رام الله الإخباري
تقف مكاتب التمثيل الإسرائيلية في أمريكا الشمالية في الأيام الأخيرة أمام حملة احتجاجية واسعة ضد حكومة الاحتلال الإسرائيلي، الذي تقوده الطوائف اليهودية المحافظة والإصلاحية التي ينتمي إليها غالبية يهود الولايات المتحدة الأمريكية، والذين يعتبرون رقماً صعباً في معادلة الدعم المالي والسياسي لدولة الاحتلال.
ووفقاً جاء في صحيفة "هآرتس" العبرية فإن سبب الاحتجاج يعود إلى إذعان حكومة نتنياهو لضغوط الأحزاب اليهودية الحريديّة في الكنيست قبل أشهر؛ لإلغاء قرار بالسماح بالاختلاط أثناء صلاة اليهود في الحائط الغربي (حائط البراق) في القدس المحتلة، وهو ما تقرّر سابقاً على يد الحكومة.
هذا إلى جانب قضايا أخرى متعلقة بسياسة التهويد، والتفرقة بين اليهود الأمريكيين (التابعين للتيار المحافظ والإصلاحي) واليهود الحريديم.
- قلق في وزارة الخارجية
وفي هذا السياق تقول الصحيفة إن هناك قلقاً بالغاً في وزارة خارجية الاحتلال من اتساع الاحتجاج لدى المجتمع اليهودي الليبرالي الأمريكي، الذي سيؤثر على مكانة الدولة في الولايات المتحدة.
وجاء هذا القلق –بحسب مسؤولين في الخارجية-بعد أن حذّر قادة اليهود الأمريكيين القناصل الإسرائيليين في أرجاء الولايات المتحدة من أن قرارات حكومة نتنياهو سوف تصعّب تجنيد اليهود الليبراليين للاستمرار في تقديم الدعم لدولة الاحتلال.
وحذر مسؤول في وزارة الخارجية من أن الاحتجاجات آخذة بالاتساع، إذ تنضم إليها مزيد من المنظمات والمؤسسات اليهودية الأمريكية. كما جاء في رسالة تلقتها القنصليات الإسرائيلية أن إلغاء حكومة نتنياهو للاتفاقيات يضر بقدرة المنظمات على تجنيد اليهود لمصلحة الاحتلال، خاصة الجيل الشاب.
ولفتت الرسالة، التي أرسلها رئيس قسم النشر في وزارة الخارجية، إلى أن الجهة المسؤولة عن تنظيم الاحتجاج هي "منظمة الفدرالية اليهودية لأمريكا الشمالية"، وهي الجسم اليهودي الأكبر في القارة، الذي يوحد جميع الطوائف اليهودية هناك. وأضاف أن الحملة ستتضمن رسائل لنتنياهو، وتخصيص خطابات الحاخامات بالأعياد من أجل الحشد ضد قرار الحكومة الإسرائيلية.
وفي لقاء له مع ممثلي القنصليات الإسرائيلية بأمريكا، قال أحد قادة الطائفة اليهودية: إن "هناك خطراً بإبعاد اليهود الليبراليين من إسرائيل، وخاصة الجيل الشاب"، مضيفاً: إن "التأثير سيكون سلبياً خاصة بكل ما يتعلق بتجنيد الناس، وجهود حشد الدعم السياسي والمالي لإسرائيل".
وفي هذا السياق تذكر الصحيفة أن غالبية يهود أمريكا يعرفون أنفسهم بأنهم إصلاحيون أو محافظون. فبحسب استطلاع حديث جاء أن 18% من يهود أمريكا يعرفون أنفسهم كمحافظين و35% إصلاحيين، أي ما يقارب الـ3 ملايين يهودي، في حين أن 10% فقط يعتبرون يهوداً أرثوذكسيين (600 ألف).
وسعياً لاحتواء هذه الاحتجاجات التي ستحمل أضراراً كثيرة للاحتلال على الصعيد الداخلي والخارجي، قدّمت وزارة الخارجية توجيهات واضحة للقنصليات الإسرائيلية بالولايات المتحدة ببذل جميع الجهود من أجل احتواء غضب اليهود الأمريكيين، وذلك بتكثيف الزيارات للكنس الخاصة بهم بالأعياد، وتقديم تفسيرات وتوضيحات حول العوائق السياسية التي تمنع حكومة نتنياهو من تطبيق الاتفاق معهم، مع التشديد على أهمية دفع الجيل الشباب إلى زيارة دولة الاحتلال، وعدم قطع التواصل والدعم لها.
ويذكر أنه في يناير/كانون الثاني الماضي وافقت حكومة نتنياهو على إنشاء ساحة بجانب حائط البراق يسمح فيها للنساء والرجال بالصلاة بشكل مختلط، على أن تخصص هذه الساحة للمصلين من التيار الإصلاحي والمحافظ بالديانة اليهودية.
ووافقت الأحزاب الحريدية (المتدينة) في البداية على القرار الذي خضع للتصويت في الكنيست، لكنها تراجعت لاحقاً بعد ضغط شديد مارسته الصحف العبرية التابعة للتيار الحريدي، وعليه هدّدت الأحزاب بالانسحاب من الائتلاف الحكومي، وهو ما يشكل خطراً على استمرار عمل حكومة نتنياهو الحالية، وقد يؤدي لانتخابات مبكرة أخرى.
الخليج او لاين