رام الله الإخباري
قالت المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونر، مساء أمس الجمعة، إن بلاده "لم تغلق الباب نهائيا" بخصوص وقف إطلاق النار داخل سوريا، وذلك في تبرير لتراجع واشنطن عن تهديدها بوقف التعاون مع موسكو بهذا الملف.
وأضاف "تونر"، في مؤتمر صحفي عقده في واشنطن، "لا زلنا على نفس الوضع، لم نقفل ذلك الباب نهائياً، ولم نوقف علاقاتنا الدبلوماسية مع روسيا المتعلقة بسوريا".
وأشار أن واشنطن "تقف على الحافة"، في إشارة إلى قرب نفاد صبرها.
وتابع "إننا حتى الآن لم نرهم (في إشارة إلى الروس) يتخذون أي نوع من الإجراءات التي نريد لهم أن يتخذوها"، لافتا في الوقت نفسه أن بلاده "لم تفقد صبرها بالكامل بعد".
وكشف أن الحوار بين الولايات المتحدة وروسيا "لا زال مستمراً"، في إشارة لمكالمة هاتفية أجراها وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في وقت سابق من اليوم، بعد انتهائه (كيري) من المشاركة في جنازة الرئيس الإسرائيلي السابق، شمعون بيريز في إسرائيل، دون التطرق لتفاصيل المكالمة.
وفي التاسع من سبتمبر/أيلول الجاري، توصلت واشنطن وموسكو إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، يقوم على أساس وقف تجريبي لمدة 48 ساعة، ويتكرر بعدها لمرتين، وبعد صموده لسبعة أيام يبدأ التنسيق التام بين الولايات المتحدة وروسيا في قتال تنظيم "داعش" الإرهابي، وجبهة "فتح الشام"، وشملت الأهداف الأولية للاتفاق السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.
غير أن الهدنة انهارت فعلياً بعد أسبوع، عندما تعرضت قافلة مساعدات للهجوم يوم 19 سبتمبر/ أيلول الجاري، ما أسفر عن مقتل نحو 20 شخصاً، وحينها تبادلت واشنطن وموسكو الاتهامات بشأن المسؤولية عن ذلك القصف.
وعلى إثر قصف القافلة الإنسانية، هدد وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أمس الأول الأربعاء، نظيره الروسي، سيرغي لافروف، بوقف الولايات المتحدة تعاونها مع موسكو بخصوص الأوضاع في سوريا، إذا لم توقف روسيا ونظام بشار الأسد فوراً غاراتهما على مدينة حلب شمالي البلاد، والعودة إلى وقف الأعمال العدائية.
وعلل متحدث الخارجية عدم تنفيذ بلاده لتهديدات كيري، بالقول "هنالك خيارات أخرى تحدثنا عنها، الكثير منها غير صالحة، لذا وقبل أن نغلق الباب نهائياً، نريد أن نتأكد أننا نعرف ما هو على المحك، وما هو أهم أننا نريد لروسيا أن تفهم ما هو على المحك كذلك"، في إشارة إلى أن فشل الحل الدبلوماسي سيؤدي إلى تصعيد أعمال العنف وإراقة الدماء في البلاد.
ومنذ إعلان النظام السوري انتهاء الهدنة في 19 سبتمبر/أيلول الجاري، تشن قواته ومقاتلات روسية، حملة جوية عنيفة متواصلة على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من 7 أيام.
وتعاني أحياء حلب الشرقية، الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، حصاراً برياً من قبل قوات النظام السوري ومليشياته بدعم جوي روسي، منذ أكثر من 20 يوماً، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية؛ ما يهدد حياة نحو 300 ألف مدني موجودين فيها.
الاناضول