إسرائيل تعيد حساباتها: روسيا تقوض تفوقها العسكري بالمنطقة

20161021102548

رام الله الإخباري

يتركز اهتمام إسرائيل حاليا على التحركات الروسية، وتحديدا على نقل أسلحة وعتاد عسكري بحجم كبير في سورية. وارتفع منسوب القلق الإسرائيلي لدى نشر روسيا منظومات صاروخية مضادة للطائرات، 'اس300' و'اس400'، وتوجه حاملة الطائرات الروسية 'أدميرال كوزنيتسوف' إلى الشرق الأوسط، من أجل تعزيز حماية قواتها والنظام السوري. ومن شأن هذه التحركات الروسية أن تقوض التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة، ويهدد قدرتها على العمل العسكري في سورية. كل ذلك في ظل تراجع التنسيق الأمني الروسي – الإسرائيلي.

ونشرت صحيفة 'واشنطن بوست'، هذا الأسبوع، خريطة تبين فيها أن الصواريخ الروسية المضادة للطائرات في سورية وراداراتها قادرة على رصد وضرب طائرات حربية بقطر 400 كيلومتر، وتغطي كل مساحة لبنان وجزء كبير من تركيا والأردن وشرق البحر المتوسط وقواعد سلاح الجو الإسرائيلي حتى شمال النقب. ولا تعرف تقديرات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ما إذا كان بإمكان طائراتها، واستخدامها أجهزة الكترونية متطورة للغاية، تشويش الرادارات الروسية واختراق منظومتها الصاروخية هذه.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة 'هآرتس'، عاموس هرئيل، اليوم الجمعة، إلى أنه في وضع كهذا، بعد أن حشدت روسيا هذه الترسانة الصاروخية، تكون قصة التفوق الجوي الإسرائيلي في المنطقة قد انتهت. وشدد المحلل على أن 'الروس قيدوا، من دون جهد ظاهر للعيان تقريبا، سلاح الجو الأقوى في الشرق الأوسط'.

*تراجع التنسيق الأمني الروسي - الإسرائيلي

من جانبه، أشار المحلل العسكري في موقع 'واللا' الالكتروني، أمير بوحبوط، اليوم، إلى أن وصول حاملة الطائرات الروسية 'أدميرال كوزنيتسوف' إلى شرقي المتوسط من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على نشاط سلاحي الجو والبحرية الإسرائيليين في المنطقة. ونقل هذا المحلل عن مسؤولين في وزارة الأمن وضباط في الجيش الإسرائيلي قولهم إن وجود حاملة الطائرات الروسية، التي شوهدت سوية مع قطع بحرية روسية أخرى في النرويج، أول من أمس الأربعاء، وهي في طريقها إلى سورية، 'ستضع قيودا على العمليات السرية والعلنية للجيش الإسرائيلي ضد سورية ولبنان'.

ويتوقع وصول حاملة الطائرات هذه إلى سورية في غضون أسبوع، وتعتبر إسرائيل أنها ستمس بدوريات إسرائيلية لبوارج تحمل صواريخ وطائرات من دون طيار ومروحيات تحلق من بوارج إسرائيلية في قلب البحر. وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أن 'أدميرال كوزنيتسوف' والقطع البحرية المرافقة لها ستقوم بدوريات بحرية وجوية، حاملة رادارات متطورة وأجهزة الكترونية.

ولفت بوحبوط إلى تراجع التنسيق الأمني الروسي – الإسرائيلي مؤخرا، رغم مساعي رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى تحقيقه. وأحد المؤشرات على تراجع هذا التنسيق هو تسلل طائرة روسية من دون طيار إلى المجال الجوي الإسرائيلي وفشل محاولة سلاح الجو الإسرائيلي باعتراضها وعودتها إلى سورية. ومؤشر آخر على ذلك كان في الشهر الماضي، عندما أطلقت قوات النظام السوري صواريخ ضد طائرات حربية إسرائيلية في أجواء سورية. ووفقا لبوحبوط، فإنه في أعقاب محاولة اعتراض الطائرات الإسرائيلية 'أدركوا في جهاز الأمن (الإسرائيلي) أن المجال الجوي السوري قد تغير، وجيش الأسد بات واثقا من نفسه في أعقاب الدعم الروسي له'.

وبحسب هرئيل، فإن هذا التنسيق الأمني الروسي – السوري فُرض على إسرائيل، على ضوء 'حقيقة أنه منذ انهيار الاتحاد السوفياتي قلصت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية انشغالها البحثي بروسيا، الأمر الذي لم يسهل فهم اعتبارات (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ومخططاته'.

وأضاف بوحبوط إلى ذلك أنه 'لم تتوقع أي تقييمات أمنية للاستخبارات والجيش الإسرائيلي تواجدا روسيا بهذا الحجم في الساحة الخلفية لإسرائيل' وأن الإدراك في جهاز الأمن الإسرائيلي الآن هو أنه يجب إعادة حساباته.

وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أنه ستتخذ في أعقاب الانتخابات الرئاسية الأميركية قرارات من شأنها أن تؤثر على المنطقة والبيت الأبيض والكرملين. ولفت بوحبوط إلى أن إسرائيل بنظر روسيا هي مندوبة للولايات المتحدة في المنطقة. 'ولذلك، سيتعين على الجيش الإسرائيلي أن يفعل قواته في الفترة المقبلة بترجيح رأي ومهنية وحذر بالغ'.

ولفت المحللان إلى أن ثمة دورا الآن لوزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، وأنه عامل توازن، بسبب معرفته العميقة للنظام الروسي ومفهوم القوة لديه، كونه مهاجر من أصل روسي.   

عرب 48