رام الله الإخباري
أعلن النظام الكوري الشمالي، الجمعة 9 سبتمبر/أيلول 2016، أنه أجرى تجربة نووية خامسة "ناجحة، وصفتها كوريا الجنوبية بعد رصد زلزال بلغت شدته 5,3 درجات بأنها "الأقوى حتى الآن"، استخدمت فيها رأسا نووياً واحداً.
وكالة الانباء الكورية الشمالية قالت إن "هذه التجربة النووية أكدت في نهاية المطاف (...) البنية والمميزات الخاصة لرأس نووي أعد بطريقة تمكن من وضعه على صواريخ بالستية استراتيجية".
وأضافت أن التجربة "رفعت بلا شك إلى مستوى أعلى تقنية" كوريا الشمالية التي "تهدف إلى وضع رؤوس نووية على صواريخ بالستية".
التلفزيون الكوري الشمالي قال إن "علماءنا النوويين أجروا اختباراً لانفجار ذري لرأس نووي حديث في موقع الاختبارات النووية في شمال البلاد". وأضاف أن "حزبنا يوجه رسالة تهنئة إلى علمائنا النوويين (...) لإجرائهم تجربة ناجحة لتفجير رأس نووي".
وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) كانت قد ذكرت نقلاً عن مسؤول في وزارة الدفاع الكورية الجنوبية لم تسمه "نعتقد أن الشمال أجرى اليوم تجربة نووية"، مضيفاً أن سيول تعتبر أن "قوة الانفجار تعادل حوالي 10 كيلو أطنان وهو أقوى انفجار يقوم به الشمال حتى اليوم".
وكانت التجربة النووية الثالثة التي أجرتها كوريا الشمالية في فبراير/شباط 2013، تعتبر الأقوى وحررت كمية من الطاقة تقدر بما بين 6 و9 كيلو أطنان.
زلزلال يضرب المنطقة
وقد رصد الزلزال عند الساعة 00:30 بتوقيت غرينتش بالقرب من موقع بيونغيي-ري في يوم ذكرى تأسيس كوريا الشمالية في 1948.
من جهته، أفاد المعهد الأميركي للجيولوجيا، إن الزلزال هو في الواقع "انفجار محتمل" قرب سطح الأرض وليس في باطنها. لكنه لم يتمكن من تحديد مصدره.
أما وكالة الأرصاد الجوية اليابانية فقد قالت إن الموجة التي سجلت مع الهزة الأرضية "مختلفة عن تلك التي ترصد عند وقوع زلزال طبيعي".
وذكرت وكالة الأرصاد الكورية الجنوبية أنها "ترجح" أن هذه الهزة هي في الواقع تجربة نووية، كما ذكرت وينهاب.
وأعلن الجيش الكوري الجنوبي أنه يقوم بتحليل طبيعة الزلزال، كما أعلن البيت الأبيض أنه أيضاً يحلل الانفجار.
وأجرت بيونغ يانغ أول تجربة نووية في 2006 مما أثار غضب الأسرة الدولية وأدى إلى فرض عقوبات عليها.
إدانات
وأثارت التجربة النووية الجديدة زلزالاً على المستوى السياسي أيضاً لدى دول المنطقة. فقد وصفت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون-هي التجربة بأنها "تدمير ذاتي" و"عمل استفزازي" سيزيد من عزلة هذا البلد. وقالت في بيان "بهذه التجربة النووية، لن يجلب نظام كيم جونغ-أون سوى مزيد من العقوبات والعزلة (...) وعمل استفزازي كهذا سيزيد من سرعة تدميرها الذاتي".
وحذر الرئيس الاميركي باراك اوباما من "عواقب خطيرة" بعد تأكيد بيونغ يانغ إجراء تجربة نووية جديدة، واتصل بالمسؤولين الكوريين الجنوبيين واليابانيين، كما أعلن البيت الأبيض.
مكتب الرئاسة في كوريا الجنوبية قال إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أوضح أنه سيتخذ كل إجراء ممكن بموجب معاهدة الدفاع المتبادلة مع كوريا الجنوبية بما في ذلك تزويدها بمظلتها النووية لحماية سول من أي تهديد كوري شمالي.
وأضاف مكتب الرئاسة أن أوباما ورئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي تحدثا هاتفياً بعد تسجيل نشاط زلزالي في كوريا الشمالية وصفته سول وطوكيو بأنه تجرية نووية.
وقال مكتب الرئاسة إن الزعيمين اتفقا على استخدام كل السبل المتاحة للضغط على كوريا الشمالية للتخلي عن برنامجها النووي بما في ذلك إصدار قرار جديد لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد بيونجيانج.
أما رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي فقد أكد التجربة "غير مقبولة إطلاقاً". وقال "التجربة النووية الكورية الشمالية ليست مقبولة إطلاقاً في نظر اليابان".
وكان وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا صرح أنه إذا تأكد إجراء التجربة النووية فإن طوكيو "سترد بإدانة قوية لكوريا الشمالية (...) وبدعوة مجلس الأمن الدولي إلى اجتماع فوري".
وفور الإعلان عن التجربة، دعا الأمين العام للحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا إلى مؤتمر صحفي عاجل. وقال "نعتقد أن هذا الزلزال وقع لأن كوريا الشمالية أجرت تجربة نووية".
وذكرت قناة التلفزيون "إن إتش كي" أن وزارة الدفاع تستعد لإرسال طائرات عسكرية من أجل تحليل عينات من الهواء ورصد أي اشعاعات محتملة.
الرئاسة الفرنسية أعلنت أن الرئيس فرنسوا هولاند "يدين بقوة" التجربة النووية الكورية الشمالية الخامسة ويدعو مجلس الأمن الدولي إلى النظر في "هذا الانتهاك لقراراته".
وقال الاليزيه في بيان إن "الأسرة الدولية يجب أن تتحد في مواجهة هذا الاستفزاز الجديد الذي يأتي بعد إدانة مجلس الأمن الدولي بالاجماع للتجارب البالستية التي أجرتها كوريا الشمالية الاثنين".
وقد تؤدي هذه التجربة الجديدة إلى زعزعة ثقة الصين حليفة بيونغ يانغ وتضاعف احتمال استئناف المفاوضات السداسية حول البرنامج النووي الكوري الشمالية، المتوقفة منذ 2008. وتشارك في هذه المفاوضات الكوريتان والولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان.
وكانت بيونغ يانغ أطلقت الإثنين 3 صواريخ بالستية قرابة الساعة 3,00 ت غ من منطقة هوانغجو في غرب كوريا الشمالية وسقطت في بحر اليابان، بعد أسبوعين على إطلاق غواصة كورية شمالية صاروخاً بالستيا.
وقد رفضت إدانة مجلس الأمن لإطلاقها صواريخ بالستية مؤخراً وتهديده باتخاذ "إجراءات إضافية أساسية" إذا لم تتوقف عن إطلاق هذه الصواريخ. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية، إن بيان مجلس الأمن "عمل لا يمكن القبول به يدوس كرامتها وحقها في الوجود وسيادتها وحقها في تأمين الدفاع عن نفسها".
وتحظر القرارات الدولية على كوريا الشمالية أي برنامج نووي أو بالستي.
أ ف ب