رام الله الإخباري
عصا طويلة أمسك بها أحد المعلمين في إحدى المدارس بقطاع غزة, وأخذ يتناوب على ضرب عدد من الطلاب داخل الصف لعدم التزامهم بمهامهم الوظيفية, ولكن المفاجأة كانت في "كاميرا خفية" صورت ما حدث, ونشرته على مواقع التواصل الاجتماعي، فانقلبت الدنيا رأساً على عقب، فاعتبره البعض أمر مرفوض وتجاوز للقانون، فيما وقف أصوات خجولة بجانب المعلم واعتبرت أن المعلمَ بحاجةٍ للضرب لإعادة هيبته التي فقدها بعد منع الضرب في المدارس.
قرار الوزارة جاء سريعاً، فتقرر إيقاف المعلم عن العمل وتشكيل لجنة تحقيق, فكانت صفعة للمعلم الذي رأى أنه لم يقم بجريمة تستدعي مثل هذه العقوبة, وأن ما قام به عقاب تربوي استحقه الطلاب وخاصةً بعد إهمالهم لواجبهم المدرسي المكلفين به.
تعاطفٌ كبير مع المعلم هشام العجلة مدرس التربية الإسلامية في مدرسة زهير العلمي الثانوية للبنين عبر صفحات "الفيس بوك" بعد حملة الانتقادات الكبيرة التي وجهت له في بادئ الأمر, حيث أكد المتعاطفون أن للمعلم الحق في استخدام الأسلوب التربوي المناسب لردع السلوكيات الشاذة من قبل الطلاب, بشرط الالتزام بالقوانين التربوية في ضبط السلوكيات .
إيقاف وليس فصل
القضية تفاعلت بشكل كبير فإلى أين وصلت التحقيقات؟ وهل يستحق المعلم التوقيف دون أن تقدم شكوى ضده؟ وما هي أساليب العقاب المناسبة للمدرس.
الإجابة كانت من وليد مزهر مدير عام الشؤون القانونية بوزارة التربية والتعليم لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية", الذي أوضح أن الفيديو الذي انتشر عبر "الفيس بوك" دفع وزارة التربية والتعليم, لاتخاذ الاجراءات القانونية، حيث تم إيقاف المعلم لحين انتهاء التحقيقات, مشيراً إلى أن الإيقاف تم لاستيضاح العديد من الأمور ولتجاوز العديد من الاشكاليات التي قد تقع من قبل أولياء الأمور لاحقاً.
وقال مزهر: "وزارة التربية والتعليم لم ولن تفصل أي معلم من الوزارة وما قمنا به هو إيقاف المعلم عن العمل لحين انتهاء التحقيقات, مضيفاً أن وزارته أصدرت عدة قرارات بعدم الضرب في المدارس، وقد وقع جميع المعلمين بداية العام الدراسي على ورقة إدارية تلزم الجميع بهذا القرار.
وتابع مزهر: الأسلوب التربوي يُمنع منعاً باتاً أن يمسك المعلم عصا في المدرسة, فقد تم إعطاء جميع المعلمين في وزارة التربية والتعليم دورات لعدم استخدام العنف اللفظي والجسدي, فهناك نظام خاص للضبط, ولا يجوز استخدام وسائل العنف.
وبين أن الوزارة خصصت لجنة ضبط في كل مدرسة وتم تقسيم العقوبات خلالها للطلاب المخالفين والغير ملتزمين لأربعة عقوبات, منها بسيطة ومتوسطة وكبيرة, حيث يتم تقييمها وفقاً للخطأ الذي ارتكبه الطالب.
نقل طالبين سربا الفيديو
وبخصوص الطلاب الذين سربوا الفيديو, أوضح مزهر أن وزارة التربية والتعليم أوقفت طالبين عن الدارسة لمدة أسبوع سربا الفيديو، وتم نقلهم إلى منطقة تعليمية أخرى, كنوع من العقاب وخشية من وقوع مشاكل لاحقاً.
أما نتائج التحقيقات التي تقوم بها الوزارة, فأشار إلى أنها ستصدر بعد أسبوع , متمنياً أن يتعلم المعلم من الدرس ويقوِم نفسه.
وعن الاجراءات التي قام بها المعلمون في نفس المدرسة تضامناً مع المعلم, فقال إنه تم الاتفاق مع المعلمين على إيقاف كافة إجراءات التضامن وتقديم وعودات لهم بحل القضية.
تهديدات تنتظر القرار
جميع معلمي مدرسة زهير العلمي الثانوية للبنين, لم تترك "مدرس التربية الاسلامية هشام العجلة" وحيداً في مهب الريح, فقرر زملاؤه التضامن معه ومساندته لإنصاف زمليهم الملتزم, وفقاً للمعلم أنور جرادة المتحدث بلسان جميع زملائه في المدرسة .
وبين جرادة ، أن الاجراءات التي بدأها المعلمون اليوم هي أولية, حيث غادروا الصفوف بعد الحصة الثالثة تضامناً مع زميلهم الموقوف, مشيراً إلى أن جميع المعلمين قرروا بالتصعيد ولكن تم إيقاف جميع الإجراءات بعد زيارة مدير عام الشكاوي المظالم بوزارة التربية والتعليم بغزة الأستاذ نبيل العرابيد, بالإضافة إلى عدد من أعضاء نقابة المعلمين الذين تم الاتفاق معهم على حل المشكلة وإنصاف المعلم, وإعادة الهيبة لجميع المعلمين.
وأشار إلى أن قرار تعليق الاجراءات فقط ليوم السبت القادم, ولكن في حال لم يكن هناك قرار يُعيد للمعلم احترامه وينصفهم، فإنهم سيتخذون قرارات بالتصعيد, وخاصةً أن هناك تعاطف كبير من قبل المعلمين في باقي المدارس.
وتمني جرادة, أن تعود هيبة المعلم لما كانت عليه في السابق, وأن تتواصل المسيرة التعليمة وسط احترام متبادل من الطرفين, بإعادة الثقة بين الجميع.
وكالة فلسطين اليوم الاخبارية