قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله: "إننا نتطلع اليوم، إلى إجماع دولي قوي وفاعل ورادع، يوقف انتهاكات إسرائيل ويساند جهود القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس، لاستصدار قرار لوقف الاستيطان الإسرائيلي من خلال مجلس الأمن، ودعم عقد مؤتمر سلام دولي، يضمن إنهاء كافة أشكال الاحتلال والاستعمار الاستيطاني، وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس".
جاء ذلك خلال مشاركته، اليوم الاثنين، في الاحتفال باليوم الوطني الصيني في رام الله، بحضور السفير الصيني تشن شينغ تشونغ، وأمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية، ووزراء وشخصيات رسمية واعتبارية.
وأضاف رئيس الوزراء: "إننا نرحب بكافة الجهود والمبادرات الدولية لإحياء العملية السلمية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا، وفق مرجعيات جديدة وجدول زمني واضح، ونطالب دول وشعوب العالم بدعم المبادرة الفرنسية، ونتطلع في هذا الإطار، إلى الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه الصين في إنقاذ حل الدولتين وتعزيز حضور القضية الفلسطينية في الساحة الدولية، بما يتناسب مع حجمها السياسي والاقتصادي الكبير".
وتابع: "بكثير من الفخر والسعادة، نشارككم من على أرض فلسطين، احتفالاتكم بالذكرى السابعة والستين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، ويشرفني، نيابة عن أبناء شعبي وسيادة الرئيس محمود عباس، أن أنقل للصين، رسالة محبة وامتنان لمواقفكم التاريخية المساندة والمناصرة لشعبنا وحقوقه الوطنية المشروعة".
وقال رئيس الوزراء: "وإذ نحتفل معكم بعيدكم الوطني، فإننا نحيي أيضا علاقات الصداقة المميزة والعميقة التي ربطت بلدينا وشعبينا، وترسخت عبر التاريخ، لتمتد اليوم إلى الكثير من القطاعات والمجالات، حيث نمت وتطورت من خلال اتفاقيات ثنائية وأوجه تعاون متعددة، وزيارات دبلوماسية متبادلة ورفيعة المستوى، حيث استقبلنا قبل أيام، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني السيد تشانغ دي جيانغ، وشهد هذا العام زيارة هامة لنائب رئيس مجلس الدولة الصيني السيدة ليو يان دونغ، ونائب رئيس الوزراء، كما كان للمبعوث الصيني للشرق الأوسط زيارات عديدة إلى بلادنا".
وأوضح الحمد الله: "لقد كانت الصين ولا تزال، داعما أساسيا لجهود إحياء السلام ودفع العملية السلمية، وهي أيضا فاعل حيوي ومؤثر في بناء دولة فلسطين وتطوير مؤسساتها واستنهاض اقتصادها وقطاعاتها، وقد توج هذا العام، بتوقيع اتفاقية مع الصين لتمويل بناء محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالطاقة الشمسية في بني نعيم شرق محافظة الخليل، لتساهم في تلبية جزء كبير من احتياجات محافظتي الخليل وبيت لحم، ونعوّل اليوم، على استمرار العلاقات الاستراتيجية معكم في الصين، والارتقاء بها نحو المزيد من التعاون، خاصة في مجالات التبادل التجاري والبنية التحتية والطاقة المتجددة والثقافة والتعليم والتدريب، وإقامة المناطق الصناعية المشتركة وغيرها".
وأردف: "نلتقي اليوم، في ظل معاناة إنسانية يعيشها أبناء شعبنا الذين لا تزال بلادهم ترزح تحت ظلم احتلال إسرائيلي عسكري، يصادر أرضها ومواردها ويحكم الخناق على مدنها وبلداتها وقراها، ويحاصرها بمخططات التهجير والاقتلاع. يأتي هذا، في وقت يتواصل فيه الحصار الإسرائيلي الخانق على قطاع غزة، وتستمر سياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي والإهمال الطبي، وغيرها من الممارسات اللاإنسانية التي يتعرض لها أسرانا البواسل في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، حيث استشهد أمس، الأسير ياسر حمدونة بعد معاناة طويلة مع المرض والألم والإهمال، وبهذا يصل عدد شهداء الحركة الأسيرة ممن استشهدوا داخل السجون، إلى أكثر من مئتي شهيد، بينهم أكثر من خمسين أسيرا استشهدوا جرّاء الاهمال الطبي المتعمد".
وقال الحمد الله: "نثمن عاليا الدعم الصيني الثابت والراسخ، وحراككم المناصر لحقوق شعبنا العادلة، فقد كان للصين تاريخيا، مواقف ثابتة وحاسمة وملتزمة في مشوار شعبنا الطويل نحو الحرية والاستقلال وإقامة الدولة، كما وقفت دائما إلى جانبنا في المحافل الدولية، وانتصرت لعذابات شعبنا ودعمت تطلعاته العادلة".