رام الله الإخباري
يعمل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، جاهدا من أجل السيطرة على وسائل الإعلام الإسرائيلية. وفي هذا السياق، يقود في الأشهر الأخيرة حملة تهدف إلى إغلاق سلطة البث الحكومية وإقامة هيئة بث جديدة، أو محاولة تطويع سلطة البث الحالية على الأقل، بعد تقليصها.
ويصور صحافيون كبار، يعارضون خطوات نتنياهو في هذا الاتجاه، نتنياهو بأنه مذعور من وسائل الإعلام التي تنتقد سياسته وأداءه. ويبدو أنه توجد حقيقة في الوصف.
وكشف الموقع الالكتروني لصحيفة 'هآرتس' مساء اليوم، الأربعاء، بأنه بعد ظهر يوم الانتخابات العامة الأخيرة، في 17 آذار/مارس من العام الماضي، هاتف نتنياهو أحد الصحافيين الكبار في إسرائيل، وقال له 'أريد أن أقول لك أن ما يحدث اليوم هو سرقة الانتخابات. لم يحدث أمر كهذا في أية دولة ديمقراطية في العالم'.
وتابع نتنياهو محتجا على أداء الصحافيين ومشتكيا عدم دعمهم له، قائلا أن هناك مؤامرة تنفذ ضده وأنه 'لأنكم في وسائل الإعلام لم تعالجوا الفضيحة الحاصلة هنا، أنا على وشك أن أخسر الانتخابات'.
وأجاب الصحافي المندهش: 'عمّ تتحدث؟ أنت رئيس الحكومة القادم'. لكن نتنياهو واصل كلامه: 'لن أكون. حركة V15، بدعم وتعاون الإدارة الأميركية، أحضروا على هنا برامج (الكترونية)... أنت تعرف عمّ أتحدث. لا أريد أن أتوسع عبر التلفون، حسنا؟ برامج فائقة التطور قادرة على العثور على الناخبين'.
وأضاف نتنياهو أن المشاركين في 'المؤامرة' ضده من أجل إسقاطه عن الحكم، هم الإدارة الأميركية وأجهزة الاستخبارات وحركة V15 ورئيس قائمة 'المعسكر الصهيوني'، إسحق هرتسوغ، ووسائل الإعلام الإسرائيلية.
ونقلت 'هآرتس' عن الصحافي قوله إن الانطباع لديه هو أن نتنياهو بدا مصابا بحالة ذعر، وسأله 'ماذا تقترح عليّ أن أفعل بهذه المعلومات؟ فصناديق الاقتراع ستغلق اليوم'. وأجاب نتنياهو: 'أريد أن تعرف أن هذا ما حدث. أنتم لا تطرقون إلى ذلك (المؤامرة المزعومة). ولا تعالجونه. لذلك سأخسر الانتخابات'.
وقالت الصحيفة إنها ستنشر تقريرا كاملا حول الموضوع بعد غد، الجمعة، ويظهر من هذا التحقيق أن نتنياهو، وهو وزير الاتصالات أيضا، يعالج موضوع الإعلام 'بصورة مهووسة ومليئة بالارتياب، وهدفه السيطرة على قطاع الإعلام كله وإضعافه'. وأشارت الصحيفة إلى مدراء عامين لوسائل إعلام تلقوا اتصالات توبيخية من نتنياهو في ساعات الليل المتأخرة، وأنه يقوم دائما بإرشاد محللين يشاركون في نشرات الأخبار في القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، وهي القناة الأكثر رواجا في إسرائيل، كما أن نتنياهو لم يتردد في توجيه تهديد مبطن إلى ناشر صحيفة.
ورد 'محيطون برئيس الحكومة' باتهام 'هآرتس' بالكذب والتشهير بحق نتنياهو وأن هذا 'يثبت مدى انحيازكم ضده ومدى تشويهكم للواقع... وبإمكاننا أن نأمل فقط أن حقيقية أن شركة الصحف الألمانية ’دومون شاوبرج’، الذي عمل على نشر الدعاية النازية أثناء الحرب العالمية الثانية، واشترى 20% من أسهم ’هآرتس’، ليس مرتبطا بهذه الأجواء'.
عرب 48