أبنّ الرئيس الأمريكي باراك أوباما صديقه شمعون بيريس، أمس الجمعة، في كلمة القاها في باحة الكنيست امام جثمان بيرس بعد ان قطع مسافة من واشنطن الى تل ابيب ذهابا وايابا لمدة 22 ساعة قضى منها ستة ساعات فقط على الارض وذلك تعبيرا عن تقديره للرئيس الإسرائيلي
ولكن ورغم ما ورد في كلمات الاطراء والتقدير التي وجهها للرئيس الإسرائيلي معتبرا ياه بمنزلة نيلسون مانديلا بوصفه أحد المؤسسين للدولة اليهودية، رغم هذا إلا أن البيت الأبيض أصدر بعد ذلك تصحيحا لنص الكلمة التي القاها أوباما والتي وزعت على وسائل الاعلام وفيها تصحيح محرج للغاية مفاده أن القدس هي، في الواقع، مدينة متنازع عليها وليست إسرائيلية كما ورد في النص الاولي للخطاب.
يذكر ان مراسم تشييع جثمان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس اقيمت على جبل "هرتسل" في مدينة القدس حيث تقع مقبرة الشخصيات الإسرائيلية البارزة على مر السنين حيث وقف الرئيس الأمريكي نفسه بصفته مشاركا في هذه المراسم وبعد ست ساعات على ذلك، أرسل البيت الأبيض تنويها بتصحيح نص كلمة الرئيس أوباما وكأن "إسرائيل" سقطت سهوا أثناء الخطاب.
تجدر الإشارة الى نهج الحزب الديمقراطي الأمريكي يتضمن الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، ولكن وزارة الخارجية الامريكية تعترض منذ 1967 على أي اعتراف بالمدينة على انها عاصمة موحدة لإسرائيل.
وجاء في التصحيح الذي أصدره البيت الأبيض: "إن سياسة الإدارة الامريكية تجاه القدس تبقى على حالها المتبع من قبل الحزبين الديمقراطي والجمهوري في ادارة البيت الأبيض منذ عام 1967" وفق ما قاله مسؤول كبير في الإدارة الامريكية لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية الصادرة باللغة الإنجليزية في توضيحه لأسباب هذا التصحيح.
وأضاف: "إن وضع القدس يبقى أحد المحاور الاساسية لقضية يجب ان تحل ضمن مفاوضات الوضع النهائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ونحن نواصل العمل مع الطرفين على حل هذه المشكلة وغيرها بطريقة عادل ومنصفة، وتحترم حقوق وتطلعات كل من الإسرائيليين والفلسطينيين".
هذا وأعرب مسؤولون إسرائيليون عن خيبة أملهم دون الكشف عن ذلك على الملأ جراء التصحيح الذي بادر اليه البيت الأبيض، وذلك لأن الحكومات الإسرائيلية حرصت منذ فترة طويلة على التأكيد أن القدس هي "العاصمة الموحدة والابدية" لإسرائيل وانها ستبقى كذلك في إطار أي اتفاق سلام يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية، رغم ما يقابل ذلك من معارضة في الجانب الفلسطيني خاصة، والعربي عامة بل ومعارضة المجتمع الدولي الذي لم تبادر أي دولة منه الى نقل سفارتها الى القدس اعترافا بها عاصمة لإسرائيل.