عريقات: إن لم نساعد أنفسنا نحن الفلسطينيين لن يساعدنا أحد

عريقات

 جدد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، اليوم الأربعاء، التأكيد على أن الحكومة الإسرائيلية بسياساتها العنصرية والعدوانية تثبت مجددا بأنها غير ماضية في طريق السلام.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها عريقات عبر الهاتف لمؤتمر الأمن القومي الفلسطيني الذي عقد في مدينة غزة.

واستعرض عريقات التعقيدات والإشكاليات الناجمة عن استمرار الانقسام الداخلي، مضيفا: إن لم نساعد أنفسنا نحن الفلسطينيين لن يساعدنا أحد، لدينا فرصة تاريخية وكبيرة بأن تكون فلسطين على الخارطة بمكوناتها الضفة والقدس وقطاع غزة، ومرة أخرى أقول وبصوت مرتفع لا دولة فلسطينية في قطاع غزة ولا دولة فلسطينية دون قطاع غزة.

وأردف: هذه هي الحقيقة فلا معنى أن تكون فلسطين في الضفة وغزة دون أن تكون القدس بأقصاها وقيامتها عاصمة لها، ونحن ندرك بأننا بدأنا بالتأسيس لحكومة وحدة وطنية ببرنامج سياسي واضح ومحدد وهنا نقول: أن لا أحد يطلب من أية حركة سياسية وعلى رأسها حماس أن تغير مبادئها أو أن تعترف بهذا أو ذاك، ولكن الحكومات شيء والحركات السياسية شيء آخر، ولذلك مطلوب التمييز بين وظيفة الأحزاب السياسية ووظيفة الحكومات.

وشدد عريقات على أن الاستراتيجية التي تنطلق من خلالها حكومة بنيامين نتنياهو تقوم على أساس حرمان فلسطين من الوجود على الخارطة، وهي قائمة على تدمير خيار الدولتين.

وأشار إلى أن أبرز عناوين السياسات الإسرائيلية هي الاستيطان ومحاولة فرض الاملاءات ومواصلة الاعتقالات والاغتيالات والحصار، والإغلاق والعقوبات الجماعية.

وقال عريقات: هذا يحدث لأنهم يريدون استبدال خيار الدولتين بما يسمى بنظام الدولة بنظامين، وهذا هو "الأبرتهايد"، وهذا أقصى ما تسعى لطرحه الحكومة الإسرائيلية الحالية، ولن يجدوا في الشعب الفلسطيني من يتساوق مع هذه المشاريع الهزيلة؛ لانهم بالفعل يريدون أن  يكون لدينا سلطة بدون سلطة، واحتلال بدون كلفة.

وتحدث أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن معاناة شعبنا المستمرة الناجمة عن المجازر الإسرائيلية، وعن حرمان شعبنا من التمتع بحقوقه المشروعة وفي مقدمتها تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.

واستعرض الوضع المتوتر على الصعيد العربي وتداعيات ذلك على القضية الفلسطينية، مضيفا: إذا أراد العالم بالخارطة الجديدة أن يكون هناك أمن وسلام واستقرار في هذه المنطقة، فلا بد أن تكون فلسطين بعاصمتها القدس بمكوناتها الضفة وغزة على حدود 67 كما أقرها القانون الدولي من أهم ثوابت هذه الخارطة؛ لأن عدم وجود فلسطين على الخارطة مرة أخرى سيعني مائة عام أخرى من عدم الاستقرار.

وتابع عريقات: إن فرنسا تلقفت هذه الفكرة، وفي 3 حزيران 2016 عندما عقد المؤتمر الوزاري في باريس تمهيدا لعقد المؤتمر الدولي الذي نريد عقده قبل نهاية العام، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند " لا يمكن هزيمة الإرهاب بمعزل عن حل القضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 67 " والقدس الشرقية عاصمة لها .

وأضاف: هناك فرصة تاريخية، وباعتقادي هناك فهم في موسكو وواشنطن ولندن وباريس وروما، وفي بكين وفي طوكيو، والعالم، أن مكون فلسطين ووجودها على الخارطة هو أساس الأمن والسلام والاستقرار في هذه المنطقة، ومن هنا علينا ألا نضيع هذه الفرصة باستمرار هذا الانقسام، ومن هنا يجب أن تكون أولوية الشعب الفلسطيني هي تحقيق المصالحة الفلسطينية، ولا أقول هذا شعارا، ومن يعتقد أن فلسطين يمكن أن تكون بدون غزة، أو في قطاع غزة فليعيد حساباته.

وأردف عريقات: هناك قرار في موسكو،  وقرار في واشنطن أن أحد مكونات الخارطة الرئيسية هي أن تكون فلسطين على الخارطة، ونحن نأمل بعملنا المشترك أن نحكم للمصالح العليا للشعب الفلسطيني، وأن نحتكم إلى قاعدة أننا نحن 12 مليون فلسطيني لا فرق بين فلسطيني وآخر في أي مكان تواجده إلا بمقدار ما يقدمه من خدمات لإعادة فلسطين إلى الخارطة.