أعلن رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، سعد الحريري، الخميس، دعمه لانتخاب حليف جماعة "حزب الله" ميشال عون رئيسا للبلاد، في محاولة لإنهاء الشغور الرئاسي المستمر منذ نحو عامين ونصف.
وكشف الحريري عن دعمه لخصمه، البالغ من العمر 83 عاما، بعد مشاورات استمرت أكثر من شهر مع مختلف الفرقاء السياسيين، تراجع بعدها عن تأييد ترشيح النائب ميشال فرنجية.
وأعلن الحريري "تأييد ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية"، قائلا "اتفقنا مع عون على أن لبنان وطن لجميع ابنائه وهو عربي الهوية، كما وصلنا إلى اتفاق لإطلاق عجلة الدولة وفرص العمل والخدمات الأساسية وعلى تحييد الدولة اللبنانية بالكامل عن الأزمة السورية".
ومنذ مايو 2014 تاريخ انتهاء ولاية الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، فشل البرلمان في انتخاب رئيسا للبلاد، بسبب عدم ضمان اكتمال النصاب القانوني، وحمل مراقبون حزب الله وحلفائه مسؤولية التعطيل.
ورغم أن عون، حظي قبل أشهر بدعم خصمه السابق زعيم حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، إلا أن نواب حزب الله وحلفائه لم يحضروا الجلسات المخصصة لانتخاب الرئيس التي بلغ عددها 45 جلسة.
وكان الحريري يدعم النائب فرنجية، وهو أيضا حليف لحزب الله، قبل أن يعلن الخميس تأييد انتخاب عون الذي كان إبان الحرب الأهلية قائدا للجيش، قبل أن يترأس حكومة انتقالية موازية لحكومة سليم الحص عام 1988.
وعام 1990، أعلن عون الحرب على القوات السورية المنتشرة في لبنان، وتمسك بالبقاء في القصر الرئاسي رغم التوصل لاتفاق في مدينة الطائف السعودية ينهي الحرب الأهلية.
إلا أن عون أجبر في 13 أكتوبر 1990 على الفرار إلى السفارة الفرنسية في بيروت إثر هجوم للقوات السوية والجيش اللبناني بقيادة إميل لحود، معلنا بيان الاستسلام عبر الراديو.
ونفي عون إلى فرنسا حيث أمضى سنوات، قبل أن يعود إلى لبنان إثر اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري عام 2005 وانسحاب القوات السورية، ليتحالف بعدها مع حزب الله وينجح مرارا بالانتخابات البرلمانية المتعاقبة.
ورغم ارتفاع حظوظ عون بعد دعم الحريري الابن الذي يتزعم أكبر كتلة برلمانية، إلا أن انتخابه لم يحسم بعد، لاسيما أن نائب رئيس مجلس النواب، نبيه بري، حليف حزب الله، وزعيم حزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، وحزب الكتائب لا يؤيدون هذه الخطوة.