رام الله الإخباري
كشفت تقارير صحفية ألمانية عن أن إصرار روسيا على مواصلة عملياتها العسكرية بسوريا أوصل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لمستوى من الاستياء البالغ والعزم على حث القادة الأوروبيين في قمتهم المقررة الخميس والجمعة المقبلين على فرض عقوبات على موسكو.
ونقلت صحيفة فرانكفورتر ألغماينه عن مصادر -لم تسمها- من الدائرة اللصيقة بالمستشارة الألمانية أن ميركل تلقت قبل أيام اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أكد لها تأييده لرد فعل بالغ القسوة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حال اتفق الأوروبيون على توسيع إجراءات العقوبات الاقتصادية على روسيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن أوروبا تدرس بالتنسيق مع الولايات المتحدة أن تشمل هذه العقوبات المقترحة صناعة الطائرات والقطاعات المتصلة بوزارة الدفاع الروسية.
خمس عقوبات
وفي نفس السياق، تحدثت صحيفة بيلد الشعبية الألمانية اليوم الاثنين عن خمسة إجراءات عقابية جديدة ضد موسكو باتت مطروحة، أولها تنفيذ مقاطعة بمجال البرمجيات المتطورة التي لا يمكن لروسيا الاستغناء عنها في إنتاج المواد الخام وصناعة الأسلحة.
ونسبت بيلد للسياسي المقرب من ميركل وعضو البرلمان الأوروبي إلمار بروك قوله إن هذه المقاطعة تمثل إجراء ضروريا، "ليرى المعتدي أن حربه ستكون لها تداعيات وخيمة عليه".
وأضاف الصحيفة أن المستوى الثاني من العقوبات هو تعطيل مد خط أنابيب نورث ستريم الذي تخطط روسيا لتوسعته ومده عبر بحر الشمال لإيصال غازها إلى ألمانيا، ونقلت عن ممثل حزب الخضر المعارض في البرلمان الألماني أوميد نوري بور أن بوتين يمول حربه بسوريا من عائدات الغاز الروسي، ولهذا تجب إعاقة مد هذا الخط.
أما المستوى الثالث فيتضمن توسيع قائمة حظر دخول الدول الأوروبية وتجميد الأرصدة المصرفية فيها لتشمل إضافة إلى 150 شخصية روسية وأوكرانية وثيقة الصلة بالكرملين رؤساء مجموعات الصناعة والطاقة الروسية مثل غاز بروم.
ويشمل المستوى الرابع مقاطعة بطولة كأس العام لكرة القدم التي ستقام في روسيا عام 2018، ومقاطعة التجربة العامة لهذه البطولة التي ستنظم العام القادم، حيث قال عضو لجنة الرياضة بالبرلمان الألماني عن حزب الخضر أوزغان موتلو "إن هذه المقاطعة ستصيب بوتين في مقتل، وعلى اتحاد كرة القدم الألماني التفكير فيها جديا من الآن".
وأشارت بيلد إلى أن فرض منطقة حظر جوي للطيران فوق سوريا يمثل أولوية مطروحة بقوة، ونقلت عن الخبير بمؤسسة هنري جاكسون للدراسات في لندن كيلي أورتون أن فرض منطقة الحظر الجوي سيمثل فرصة كبيرة للحل السياسي.
ولفتت إلى أن ميركل -التي تحدثت أول أمس السبت في اجتماع لشبيبة حزبها عن رفضها "التوسع الروسي الذي يمكن أن يطال دولا أخرى"- باتت مقتنعة الآن بضرورة توسعة وتشديد العقوبات على موسكو لإجبار بوتين على القبول بهدنة عسكرية وحل سياسي في سوريا.
الجزيرة