طرح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح 10 نقاط للخروج من المأزق الراهن في الوضع الفلسطيني، مطالبًا الرئيس محمود عباس بإنقاذ الشعب الفلسطيني قبل أن يغادر موقعه لأي سبب.
ودعا شلح في كلمه له بمهرجان نظمته حركته بذكرى انطلاقتها وسط مدينة غزة ظهر الجمعة، الرئيس عباس إلى إلغاء اتفاق أوسلو المشؤوم من الجانب الفلسطيني ووقف العمل به في كل المجالات.
وقال إن أوسلو وما أنتجه من وهن السلطة سبب كل احباط في الساحة، فهو جاء ليكون مظلة للاحتلال الإسرائيلي وممارساته، معتبرًا ما جرى مع القيادي في الجهاد خضر عدنان يدلل على النهج الذي تسلكه.
وشدد شلح على ضرورة الخروج من حالة اختزال فلسطين أرضًا وشعبًا بالضفة الغربية وقطاع غزة، فشعبنا واحد وقضيته واحدة، وينبغي أن تتحمل كل الأطراف مسؤولياتها التاريخية وتسحب المبادرة العربية".
وذكر أن قيادة منظمة التحرير وعدت الشعب الفلسطيني بدولة في عام 67 وبعد 23 سنة من الفشل الذريع والخيبة لم تقم الدولة ولا أمل أن يتحقق ذلك في المنظور.
وبين أن على المنظمة سحب الاعتراف بـ"إسرائيل" لأن ذلك الاعتراف بها هي الطامة الكبرى، لافتًا إلى أن منظمة التحرير التي شاركت بجنازة الرئيس الإسرائيلي الأسبق شمعون بيرس لا تمثل جناح كبير من حركة فتح.
كما دعا شلح في خطابه المطول إلى إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة وصياغة برنامج وطني جديد وموحد وإعداد استراتيجية شاملة على قاعدة التحلل من اتفاق أوسلو بما ينهي من وجود سلطتين وكيانين في غزة والضفة.
وجدد التأكيد على ضرورة إعادة بناء المنظمة لتصبح الإطار الجامع الذي يمثل كل القوى الفلسطينية، وإعلان أن المرحلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني ما زالت مرحلة تحرر وطني من الاحتلال وأن الأولوية هي المقاومة.
وطالب شلح مصر إانهاء حصار غزة وأن توازن بين أمنها القومي ومتطلبات وأمور حياة الفلسطينيين، داعيًا قيادة منظمة التحرير من موقعها الرسمي لملاحقة "إسرائيل" كمجرمي حرب وتفعيل دور مقاطعتها.
وأوضح أن الأمة العربية تفاجئنا في هذه الظروف العصيبة بأقوال وأفعال وكأن فلسطين لم تعد بالنسبة لهم شيئًا، مضيفًا: "لا أبالغ إن قلت ان الحصار على الفلسطينيين لم يشتد على مدار تاريخ القضية كما الآن".
وقال شلح: إن "الواقع والعالم العربي اليوم مشغول بنفسه وغير مكترث بفلسطين، ويجري الحديث عن تعديل المبادرة العربية على أصولها لتوقيع معاهدات صلح مع إسرائيل دون شروط تتعلق بقضية فلسطين".
ووجه رسالة لمن قال إنهم يطمعون بحماية "إسرائيل" لهم قائلًا: "إن ما يمكنه توفير الحماية لكم هي شعوبكم. وأن إسرائيل غير قادرة على حماية نفسها من سكين المطبخ الفلسطيني".
وأكد شلح أنه "وفي ظل إدارة الظهر لنا من قبل العرب لا يحق لأحد كائن من كان أن يتهم المقاومة أنها تتلقى الدعم والعون ممن يمدون لها يدها بكل الدعم والاسناد وتحديدًا إيران التي يعتبرها البعض العدو البديل لإسرائيل".
ولفت إلى أن "إيران تكاد الدولة الوحيدة المعلنة بوقوفها دائمًا إلى جانب فلسطين وتمسكها بذلك في كل وقت وحين".
وبين أن العرب باتوا يتحدثون عن مرحلة ما بعد الرئيس عباس ولا يتحدثون عن مرحلة ما بعد هدم المسجد الأقصى".
وقال الأمين العام للجهاد إنه حركته ليست حركة إسلام سياسي، مؤكدا رفضه لهذا المصطلح الذي نحته وصاغه الغرب وتردده أبواقه بينا لتشويه صورة الاسلام.
وفي قضية انتهاكات الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، قال إن المساس بكرامة الشيخ خضر عدنان وكل الأسرى المحررين هو مساس بكرامة الشعب الفلسطيني.
وشدد على أن أي اعتداء على أي رمز وأي أسير وغيرهم هو اعتداء على المقاومة بكل فصائلها وعلى كل الحركة الوطنية الفلسطينيين لما لهم من رمزية وقيمة معنوية في تاريخ النضال الفلسطيني.
وأكد أن السلطة باتت تمثل مظلة لواقع الاحتلال ممارساته اليومية وتشاركه في التنسيق الأمني وتتبع المقاومين وتلاحقهم وتعتقلهم
وفي سياق الوضع الميداني في غزة، قال: "عليكم الاستعداد دائما وادخار كل جهد للجولة القادمة فكل المؤشرات تدفعنا إلى الاعتقاد أنه لا يجب أن نسقطها من حساباتنا والامر مفتوح على كل الاحتمالات".
وأشار إلى أن "إسرائيل" تدرك أن أي حرب لن تكون نزهة وأن غزة التي صمدت في 3 حروب ليست مكسر عصا وستصمد وتنتصر وسر انتصار المقاومة أنها ليست مهزومة نفسيًا ومعنويًا.
وشدد على أن المقاومة في غزة وفي ظل التنسيق القوي بين الأجنحة العسكرية هي في قمة الثقة بالنفس ودرجات الجهوزية.
وختم شلح كلمته بالقول: "هذا المسار الذي نقترحه اليوم هو الذي يحافظ على كرامتنا ويعيد ترتيب كل البيوت المناضلة ووحدة كل الشعب الفلسطيني. إننا باقون على هذه الأرض وكيانكم إلى زوال وباقون على عهد الجهاد والمقاومة حتى النصر والتحرير".