميرات المراقبة، علاوة على ما تركوه من خراب في المنزل وتكسير لمحتوياته.
عائلة أبو شوشة هي عائلة فلسطينية جربت الفراق كثيرا، أحد المعتقلين اليوم، هو أسير محرر أفرج عنه قبل نحو عام، ولهم اثنان من أبناء خالتهم شهداء، وابن عمتهم شهيد، ولهم أقرباء أسرى، لكن ما جرى اليوم يفوق التصور، أن تعتقل العائلة وخاصة الأم، فهذه صدمة كبيرة، يقول ناصر، متسائلا: كيف للأطفال أن يدبروا أمورهم دون والدتهم؟
العربي الجديد