ذكرت أنباء صحفية أن روسيا تسعى إلى تعزيز الدفاعات الجوية السورية، وأنها تنظر في إمكانية تزويد دمشق بشحنة من منظومة الدفاع الجوي الصاروخي المدفعي "بانتسير".
ونقلت صحيفة "إزفيستيا" عن مصدر مطلع الثلاثاء 11 أكتوبر/تشرين أول أن صفقة بهذا الشأن كانت عقدت منذ عدة سنوات، إلا أنها لم تنفذ إلا جزئيا لأسباب مالية، مضيفا أن روسيا قررت الآن تزويد دمشق بالكمية المتبقية من "بانتسير" من دون المطالبة بالتسديد الفوري.
وذكرت الصحيفة أن المصدر المطلع رفض تحديد العدد الدقيق لـ"بانتسير" التي سيتم إرسالها إلى الجيش السوري، لكنه أشار إلى أنها لن تقل عن 10 وحدات متكاملة، علاوة على ذلك سيتم إرسال نقاط قيادة ومحطات رادار إضافية لربط وحدات التشكيل العسكري لهذا السلاح المضاد للجو بهدف زيادة فعاليته في مواجهة الغارات الكثيفة.
وكان عقد توريد "بانتسير" (وترجمة التسمية الروسية "درع") قد وُقع بين روسيا وسوريا عام 2008. وعلى الرغم من أن تفاصيل الصفقة لم يعلنها الطرفان، إلا أن التقديرات تقول إنها تضم بين 36 – 50 وحدة ونحو 700 صاروخ، وثمنها يبلغ 730 مليون دولار تقريبا، وآخر قسم من الصفقة تم تسليمه إلى دمشق عام 2013.
وأفاد المصدر بأن هذه الوحدات المضادة للجو موجودة في المخازن منذ عام 2013 قبل تنفيذ كامل الصفقة، ويخطط الآن العمل اللازم لإعادة تأهيلها وتحضيرها للنقل.
وقال خبراء مختصون لصحيفة "إزفيستيا" إن قرار موسكو بهذا الشأن دافعه على الارجح الوضع المتوتر حول سوريا والتهديد الأمريكي بتوجيه ضربات إلى قوات الرئيس بشار الأسد.
ويسجل لهذه المنظومة الحديثة المضادة للجو إسقاط على الأقل طائرة واحدة عام 2012، وهي طائرة استطلاع من نوع " RF-4Phantom"، وطائرتين تركيتين، وعدة صواريخ مجنحة أطلقتها إسرائيل خلال ما يسمى بالحرب الخاطفة شتاء 2014، حين شنت تل أبيب غارات جوية كثيفة على مواقع مختلفة في دمشق وضواحيها جرى معظمها باستخدام صواريخ مجنحة أطلقت من الجو ومن قواعد بحرية.
وصرّح ممثلي "روساوبورون إكسبورت" (الهيئة الروسية المختصة بالصفقات الدفاعية) أنها غير مخولة للتعليق على إرسال أسلحة إلى سوريا، ولم يعلقوا في وزارة الدفاع الروسية على هذا النبأ، إلا أن خبراء ابلغوا صحيفة "إزفيستيا" أن منظومات "بانتسير" ستكون دعما جيدا لقوات الدفاع الجوي السورية، لأن هذه المنظومة أحدث جيل لهذا النوع المتخصص في إصابة الأهداف الجوية من طائرات ومروحيات وذخائر عالية الدقة وطائرات من غير طيار.