نقل الرئيس الإسرائيلي السابق، شمعون بيريس (94 عامًا)، إلى مشفى شيبا لتلقي العلاج، مساء اليوم، الثلاثاء، بعد إصابته بجلطة دماغيّة.
ووصف الأطباء حالته بالخطرة، وقالوا إنهم خدّروه وأوصلوه بجهاز التنفس الاصطناعي 'لأجل تسهيل العلاج'، وأجريت له صورة أشعة مقطعيّة (سي تي)، لتحديد وضعه الصحيّ وخطورته والعلاج اللازم.
شغل بيريس عددًا من المناصب الوزارية في الحكومات الإسرائيليّة المتعاقبة، أبرزها منصب رئيس الحكومة الذي وصل إليه بعد مقتل رئيس الحكومة الأسبق، يتسحاك رابين، عام 1995، وقبل ذلك شغل منصب وزير الخارجية في حكومة رابين، مشرفًا على مفاوضات أوسلو بين إسرئيل ومنظمة التحرير الفلسطينيّة، عام 1994، ليحوز بعدها جائزة نوبل للسلام مع رئيس السلطة الفلسطينيّة، ياسر عرفات ورابين، وللمفارقة، فإن إصابة بيريس بجلطة دماغيّة تأتي في الذكرى الـ22 لتوقيع اتفاق أوسلو.
وفور تسلّمه رئاسة الحكومة صادق بيريس على عملية اغتيال المهندس يحيى عياش ما أدى لاستشهاده، كما شهدت حكومة بيريس مجزرة قانا الأولى التي راح ضحيّتها مئات الضحايا اللبنانيين، في الثامن عشر من نيسان/أبريل 1996.
بالإضافة لتاريخه السياسيّ الطويل، تبنى بيريس العمل العسكري قبل النكبة، فانضمّ إلى عصابات الهاغاناة الصهيونيّة التي ارتكبت مجازر عديدة قبيل النكبة، وساهمت في إسقاط مدن فلسطينية، لم يخلُ أخلاؤها من أهلها من جرائم قتل جماعي وتهجير.
بعد النكبة، عند تأسيس الجيش الإسرائيلي وإنشاء وزارة الأمن عُهِد إليه منصب مدير عام الوزارة، فعمل من خلال منصبه على توطيد العلاقات العسكرية الإسرائيلية الفرنسيّة، وبالفعل، بدأت فرنسا في العام 1952 بإبرام صفقات سلاح ضخمة مع إسرائيل، توّجت بعد صفقة طائرات ميراج، الذي ينسب الفضل في إتمامها لبيريس، بالعدوان الثلاثي على مصر في العام 1956، الذي حضّر له بيريس خلال لقاءات مع المسؤولين الفرنسيين في تل أبيب.
وبعد انتهاء عدوان 1956، عمل بيريس على توطيد العلاقات مع فرنسا أكثر فأكثر، الأمر الذي قاد إلى إنشاء مفاعل نووي إسرائيلي بالإضافة إلى معهد للفصل بين مكونات البلوتونيوم، لذلك يعتبر بيريس أبا المشروع النووي الإسرائيلي.