قالت المرشحة الديموقراطية للرئاسة الاميركية هيلاري كلينتون الجمعة ان منافسها الجمهوري دونالد ترامب يشكل "تهديدا" للديموقراطية الأميركية، مؤكدة بتفاؤل قبل 18 يوما على الانتخابات انها قادرة على توحيد الاميركيين.
وقالت وزيرة الخارجية السابقة خلال تجمع في كليفلاند بولاية أوهايو إحدى الولايات الرئيسية في انتخابات 8 تشرين الثاني/نوفمبر، إن "دونالد ترامب رفض تأكيد انه سيحترم نتائج هذه الانتخابات"، معتبرة انه "بذلك، يهدد ديموقراطيتنا".
وأظهر أحدث استطلاع أجرته جامعة سوفولك، أن المرشحين الرئاسيين باتا متعادلين في هذه الولاية الأميركية الصناعية حيث كان ترامب باستمرار في الطليعة خلال الأشهر الفائتة.
وقالت كلينتون "معا يجب أن ندعم الديموقراطية الاميركية". واضافت "هناك شيء رائع يحصل في هذه اللحظة، الناس يتجمعون (...) لرفض الكراهية والانقسامات". واكدت انها تريد ان تكون رئيسة "لكل الاميركيين".
وقبل ساعات وفي مهرجان انتخابي في فليتشر في كارولاينا الشمالية (شرق)، تحدث ترامب عن اميركا التي تتراجع، مؤكدا انه "يبذل جهودا شاقة" من اجل الفوز في الانتخابات. واضاف انه سيواصل هذه الجهود "حتى يوم التصويت".
من جهة ثانية، هاجم ترامب ميشيل اوباما، زوجة الرئيس الاميركي. وقال إن "كل ما تريده هو أن تقوم بحملة".
وأضاف "أرى أنها تحب هيلاري. لكن ألم تقل هي بنفسها في السابق انه إذا لم يكن (الانسان) قادرا على رعاية منزله فهو غير قادر على رعاية (شؤون) البيت الأبيض والبلاد؟".
✕وكانت ميشيل أوباما أعلنت في شيكاغو خلال الحملة الانتخابية لزوجها في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي قبل الاقتراع الرئاسي في 2008، أن "أحد الجوانب المهمة في هذه الانتخابات هو تقديم نموذج للأسرة". واضافت "أعتقد أنه إذا كان (الفرد) غير قادر على رعاية بيته، فلا يمكنه قطعا إدارة البيت الأبيض".
وفي تجمع آخر في جونستاون بولاية بنسلفانيا (شمال شرق)، اكد ترامب لانصاره من جديد انه بعد انتخابه "سنستأنف القيام باشياء في الولايات المتحدة"، واعدا "بجعل الامة غنية من جديد".
قبل اسبوعين ونصف من الانتخابات، تشير كل الارقام الى تقدم كلينتون.
ويشير معدل هذه الاستطلاعات الوطني الى ان المرشحة الديموقراطية تتقدم بمقدار ست نقاط (45,2 بالمئة مقابل 39,2 بالمئة) على ترامب. وهي في الطليعة في عشر من الولايات الاساسية ال13 في الاقتراع خصوصا في فلوريدا (جنوب شرق) وبنسلفانيا وميتشيغن (شمال) وكارولاينا الشمالية.
وكان ترامب سبب صدمة داخل معسكره نفسه برفضه الالتزام مسبقا بالاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية في المناظرة الثالثة والاخيرة بين المرشحين الاربعاء. وفي حدث غير مسبوق، اتهمه الرئيس الاميركي باراك اوباما شخصيا "بتقويض ديموقراطيتنا".
وبات فريق حملة المرشحة الديموقراطية يأمل في فوز ساحق في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر، الى جانب الامل في استعادة مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون حاليا. ويشهد الديموقراطيون حالة تعبئة قصوى على الارض لتحقيق هذا الهدف.
فقد توجه الرئيس الاسبق بيل كلينتون الجمعة في رحلة بحافلة ليومين الى فلوريدا الولاية الاساسية في جنوب شرق البلاد، التي زارها اوباما الخميس. وسيزور الرئيس الاميركي الاحد ولاية نيفادا (غرب).
وقال البيت الابيض انه سيضاعف تدخلاته لتحقيق هذا الهدف الاخير لتجنب اي تراجع في الحماس في المعسكر الديموقراطي.
وصرح الناطق باسم الرئاسة جوش ارنست ان "عددا من العوامل تدل على ان معظم الاميركيين يؤيدون افكار المعسكر الديموقراطي"، مؤكدا ان "التحدي يتمثل اليوم في التأكد من ان هؤلاء الناخبين يعبرون عن رأيهم بشكل جيد في صناديق الاقتراع".
ويقول ترامب منذ ايام ان الانتخابات ستكون "مزورة" لذلك يرفض الاعتراف بنتيجتها الا اذا فاز فيها.
ويبدو ترامب وحيدا. فبين الجمهور لم يعد يمكنه الاعتماد سوى على دعم فريقه وعائلته ورئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني.
وحتى حاكم نيوجيرسي (شمال شرق) كريس كريستي حاول النأي بنفسه في الايام لاخيرة عندما رفض الرد على سؤال طرحته صحافية عما اذا كان فخورا بترامب.