نشرت مجلة "المصلحة القومية" تقريرا الأربعاء 14 سبتمبر حول التهديد الذي صدر مؤخرا عن سيئول باستهداف قيادت الشطر الشمالي، ومحو بيونغ يانغ من الوجود.
وتطرق التقرير الذي تزامن صدوره مع اشتداد التوتر في شبه الجزيرة الكورية عقب تفجير بيونغ يانغ قنبلتها النووية الخامسة إلى تفاصيل هذا التهديد الشديد وخلفياته وإمكانية تنفيذه ونتائجه المحتملة.
وذكرت المجلة أن وكالة "يونهاب" للأنباء الكورية الجنوبية كانت نقلت في وقت سابق عن مسؤول عسكري قوله إن "كل مناطق بيونغ يانغ، ولاسيما حيث من المحتمل أن تتخفى قيادة كوريا الشمالية سيتم تدميرها تماما بالصواريخ البالستية وبالقذائف شديدة الانفجار بمجرد أن يُظهر الشمال أي علامة على استخدام السلاح النووي".
ولفت التقرير الأمريكي إلى أن كوريا الشمالية التي أجرت في 9 سبتمبر/أيلول أقوى تجربة تفجير لقنبلة نووية في تاريخها، أكدت أنها تمكنت من تطوير رؤوسها النووية وبات من الممكن تحميلها على الصواريخ البالستية، مشيرة إلى أنه على الرغم من عدم وجود يقين بأن النظام الكوري الشمالي قد تمكن من ذلك، إلا أنه أمر محتمل في أقرب وقت.
وأشار التقرير إلى أن خطط كوريا الشمالية وتهديداتها بالانتقام والعقاب الشديد، تكرار لتهديدات كورية شمالية مماثلة صدرت بانتظام وتحدثت عن تحويل سيئول إلى "بحر من النار".
وقالت المجلة في هذا الصدد: "إن كوريا الشمالية لديها مئات من قطع المدفعية بعيدة المدى ومنصات إطلاق صواريخ جاهزة لقصف عاصمة كوريا الجنوبية في اليوم الأول للنزاع، إلا أن مدى الضرر الذي ستلحقه كوريا الشمالية بالفعل مسألة قابلة للجدل، ومن لمرجح أن بيونغ يانغ تبالغ بهدف التأثير، ولا يوجد أي شك في أن الهجوم الواسع سيكون مدمرا، وسيتسبب في مقتل الآلاف".
وبالمقابل، ذكرت المجلة أن وكالة أنباء يونهاب نقلت عن المصدر العسكري الكوري الجنوبي أنه في حال هاجم الشطر الشمالي النووي الشطر الجنوبي فسيتم "تحويل عاصمة كوريا الشمالية إلى رماد وإزالتها من على الخريطة"، لافتة إلى صدور تهديدات مماثلة في السابق من مسؤولين كوريين جنوبيين ألمحوا خلالها إلى خطة لتوجيه "ضربات قطع الرأس" في الساعات الأولى لأي صراع كبير.
ونقل التقرير عن الجنرال كيم يونغ هيون في فترة متوترة بين جيشي الشطرين في المنطقة منزوعة السلاح عام 2013 قوله: "إذا واصلت كوريا الشمالية استفزازات من شأنها تهديد حياة وسلامة مواطنينا، فإن جيشنا سيعاقب بحزم وبشدة على ذلك، نقطة الانطلاق والقوات الداعمة لها والقيادة".
وتعني القيادة في المعتاد، قيادة الفرق، بحسب تصريح نقلته صحيفة تشوسون إيلبو عن مصدر عسكري كوري جنوبي أضاف أيضا "لكن إذا تعرضت سيئول للهجوم، فإن مستويات أعلى في نظام كوريا الشمالية بما في ذلك كيم جونغ أون قد تصبح هدفا".
ورجح التقرير أن تعتمد ضربات "قطع الرأس" على الحركة السريعة للصواريخ البالستية وصواريخ كروز التي طورتها كوريا الجنوبية والطائرات الحربية فائقة الدقة.
إلا أن المجلة الأمريكية شككت في إمكانية نجاح "ضربات قطع الرأس"، مشيرة إلى أن مثل هذه العمليات نادرا ما يحالفها التوفيق، وذلك لأن القادة يتخذون في العادة الإجراءات الاحتياطية الضرورية، بالإضافة إلى أن استهدافهم يتطلب معلومات استخباراتية دقيقة للغاية.
وساق التقرير مثالا على ذلك من العراق، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة في ساعات الغزو الأولى استهدفت صدام حسين والمسؤولين العراقيين الرفيعين الآخرين بعشرات الغارات الجوية، إلا تلك الضربات فشلت في إصابة أهدافها وفي الوقت نفسه قتلت "العشرات" من المدنيين.
وأوردت المجلة في هذا الصدد تعليقا أدلى به مارك غرلاسكو رئيس عملية "الأهداف عالية القيمة" أثناء الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 قال فيه "لم نتمكن من قتل أهداف ذات قيمة عالية (المسؤولين الرفيعين) وقتل بدلا عن ذلك مدنيون ما ولد الكراهية والاستياء لدى بعض السكان".