ألقى الجيش اللبناني، اليوم الخميس، القبض على "أمير" تنظيم "داعش" الإرهابي في مخيم "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا، جنوبي البلاد، بحسب مصدر أمني.
وقال المصدر اللبناني، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن "وحدة من مخابرات الجيش اللبناني، نفذت عملية خاطفة وسريعة، في مخيم عين الحلوة، أفضت إلى إلقاء القبض على عماد ياسين، أمير تنظيم داعش في المخيم، والمطلوب للجيش والقضاء في لبنان".
وأوضح أن وحدة المخابرات نفذت العملية عند مدخل أحد مساجد المخيم، مشيرا أن اشتباكات مسلحة وقعت خلال العملية، بين قوات الجيش وعناصر من جماعة "ياسين" أدت إلى إصابة الأخير بجروح، قبل أن يتم اعتقاله.
ولم يذكر المصدر مدى إصابة "ياسين" وأي تفاصيل أخرى عن حالته الصحية. وأفاد المصدر ذاته، بأن الجيش اللبناني يتخذ تدابير أمنية مشددة أمام مدخل "عين الحلوة"، ويخضع كل من يريد أن يدخل أو يخرج من المخيم لتفتيش دقيق.
ولفت أن حالة من الهدوء الحذر تسود المخيم، وسط حركة نزوح لسكانه المتخوفين من تردي الأوضاع الأمنية عقب اعتقال قائد التنظيم. من ناحية أخرى، قال مصدر أمني آخر، للأناضول، مفضلا عدم الكشف عن هويته، إن "ياسين، تنقل بين عدة تنظيمات قبل أن يستقر به الحال في تنظيم داعش"، مشيرا أنه "كان في السابق ينتمي إلى تنظيم جند الشام (سلفي ينشط بمخيم عين الحلوة)
ومن ثم انضم لتنظيم عصبة الأنصار (جماعة يعتنق أفرادها فكر السلفية الجهادية)، كما أنه تعرض لعدة محاولات اغتيال سابقا". وحول وجود "داعش" في "عين الحلوة"، لفت المصدر أن "التنظيم متواجد من الناحية الفكرية والأدبية بين صفوف مختلف التنظيمات في المخيم، كما أنه نجح منذ العام 2014 باختراق الجو الاجتماعي والسياسي في هذه البقعة الجغرافية".
وأضاف أن "التنظيم بالمعنى الهيكلي غير متواجد بقوة في المخيم، خاصة مع وجود تنظيمات عديدة أخرى لها سلطة وقوة أكبر بكثير منه". وذكر أن مساعي "داعش" لبناء هيكليته في المخيم اصطدمت بالأجهزة الأمنية اللبنانية، التي عملت على إفشال تلك المحاولات.
وتابع المصدر الأمني أن "من أسباب تعثر بناء هيكلية قوية لداعش في عين الحلوة، صراعه مع أنصار ومؤيدي جبهة النصرة، الذين يعتبرون أكثر قوة". ومخيم "عين الحلوة"، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، باعتبار أن أكثر من 80 ألف لاجىء يعيشون فيه.
ولجأ مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى لبنان العام 1948 مع "النكبة" الفلسطينية، وإعلان قيام دولة إسرائيل، وما زالوا، بعد مرور أكثر من 65 عاماً، يتواجدون في 12 مخيماً منتشرين في أكثر من منطقة لبنانية، وتقدر الأمم المتحدة عددهم بحوالي 460 ألفا.
تجدر الإشارة أن الجيش اللبناني لا يدخل مخيم "عين الحلوة" وعدد من المخيمات الأخرى، وذلك بموجب اتفاق ضمني بين الفصائل الفلسطينية والسلطات اللبنانية، حيث تمارس الفصائل نوعا من الأمن الذاتي في تلك المخيمات.