اخفاقات الحرب تشعل جدالاً في اسرائيل

XU4798009@A-Palestinian-fig

رام الله الإخباري

ما زالت الصحافة الإسرائيلية منشغلة بآثار نشر مقتطفات التقرير الخاص بالإخفاقات المتعلقة بمواجهة تهديد الأنفاق في غزة، ونتائجها الكارثية على سوء إدارة حرب غزة الأخيرة "الجرف الصامد 2014".

ونقلت صحيفة هآرتس عن وزير التعليم وعضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية نفتالي بينيت أن المستوى السياسي تأخر كثيرا في إصدار التعليمات للمستوى العسكري لتدمير شبكة الأنفاق الخاصة بـحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ولم يكن للمجلس الوزاري التأهب المناسب لهذا التهديد الخطير.

كما نقلت موران آزولاي مراسلة يديعوت أحرونوت عن وزير الطاقة يوفال شتاينيتس أن المسؤولية عن الإخفاق في مواجهة تحدي الأنفاق يجب أن توجه لوزير الدفاع السابق موشيه يعلون ورئيس هيئة الأركان خلال حرب غزة الجنرال بني غانتس.

من جهته، اعتبر الخبير الأمني في صحيفة معاريف يوسي ميلمان أن التحقيق العسكري الذي يجريه الجيش حول تهديد الأنفاق من غزة قد يدفع غانتس للخروج فيما وصفها بحرب المحافظة على نظافة اسمه وتاريخه العسكري.

الضحية الأساسية 
وأشار ميلمان إلى أن هيئة الأركان خلال حرب غزة شكلت لجنة تحقيق داخلية للحيلولة دون تشكيل لجنة خارجية من خارج الجيش، لكن ما خرج من تسريبات في الأيام الأخيرة حول إخفاق التعامل مع الأنفاق قد تجعل من غانتس الضحية الأساسية في هذا الجدال.

وأوضح أن التقرير يتحدث عن علم ودراية كافية من قبل المستوى العسكري بتحدي الأنفاق، لكن المشكلة كانت في طريقة التعامل المثلى في مواجهتها، وقد بلغت حينها 31 نفقا هجوميا، مع أن التقرير لا يتحدث عن غياب المعلومات الاستخبارية اللازمة عن هذه الأنفاق وحجمها وعددها بدقة، مما يعني أن التقرير ينشغل أكثر بالجانب التكتيكي العملياتي لمواجهة الأنفاق، وليس في الجانب الاستخباري السياسي الإستراتيجي لآثارها.

وأشار ميلمان -وثيق الصلة بالمؤسسة الأمنية- إلى أن أوساط الجيش تتحدث أن التقرير الذي سينشر قريبا قديم نسبيا ومضى على إعداده قرابة العام ونصف العام، وفي حين أنه يحمل غانتس مسؤولية ذلك الإخفاق فإنه يخدم بصورة أو بأخرى رئيس الأركان الحالي غادي آيزنكوت الذي شهد عهده زيادة الاهتمام العسكري والاستخباري بموضوع الأنفاق.

وقد أعلن آيزنكوت أكثر من مرة أن تهديد الأنفاق يوجد في صدارة أولويات الجيش والمؤسسة الأمنية خلال السنة الحالية، مما يخدم مزاعم المستوى السياسي الإسرائيلي بأن المتهم في التقصير هو الجيش وليس الحكومة.

الجزيرة