ألقت الصحف العبرية الضوء على السيناريوهات المتوقعة بين إسرائيل وحركة (حماس)، ورصدت وجهات نظر مختلفة بشأن المسألة استبعدت في مجملها حدوث مواجهة قريبة.
وقال المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوآف زيتون إن وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان أعلن أن إسرائيل ليست بصدد المبادرة لتنفيذ عملية عسكرية ضد حماس في غزة، لكنها لن تصبر طويلا على توالي سقوط القذائف الصاروخية.
وزعم ليبرمان الذي يتزعم حزب "إسرائيل بيتنا" أن الجيش الإسرائيلي لا يبحث عن أجواء إثارة مع حماس، ولا أحد يدفعه للتصعيد العسكري ضدها، إلا أنه أكد أنهم سيكونون حريصين على توفير الأمن للإسرائيليين، و"في هذه النقطة بالذات لن تكون هناك تسويات أو مساومات، كل قذيفة صاروخية من غزة سيتم الرد عليها بقوة".
من جهته، ذكر الخبير العسكري في الصحيفة ذاتها رون بن يشاي أن المجموعات "السلفية المسلحة" في غزة تريد من إسرائيل أن تقضي على سلطة حماس من خلال استمرارها بإطلاق الصواريخ على التجمعات الاستيطانية على حدود غزة لإجبار إسرائيل على قصف أهداف عسكرية لحماس تعود إلى بنيتها التحتية التسليحية.
وأضاف أن هذه المجموعات المقربة من تنظيم الدولة الإسلامية تهدف لأن تحل محل حماس في السيطرة على غزة، لكنها تعاني من قوتها العسكرية الصغيرة، ولذلك تسعى إلى استدراج إسرائيل للقيام بهجمات جوية كبيرة ضد حماس.
وأوضح أن هذه المجموعات السلفية كانت تطلق صواريخها في الماضي نحو مناطق مفتوحة في إسرائيل، سواء بسبب نقص التدريبات لديها، أو خوفها من استهداف سلاح الجو الإسرائيلي لها، لكنها في الآونة الأخيرة رفعت درجة تحديها لإسرائيل بهدف إيقاع خسائر بشرية إسرائيلية، مما سيؤدي حتما -من وجهة نظر هذه المجموعات- إلى اندلاع حرب جديدة ستقوم بها إسرائيل، وتقضي فيها كليا على حكم حماس في غزة.
مواجهة مفتوحة
ومن وجهة نظر الخبير العسكري ذاته فإن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تدرك جيدا أن حماس غير معنية بالدخول في مواجهة عسكرية مفتوحة إضافية، لأن القيادة العسكرية للحركة ليست مستعدة بما فيه الكفاية لخوض مثل هذه المواجهة، فلديها مشاكل في تعويض النقص الحاصل في القذائف الصاروخية بسبب إحباط إسرائيل عمليات تهريبها من الخارج إلى غزة عقب الحصار الذي تفرضه مصر، واستهداف منظومة الأنفاق التي تنشئها الحركة.
وأوضح أن الوضع القائم مع غزة يدخل إسرائيل في دوامة قاسية، فحكومتها وأجهزتها الأمنية لا يمكن أن تسمح بين حين وآخر بسقوط مثل هذه القذائف الصاروخية داخل أراضيها.
ومن جهة أخرى، إذا خرج الجيش الإسرائيلي لخوض معركة كبيرة ضد غزة فإنها كفيلة بإسقاط خسائر بشرية كبيرة وواسعة، والأخطر من ذلك أنها سوف تنتج تصعيدا في جبهة قتالية واحدة قد تستدعي جبهات قتالية أخرى، خاصة في الشمال وسيناء.
هدوء واستقرار
من جهته، قال الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية بموقع ويللا الإخباري آفي يسخاروف إن حركة حماس تحتاج إلى الهدوء، في حين أن إسرائيل تحتاج إلى أن تكون الحركة قوية ومستقرة لفرض هذا الهدوء في غزة، والمحافظة على استمراره.
وأبرز يسخاروف أن هذا يعني أن لدى الجانبين مصلحة مشتركة بالحفاظ على الهدوء عند حدود غزة، لكن هذا لا ينفي وجود مجموعات صغيرة تعمل انطلاقا من أيديولوجية "جهادية سلفية" تحاول بين حين وآخر العمل على تدهور الوضع الأمني هناك، لأنها تعتقد أن الهدوء يخدم حماس، وهو ما لا تريده.