عقدت اللجنة المركزية لحركة "فتح" اجتماعا لها، مساء اليوم الثلاثاء، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، برئاسة الرئيس محمود عباس، ناقشت خلاله التطورات السياسية والأوضاع على الساحة الفلسطينية من مختلف جوانبها.
وقال الناطق الرسمي باسم حركة "فتح"، عضو لجنتها المركزية نبيل أبو ردينة، إن السيد الرئيس أطلع المجتمعين على نتائج جولته الخارجية التي بدأت بزيارة موريتانيا الشقيقة، ولقائه أخيه الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وكبار المسؤولين هناك، إلى جانب افتتاح سفارة دولة فلسطين في نواكشوط.
وأضاف أبو ردينه، أن الرئيس أطلع أعضاء اللجنة المركزية على مشاركته في قمة عدم الانحياز في فنزويلا، والقرارات الهامة التي اتخذتها القمة بشأن القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أهمية أن تأخذ دول عدم الانحياز دورها على الساحة الدولية ودعمها للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وقال إن المحطة الأهم في جولة الرئيس كانت مشاركة سيادته والوفد المرافق معه في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، واللقاءات الهامة التي عقدها على هامش هذه الاجتماعات، وخاصة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، ورئيس الوزراء اللبناني تمام سلام، وغيرهم من القادة والمسؤولين.
وأشار أبو ردينة، بوجه خاص، إلى الخطاب الهام الذي ألقاه الرئيس أمام الجمعية العامة يوم الخميس الماضي، والذي أكد فيه على الثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية، مذكرا بمطالبة الرئيس لبريطانيا الاعتذار عن وعد بلفور وتداعياته التي أصابت الشعب الفلسطيني من تشريد ومعاناة وفقدان للوطن، وأن الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل ليس مجانيا، وأنه يجب أن يقابل باعتراف إسرائيل بالدولة الفلسطينية ضمن حدود أمنية ومعترف بها، ومطالبة سيادته بالعضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وإدانة الجرائم الإسرائيلية والاستيطان وحصار غزة، وما تتعرض له مدينة القدس من تهويد وعزل.
وقال الناطق الرسمي باسم الحركة، إن دعوة المجتمع الدولي لاعتبار عام 2017 هو عام إنهاء الاحتلال الإسرائيلي تكتسب أهمية، وأن مثل هذه الدعوة تمثل هدفا وطنيا مباشرا للشعب الفلسطيني في الأشهر القليلة القادمة، وهدفا يجب أن يتبناه المجتمع الدولي إذا كان مخلصا لمبادئ العدل والسلام وميثاق الأمم المتحدة الذي يرفض احتلال أرض الغير بالقوة، وكذلك ما تحدث به سيادته حول قرار التقسيم وتوفير الحماية الدولية لشعبنا.
وحول الأوضاع الداخلية، قال أبو ردينة، إن اللجنة المركزية ناقشت الأوضاع الداخلية وضرورة استعادة الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام في هذه المرحلة الدقيقة، مؤكدة أن الكرة في ملعب حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بالقوة وتواصل الإمعان في تقسيم الوطن والشعب باستمرار هذه السيطرة.
وفي الإطار ذاته، قال أبو ردينة إن اللجنة المركزية أكدت على أهمية الاستمرار في الاستنهاض العام، سواء لحركة فتح أو للنظام السياسي الفلسطيني بشكل عام، مشيرا إلى القرار بضرورة عقد المؤتمر السابع لحركة فتح، وإجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني قبل نهاية العام الحالي، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.
وفيما يتعلق بالانتخابات البلدية، قال أبو ردينة "مع حرصنا على إجراء الانتخابات المحلية، إلا أننا نجدد احترامنا للقضاء الفلسطيني، وبانتظار قرار المحكمة العليا يوم 3/10/2016"، وأشار إلى أن اللجنة المركزية لحركة فتح قد شكلت لجنة لمتابعة هذا الموضوع مع الحكومة.
وحول قضية الأسرى الأبطال في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، قال أبو ردينة إن اللجنة المركزية قد بحثت هذه القضية التي تحتل أولوية قصوى لدى السيد الرئيس وحركة فتح، مشيرا إلى الصمود البطولي للأسرى الأبطال محمد ومحمود البلبول ومالك القاضي، موضحا أن صمود الأسرى وجهود الرئيس قد أثمرت الإفراج عن الأسير البطل مالك القاضي، والإفراج عن الأخوين بلبلول في شهر كانون الأول/ ديسمبر القادم.
وأضاف، أن اللجنة المركزية قد توجهت بنداء إلى جماهير شعبنا الفلسطيني ومؤسساته الوطنية وكل قطاعاته وفئاته بأن نواجه استحقاق إنهاء الاحتلال في عام 2017 موحدين، وبذل كل التضحيات من أجل كنس الاحتلال عن أرضنا وصولا إلى الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وعلى صعيد آخر، أشار أبو ردينة إلى أن الافتتاح الرسمي لمتحف الشهيد ياسر عرفات سيكون يوم 9/11 القادم حفاظا على تاريخ الشعب الفلسطيني ونضاله المستمر منذ ما يزيد على قرن من الزمان، والتي ناضل وضحى من أجلها مئات الآلاف من الأبطال الشهداء والجرحى والأسرى، وتجسيدا للنضال الذي قادته حركة فتح منذ عام 1965 حتى يومنا هذا للحفاظ على الثوابت الوطنية وصولا إلى الحرية والاستقلال.