رام الله الإخباري
"نصفي هنا والآخر في أسبانيا، أتجرع الحزن كل يوم بسبب بعدى عنهم" بهذه الكلمات المؤلمة حرصت "منتهى" زوجة اللاجئ السوري "أسامة عبدالمحسن" المشهور بحادث عرقلة مصورة مجرية له وهو يحمل طفله بين ذراعيه محاولا الهرب من قوات الشرطة، على وصف حالة أسرتها التي أجبرتها الحرب على مغادرة وطنها واللجوء هي وولدين من أسرتها إلى تركيا، بينما زوجها لاجئ مع ولدين آخرين في أسبانيا.
وبعد فراق دام لعام ونصف العام، تنتظر منتهى الاجتماع بالنصف الآخر من أسرتها، لاسيما بعد تمكنها عقب عشرات المحاولات من الحصول على تأشيرات الدخول إلى أسبانيا لرؤية أفراد عائلتها.
وحصل عبدالمحسن على فرصة اللجوء إلى أسبانيا مع ولديه، بعد تناقل عدد من مواقع التواصل الاجتماعي، العام الماضي، مقاطع فيديو تظهر مصورة مجرية وهي تعرقله وتسقطه طريحا على الأرض وبين ذراعيه طفله الصغير "محمد" (6 أعوام)، أثناء محاولته الهرب من الشرطة، في إحدى المدن جنوبي بالبلاد.
"الأناضول" التقت مع الزوجة والأم منتهى، في تركيا، لتؤكد بكلمات يعتصرها الألم أنها متشوقة لرؤية زوجها ووولديها في أسبانيا بعد أن تقطعت بهم السبل، وضرب الفراق بينهم سياجًا شاهقًا منذ عام ونصف العام، بعد أن عجزت عن الذهاب معهم وبقت في مدينة مرسين جنوبي تركيا.
وأضافت منتهى "مر عيدان دون رؤيتهم، وهذا العيد أيضا (الأضحى) يمر والحزن لا يفارقنا قسمات وجوههنا"، معربة عن أمله في أن ييسر الله لها الذهاب إلى إسبانيا بعد تمكنها من حل أزمة تأشيرة الدخول.
وتابعت، "عانينا كثيرا من الآلام والأوجاع بسبب الحرب والتنقل من مكان لآخر، لكنني الآن أشعر بنوع من الفرحة كوني سألتحق بنصفي الآخر بعد العيد إن شاء الله".
من جانبه، عبَر "مهند" (19 عام) الإبن الكبير والذي لم يفارق أمه، عن بالغ سعادته لاعتزامه السفره ورؤية أبيه وأخوته، مضيفًا "أخيرا سأتمكن من تناول الطعام على مائدة واحدة تجمعني مع أسرتي، أرى في حصولنا على التأشيرة فاتحة خير إن شاء الله، وبفضلها صار العيد عيدين".
وأعرب عن شكره لتركيا شعبا وحكومة نظير الجهود التي بذلوها لدعمه هو وأسرته خلال الفترة التي قضاها في البلاد، متابعًا "امتهنت أعماًا متنوعة في كل من اسطنبول ومرسين، ولم أشعر بأي غربة أثناء إقامتي هنا، أحب تركيا وكأنها موطني تماما".
تجدر الإشارة أن العرقلة التي تعرض لها الأب عبد المحسن، على قدم صحفية مجرية، كان لها صدى كبير في مختلف أنحاء العالم الذي وقف مشدوها حيال المنظر الذي التقطته عدسات الكاميرات وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة كانتشار النار في الهشيم، لكن ما زاد من حزن المتابعين للواقعة، مشهد "محمد" طفل "عبد المحسن" الذي كان يحتضنه الأب ويحمله بين ذراعيه، حينما سقط على الأرض جراء العرقلة.
لكن رب ضارة نافعة، فبعد الواقعة المذكورة توجه أسامة إلى أسبانيا عقب تلقيه عرض من مدرسة رياضية هناك وعدت بتوفير وظيفة له.
الاناضول