اسواق جنين تغلق الساعة "5 " مساءاً وهذه هي الاسباب

Jenin-7-of-31

رام الله الإخباري

تتوقف أعمالهم التجارية عند الساعة الخامسة مساءً، حيث تغلق المحال التجارية، وتوصد الأبواب، عندها تتحول مدينة جنين الواقعة في شمال الضفة الغربية إلى مدينة يصفها البعض بـ "مدينة الأشباح"، حينها تختفي اصواب الباعة والمتجولين، وينطفئ نور بعض شوارع المدينة.

 

مدينة جنين تغلق أبوابها باكراً، على عكس المدن والمحافظات الفلسطينية الأخرى، رغم ثقلها الاقتصادي مقارنة بغيرها، إلا أن أزقتها وحواريها لا تكتظ بالسكان، الذين يصل عددهم إلى 40 ألف نسمة، ومعظمهم من القرى المجاورة لمدينة جنين حسب ما ذكر  رئيس الغرفة التجارية الصناعية الزراعية في محافظة جنين، هشام مساد. بينما تضم محافظة جنين ما يقارب 320 ألف نسمة. فلماذا تغلق مدينة جنين أبوابها باكراً؟

 

" اقتصاد جنين مرهون بأهالي 48"

"معظم التجار في المدينة هم من القرى المجاورة لها، ولذا فإنهم يغادرون جنين الساعة 5 مساءً، بعد أن يغلقوا محلاتهم التجارية ليعودوا إلى قراهم، وحينها تتحول المدينة إلى مدينة أشباح دون حركة، على عكس المدن المجاورة". هذا ما أكده مساد 

 

وقال مساد: "حاجز الجلمة العسكري، الواقع شمال جنين، يلعب دوراً أساسياً في إغلاق المدينة في وقت مبكر، حيث يتحكم الجانب الإسرائيلي في موعد فتح الحاجز وإغلاقه أمام حركة  أهالي الأراضي المحتلة عام 1948".

 

وأضاف: "جنين تنتعش اقتصادياً، عندما تزدحم محلاتها التجارية ومطاعمها، في أيام السبت، والأحد، والخميس، بأهالي الأراضي المحتلة عام 1948".

 

وفي الحديث عن حالة الصمت التي تعم مدينة جنين عند الساعة الخامسة مساءً بفعل حاجز الجلمة العسكري، قال مساد ": "في الأعياد اليهودية، يغلق حاجز الجلمة، وعندها تتوقف الحركة من وإلى مدينة جنين، وتغلق معها المحلات التجارية، لبيع الملابس، والأحذية، والأدوات المنزلية، وغيرها من المحلات، وحينها تتوقف الحياة في جنين، ولكن بعض المقاهي والمطاعم قد تغلق أبوابها  الساعة 12 ليلاً".

 

"فلسطينيو الداخل المحتل، لا يسمع لهم بالبقاء في جنين بعد الساعة 7 مساءً لمرورهم من حاجز الجلمة، بالرغم من أن جنين تعتمد  اقتصادياً بشكل شبه كلي على حركتهم النشطة داخل المدينة، وإن توقفوا عن الدخول حينها تتوقف الحياة في جنين". هذا ما أكده محافظ مدينة جنين اللواء إبراهيم رمضان.

 

وأضاف رمضان: "هناك بعض المطاعم الممتدة على شوارع المدينة، مثل شارع حيفا، والشارع المؤدي إلى الناصرة، وهناك تباع الوجبات السريعة في المطاعم، وهذا المكان لا تتوقف الحركة فيه، إلا عند الساعة 11 ليلاً".

 

" الساعة السادسة تستيقظ جنين"

أبواب مدينة جنين تفتح الساعة السادسة صباحاً، وتغلق الساعة  الخامسة مساءً، وما بين السادسة والخامسة، تنتعش الحركة بشكل مقبول، ولكن عندما يغيب فلسطينيو الداخل تنعدم الحركة  كليا في المدينة، وتحديداً في أماكن بيع الملابس، والأدوات المنزلية، وتجهيز العرائس، حسب ما ذكر صاحب المحمص فراس أبو الهيجا، ويقع المحمص في شارع حيوي ويسمى شارع أبو بكر.

 

وقال أبو الهيجا: "شوارع مدينة جنين ضيقة وعدد سكانها قليل، إلا أن الحركة التجارية النشطة فيها، تتركز في المحلات المتواجدة على أطراف البلد فقط، وفي شارع الملك طلال، وأبو بكر، والحسبة".

 

"أكثر المناطق الحيوية والنشطة في جنين هي منطقة دوار الداخلية، حيث تعج بالمقاهي والمطاعم، وحركة هذه المناطق لا تتوقف حتى الساعة 12 ليلاً، وبالمقابل قد تقل الحركة في السوق التجاري المكتظ بمحلات بيع السلع". هذا ما أكده  بائع بوظة "بكداش" أحمد إبراهيم.

 

"أهالي جنين اعتادوا النوم باكراً"

قد اعتاد أهالي جنين، على إطفاء أنوار منازلهم في وقت مبكر، وهذا الأمر ينطبق أيضا على "حارة" السويطات في مدينة جنين، حيث تطفأ أنوار الشوارع الساعة 8 مساءً، وهذا أمر يستهجنه أهالي المدن والمحافظات الفلسطينية، ومعظم الأراضي الفلسطينية تتسم بطابع لا تتحكم فيه عقارب الساعة كما الأمر في جنين.

 

وقال المواطن طارق سويطات  وهو أحد سكان حارة السويطات: "إطفاء الأنوار هو أمر تقليدي في المنطقة، وهنا تتوقف الحياة عند الساعة 8، ويسود الهدوء".

 

وأضاف: "أغلق حاجز الجلمة ظهراً أي ما يقارب الساعة الثانية عشرة على غير عادة، وخلال ساعتين تلاشت حركة السكان في مدينة جنين، وأصحاب المحلات وضعوا الكراسي أمام محلاتهم، وينتظرون الفرج".

 

"الصيدليات مغلقة عند الخامسة"

قال أحد أصحاب المحلات التجارية أحمد إبراهيم  ، واصفاً الحالة الصحية التي يعيشها سكان المنطقة عند الإغلاق: "من أراد الحصول على الدواء بعد الساعة الخامسة، فليذهب فقط إلى المستشفى، أو المركز الصحي "مستوصف الأمل" في مدينة جنين، فالصيدليات مغلقة".

 

وأضاف: "بشكل عام الوضع الصحي في جنين، في تدهور، وإغلاق مدينة جنين في ساعة مبكرة قد زاد الأمر سوءا، غير أن قسم الطوارئ في جنين هو أيضا يعاني من التقصير في تقديم الخدمات للمواطنين".

 

" اشتري الحليب قبل الساعة الخامسة"

ولا يتوقف الأمر هنا، فمن أراد شراء احتياجاته الأساسية من "السوبرماركت" عليه أن يقتنيها قبل موعد الإغلاق، لاسيما وأن هناك "سوبرماركت" واحد فقط متواجد بالقرب من دوار زايد في مدينة جنين، ويستقبل الزبائن على مدار 24 ساعة.

 

وقال أحد المواطنين القادم إلى مدينة جنين : "كنت أود شراء الحليب الذي يحتاجه طفلي، و عند الساعة السابعة، ولكن بحثت كثيراً عن محال لشرائه ولم أجد، وتفاجأت بأن المدينة تغلق أبوابها باكراً، على عكس مدينة رام الله والمدن الأخرى".

 

تقرير ريم ابو لبن المصدر صحيفة الحدث