عساف: أنا ابن المخيمات ولا يمكن أن أنسى القضية الفلسطينية

1-stars-9-01-01-2015

رام الله الإخباري

فنان ما أن تجلس إليه وتستمع له إلا وتجد بساطته وتواضعه وخلقه الجم، كما وتشعر بأن الفن والشهرة لم يغيران منه شيئا.. يرجع كل ما وصل إليه من نجاح وشهرة إلى أسباب بسيطة أولها أن يوكل الإنسان أمره إلى ربه، ثم يعمل ويجد ويجتهد   فبالعزيمة والإصرار يصل الإنسان إلى أماكن لم يكن ليحلم يوما بالوصول إليها

 ثم يؤكد على دور أسرته البسيطة المتواضعة وخاصة والده ووالدته المهم في الإيمان بموهبته وتصديقهم له ثم الوقوف بجانبه –وهذا ما يطلبه من كل أب وأم تجاه ابناءهم

 إنه الفنان الشاب محبوب العرب محمد عساف، الذي يزور سلطنة عمان  حاليا لتقديم حفله الخاص الذي قدمه مساء أمس على مسرح دار الأوبرا السلطانية مسقط، كما وقد غنى مساء الخميس الماضي أيضا كضيف شرف في احتفال دار الأوبرا بيوم المرة العمانية..

صحيفة "الشبيبة" العمانية  حاورته" فماذا قال؟

 هذه هي الزيارة الأولى بالنسبة لك إلى عمان فكيف وجدتها؟ وكيف وجدت دار الأوبرا؟ وجدت بلد عظيم ورائع وشعب طيب وكريم ومضياف، فمنذ اللحظات الأولى من وصولي إلى مسقط، وبكل صدق وأمانة وبدون أية مجاملة وجدت استقبال وحفاوة وكرم، فالشعب العماني شعب صاحب مواقف رائعة، وأيضا لا ننسى مواقف جلالة السلطان والشعب العماني وخاصة تجاه القضية الفلسطينية

 وقد وجدت هذه الطيبة في التعامل مع كل من قابلت بدءا ممن نلتقي معهم في الفندق وحتى من يرافقوننا في كل تحركاتنا، فشكرا لعمان وشعبها وشكرا لدار الأوبرا السلطانية مسقط على هذه الاستضافة وأيضا أن أشارك في الاحتفال بيوم المرأة العمانية

. أما عن دار الأوبرا فقد وجدت صرحا فنيا عظيما، شكلا ومضمونا، فمن حيث الشكل يمثل تحفة فنية معمارية رائعة تتسم بطابع فريد وخاص يجعلها تتصف بخصوصية مختلفة عن كثير من دور الأوبرا التي نراها، كما أنها تضم أحدث التقنيات الفنية العالمية من مسرح وصوت، كما أنني وجدت بها آلة أرغن فريدة في العالم، ومسرحها يمتلك إمكانيات ضخمة ورائعة، أما مضمونا فهي ومن خلال ما سمعت و رأيت وإطلاعي على برنامجها الذي هو الخامس تقدم أفضل العروض في كافة الفنون الأوبرالية المختلفة فالبرنامج الذي تقدمه الدار يدل على حرفية عالية وتنوع، وأنه مكان يهدف إلى اختيار الأفضل في كل شيء.

 حدثنا ما هو جديدك القادم وهل يتوقع أن نرى ألبومك الجديد قريبا؟

بالنسبة لجديدي هناك أغنية فردية أسجلها الآن بطريقة"الفيديو كليب" وهي من كلمات أنور حبيب وألحان عمرعبدالوهاب، وسوف تبث على القنوات الفضائية قريبا، كما أنني أعمل الآن وبكل جهد على الانتهاء من ألبومي الجديد، الذي أخذ مني إلى الآن ما يقارب من العام ونحن نعمل عليه، وقد شارفت على الانتهاء منه تماما إذ أنه في مراحله النهائية، وبأذن الله سيطرح قبل نهاية العام الجاري، وهو يضم توليفة رائعة من الأغاني منها المصرية واللبنانية إلى جانب الخليجية.

• أنت فوزت بلقب "’عرب أيدول" فهل ترى أن تقديمك للجمهولا العربي من خلال هذا البرنامج قد اختصر الطريق عليم في مشوارك الفني كثيرا؟ 

بالطبع وبلدون أدنى شك، فبرنامج عرب أيدول وكل البرامج الفنية التي تبحث عن المواهب والنجوم لعبة دورا كبيرا في حياة جيل الفنانين من الشباب، فهي تمثل شيء رائع جدا بالنسبة لنا، وهي تختصر سنوات كثيرة ومحطات كبيرة للفنان وهي تعطي فرصة رائعة لأي فنان شاب، فأنت من خلالها وقبل أن تبدأ حقيقة تكوم معروف للملايين من الجمهور العربي وهذا نجاح كبير في حد ذاته علاوة على أن من يفوز باللقب فقد نال صك اعتراف به كمطرب وبموهبته ومن ثم نجاحه وانطلاقته الحقيقية.

 أنت شاب فلسيني، وفلسطين والفسطينين يواجهون إشكاليات كثيرة معظمنا يعرفها.. ترى هل من صعوبات أكبر واجهتك وأنت ابن فلسطين في مشوراك؟

نحن نعلم بصفة عامة أن أي مطرب أو فنان يواجه صعوبات عامة فغي طريقة، وحتى أي إنسان لكي ينجح ويشق طريقه في الحياة، ولكن أن تكون فلسطيني فهناك صعوبات أكثر، فنحن كما نعلم جميعا أن الفلسطيني محاصر من كل إتجاه بالاحتلال الذي هو أصعب شيء يعيشه الإنسان على وجه الأرض ، ففكرة أن يجد الإنسان أن هناك دائما من يصده في كافة نواحي الحياة فهذه فكرة ربما لا يمكن أن يتقبلها أحد، ولكن الأهم من كل ذلك هو أن لا يجعل الإنسان الظروف مهما إن كانت صعوبتها وقسوتها تؤثر على أحلامه وطموحاته وأهدافه

و لذا فأنا ومنذ فترة بعيدة ورغم كل ما نعانيه في فلسطين من قسوة الاحتلال كنت أخلم أن يأتي اليوم الذي يسمعني فيه العالم وليس على المستوى المحلي أو العربي فقط، كما أن الشيء الأهم وهو أن نتحلى بسلاح العلم والتعلم لأنه سيظل هو السلاح الذي يعطينا الفرص الحقيقية، وأنا شخصيا كان جزء من تركيزي رغم كل طموحي الفني هو الاستمرار في التعليم والحصول على مؤهل تعليمي متميز ولله الحمد فقد حصلت على بكالوروس الإعلام والعلاقات العامة من جامعة الفلسطينية 2012.

• رغم ما حققته من شهرة في سن مبكرة إلا أنك ما زلت تحافظ على بساطتك وتواضعك من سر وراء ذلك؟

الإنسان والواحد منا سواء طلع أو صار مطرب مشهور أو غيره ففي النهاية هو ابن بيئته والطبع غلب التطبع، وأن البيت والشارع والبلد كلها أشياء تلعب دورا مهما في حياة كل واحد منا، فالحياة البسيطة التي عشتها والمجتمع المحافظ الذي نشأت به، وظروف الحصار

 كلها أشياء تلعب دورا مهما في حياة كل واحد منا، فالحياة البسيطة التي عشتها والمجتمع المحافظ الذي نشأت به، وظروف الحصار القاسي التي عشتها أنا وأبناء بلدي والتي هي مستمرة لأكثر من عشر سنوات جعلتنا جميعا نعيش كأسرة واحدة، من يحتاج إلى شيء يذهب إلى بيت جارة مباشرة، ومن ثم فاعتقد أن ذلك هو السر، فلا يمكن أن لي أن أنسى تلك الظروف التي عشتها والتي ما زال بنو وطني يعيشونها كل يوم، ثم أنني لا يمكن أن أنسى ما كانت وما زالت تذكرني به أمي من ضرورة مخافة الله وهي ذكرني دائما بقوله تعالى: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا"

. ففي النهاية أنا شاب فلسطسن جئت من فلسطسن ومن المخيمات، ومن حياة صعبة ولذلك لا يمكن أن أنسى يوما ما لا نفسي ولا قضية قضية بلدي وقضيتنا جميعا فلسطين. • عينت سفيرا للنوايا الحسنة من قبل الإنروا،

وأنت فلسطيني فكيف ترى فائدة ذلك في طرحك كفنان للقضية الفلسطينية؟

أنا عملي مع الأنروا عمل تطوعي بدون أي أجر أو مقابل وهو في نطاق العمل الإنساني وخاصة جمع التبرعات، والأنشطة المتعلقة بالمرأة والطفل واللاجئين بشكل عام، ليس فقط داخل فلسطسن وإنما خارجها، وإنما في كل مكان وعلى مستوين اللاجئين الفلسطينين الذين يبلغ عددهم خمسة ملايين لاجيء سواء كانوا على الأراضي الفلسطينية أو في المخيمات الجوء في الأردن وسوريا ولبنان ، و العمل الذي نقوم به يعتمد على الاهتمام بكل ما فيه تأمين لحاجاتهم ومن ذلك تأمين حتى بدل السكن لهؤلاء وكذلك حاجاتهم الحياتية من متطلبات مدارس وتعليم لابنائهم وفي مدارس الإنروا وغيرها.

 كما أنه حينما أكون أنا كفلسطيني ملم بالمعاناة الفلسطينية التي خرجت منها و أتحدث كسفير للنوايا الحسنة أو كسفير للإنروا وأتحدث عن معاناة شعبي .. أنا لاجيء فلسطيني من الرملة وعملي هو أن أعطي صورة عن اللاجئين بحيث نستطيع ان نجمع تبرعات للاجئين سواء من المؤسسات الدولية أو من غيرها، ولكن بشكل عام محمد الفلسيطيني اللاجيء

إذا أعطيت فرص للشباب الفلسطيني في كافة المجالات للمحاصرين في غزة و في كل مكان سيكون هناك العشرات والمئات مثلي سينجحون ويخرجون إلى العالم، .. و اشار إلى هناك تقصير بالنسبة للدعم للاجئين ولكن بشكل عام هناك محاولات كثير من المطربين بمجرد أن حققوا بعض نجاحات وشهرة في الغناء أتجهوا إلى التمثيل فهل هذا مطروح لديك الآن؟

عرض علي التمثيل عدة مرات، وكما تعلم ويعلم الكثيرون أنه قد تم إنتاج فيلم عن حياتي، أنتجته مجموعة قنوات إم بي سي ، وأنا بكل صراحة رفضت كل ما عرض علي من محاولات للتمثيل إلى الآن، حتى التي كانت تحكي عني، وذلك لقناعة وهي أنني مطرب ولست ممثل وأنني ما زال أمامي مشوار في الغناء، كما عرض على أيضا موضوع تقديم برامج تلفزيونية ورغم أنني خريج إعلام وعلاقات دولية، ولكنني معتقد أنه حتى الآن لا أريد أن أشتت نفسي، وأحب أن أركز قي الفن والغناء فقط، ولكن ربما مستقبلا يكون تفكير في مثل هذه الأمور سواء تمثيل أو حتى تقديم برامج

 • نرى الآن مستوى التراجع والهبوط الفني في مستوى الغناء.. وفي المقابل لديك موهبة كبيرة وصوت متميز .. فكيف ترى المستوى الفني وهل ستستطيع أن تواصل وتحافظ على هذا الخط الطربي؟

بالطبع هناك إشكالية ومعاناة في الوسط الفني، وهناك توجه للأغاني السريعة والذي يأتي في كثير من الأحيان على حساب مستوى الفن والغناء والموسيقى، ولكن لنقل أولا أن المسؤولية هنا يتحملها الجميع في الوسط الفني، فكثير من الأغاني أصبحت الآن ليست بالمستوى، وفعلا أرى أن الكلمات بها تراجع وحتى في اللحن، ولكن في المقابل أيضا هناك آخرين يغنون غناء طربي أصيل، ولكن المشكلة الأكبر وسبب الأزمة الحقيقية هو أن كثير من الفنانين أصبحوا يجرون وراء التسويق على حساب الغناء والطرب والفن، فهو يغنى وإن كان للبطاطا طالما سيحقق مبيعات أكثر.

واستطر قائلا: ولكن بالنسبة لي فأنا لي طريق ولن أغيره، وقد عرض علي شخصيا العديد والكثير من هذا النمط من الأغاني (أي السريعة) حتى ولو بدفع أموال مقابل أن أغنيها ومع هذا رفضتها لأنني أخترت لنفسي خط محدد وهو الأغاني الطربية ذات القيمة الفنية وليست الأغاني الهابطة وإنشاء الله سأحافظ على هذا الخط، فأنا مع الكلمة الحقيقية الجميلة التي بها نوع من العذرية ومع الأغنية الطربية، وأتمنى من كثير من الزملاء والأخوان الفنانين ممن يؤدون هذه النوعية من الأغاني أن يعيدوا النظر فيما يقدمونه من مستوى متراجع من الأغاني..

أعلم أن البعض سيقول أن ذلك أو السرعة نوع من مواكبة العصر أو "الرتم السريع" أنا لست لدي مشكلة في ذلك من مجاراة ومواكبة الزمن والعصر، ولكن لابد وأن تظل هناك ثوابت وهي القيمة الفنية وأن نحافظ على الطرب.

* أنت عند غناءك في دار الأوبرفي حفل يوم المرأة العمانية بدأت بأغنية العندليب الأسمرعبدالحليم حافظ "على حسب وداد ".. فهل ترى في نفسك عندليب زمانك؟

الفنان الكبير الراحل عبد الحليم حافظ قامة وقيمة فنية كبيرة باقية ومتفردة على مدى عقود ومستمرة ويسمعها الشباب والكبار إلى اليوم، فيا ليت وأتمنى أن أكون نصف العندليب عبداتلخليم حافظ، ولذا فأنا لست بالعندليب ولا بعندليب زماني وأنا مازال أمامي الكثيرفي مشواري الفني. محمدعساف: أنا ابن المخيمات ولا يمكن أن أنسى القضية الفلسطينية الكثيرفي مشواري الفني. •

وفي الختام وعودة إلى ذكرياتك عند فوزك بلقب "عرب أيدول" أو محبوب العرب فماذا جال بخاطرك في حينها؟

بصراحة شديدة وقد قلت ذلك من قبل مرارا لم أكن أتوقع بكل المقاييس أن أفوز باللقب في تلك الفترة، ولذا فكل ما تذكرته في حينها وعند الفوز باللقب هو قدرة رب العالمين، فأنا كنت أغني منذ أن كان عمري خمس سنوات، كنت أغني في كل مناسبة وفي كل مكان، بالمدرسة وحتى في الأعراس عندنا، ولم يكن طموحي أن أكون على المستوى المحلي فقط، وإنما كان يتملكنى حلم أنني أغني في كل مكان وأن يسمعنى حتى العالم أجمع وليس العالم العربي، ولله الحمد فقد تحقق حلمي

 وأكثر شي تعلمته من تجربتي في "عرب أيدول" هي أن الإنسان يتعلم من تلك التجارب ويعرف منها قيمة الحياة، وأنه يجب أن يكون لديه دائما حلم وطموح، وأن يوكل أمره إلى رب العالمين وهولديه يقين بأنه سيحقق ما يصبو إليه، و لكن في ذات الوقت أيضا مقتنع بما كتبه الله له، والحمد لله من خلال هذه التجربة تعلمت أن الإنسان بالأمل والعزيمة والإصرار يصل إلى أماكن لا يمكن أن يتخيل أنه في يوم من الأيام سيصل إليها

 وهذه التجربة هي أهم نقلة في حياتي، فلم أعد محمد عساف الفلسطيني فقط فقد أصبح العالم العربي يسمعني من المحيط إلى الخليج، بل أصبح العالم أجمع يعرفني ويعرف قصتي.

صحيفة الشبيبة العمانية