وقّعت باريس ونيودلهي، اليوم الجمعة، عقدا تشتري بموجبه الثانية 36 طائرة حربية من نوع "رافال"، من مجموعة "داسو" الفرنسية، بقيمة إجمالية تقدّر بنحو 8 مليارات يورو.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان صدر اليوم إن "رئيس الجمهورية يرحّب بانتهاء المفاوضات بشأن شراء الهند 36 طائرة رافال"، مضيفة أن "رئيس الوزراء (الهندي) ناريندرا مودي سبق وأن أعلن في أبريل/ نيسان 2015، عزمه الشروع في هذه الصفقة في إطار شراكة بين الحكومات، وفي سياق العلاقات الإستراتيجية الرابطة بين البلدين على مدى عقود".
وأوضح بيان الإليزيه أن "توقيع الاتفاق جرى بالعاصمة الهندية نيودلهي، من طرف وزير الدفاع (الفرنسي) جون إيف لودريان".ويترجم الاتفاق، وفق البيان، اعترافاً بالقوة العسكرية والإستراتيجية، وبالأداء التشغيلي، والجودة التكنولوجية والقدرة التنافسية لصناعة الطيران الفرنسية، ويأتي كجزء من الشراكة في المجال الطيران العسكري، والتي انطلقت منذ أكثر من 50 عاما".
وفي السياق نفسه، أشار البيان إلى أن "الحكومة، ببيعها 84 مقاتلة من طراز رافال منذ عام 2015، لم تؤمّن فقط احترام توازن قانون البرمجة العسكرية، وإنما أمّنت أيضا بقاء وتطوير قطاع التكنولوجية عالية الجودة، والضرورية بالنسبة لسيادتنا"، لافتا إلى أن هذا الأمر "يعتبر ثمرة عمل متواصل بين الحكومة والصناعيين (...)".
وتمكّنت مجموعة "داسو" الفرنسية، عام 2015، عقب بدايات صعبة في التصدير، من عقد صفقتين لبيع 24 طائرة "رافال" لكل من قطر ومصر، ما يعني أن صفقة الهند هي أكبر طلبية في الخارج تحصل عليها الشركة الفرنسية في تاريخ هذا النوع من الطائرات.
من جانبها، تخلت نيودلهي مؤقتا عن مطالبتها بإنتاج طائرات "رافال" على أراضيها، نظرا لوضع أسطولها الجوي المتقادم.
ولم يعلن الطرفان عن قيمة الصفقة، غير أن عدداً من الخبراء العسكريين الفرنسيين قالوا إنّ السعر الإجمالي لهذه الطائرات يقدر بـ 8 مليارات يورو (حوالي 8.9 مليار دولارات).
وبحسب ما تداولته وسائل الإعلام الفرنسية نقلا عن مصادر مقربة من وزارة الدفاع في البلاد، فإن المفاوضات بين نيودلهي وباريس استمرت لأكثر من عام ونصف، وأن العقد الموقع يضمّ حوالي 10 آلاف صفحة ، وقد جرى توقيعه بثلاث لغات الفرنسية و الهندية و الانجليزية.
كما أفادت ذات المصادر أنه من المنتظر أن يبدأ تسليم الطائرات انطلاقا من 2019، على أن تكون آخر دفعة بعد 30 شهرا من تسليم أول طائرة.