اسرائيل : اعتقلنا مشتبه بخصوص انهيار مبنى تل أبيب ولا يزال ثلاثة من العمال مفقودين

سقوط رافعة في تل أبيب

أعلنت الشرطة الإسرائيلية اليوم الثلاثاء أنها اعتقلت شخصا بخصوص انهيار موقف سيارات تحت أرضي في تل أبيب الذي أسفر عن مقتل ثلاثة على الأقل.

وأوضحت مصادر في الشرطة أنها تفحص شبهات الاهمال وسوء التصرف وبناء عليه اعتقلت شخصا واحدا على علاقة بالتحقيق الجاري لاستيضاح مسببات الحادث التي يرجح أنها إهمال من قبل المسؤولين والقائمين على تشييد المبنى.

ولم تفصح الشرطة عن هوية المُعتقل.وأكدت مصادر في الجبهة الداخلية ، أن السبب في انهيار المبنى الذي كان قيد الانشاء هو الاهمال وسوء البناء،

وقال أحد المسؤولين لصحيفة هآرتس بهذا الشأن "رؤية كمية الحديد في الجدران والواقع أنه تقريبا لا توجد جدران يدل على أن أحدا ما لم يبنِ هذا الموقع بشكل صحيح"، مضيفا أن كمية الاسمنت المستخدمة والروابط وثخن الحديد غير كافية لحمل مبنى كهذا، مشيرا الى أن "الأرجح أن الحديث عن اهمال وليس خطأ هندسيا".

وبينما يواصل مئات من الدفاع المدني الاسرائييلي بالبحث عن ثلاثة مفقودين تحت أطنان من الركاب المبنى الذي كان قيد البناء وانهار أمس الاثنين في تل أبيب،

أعلنت الشرطة وقوات الجبهة الداخلية عن انتشال جثتين ظهر وبعد ظهر الثلاثاء، ولم يتضح بعد فيما اذا كان الحديث يدور عن قتيل رابع أم أن الحديث عن انتشال جثة أحد القتلى الذين كان قد تأكد وفاتهم يوم أمس الاثنين في الحادث الذي تسبب أيضا بإصابة 23 آخرين بجروح.

وكانت طواقم الإنقاذ قد تمكنت في موقع الحدث من إخراج جثتين لعالقين تحت الركام بعد ظهر أمس الإثنين، كما انتشلت جئة ثالثة فجر اليوم بينما تم تحديد الموقع الدقيق للعمال الأربعة المتبقين تحت الأنقاض ويتم الحفر ببطء من اجل الوصول إليهم، حسبما أعلنت قيادة الجبهة الداخلية التابعة للجيش الإسرائيلي.

وأعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن قوات الانقاذ في البجهة الداخلية انتشلت حتى ما بعد ظهر الثلاثاء 7 من الأشخاص الذين كانوا عالقين تحت الركام، إحداهم لسوء الحظ كان ميتا. وأكد تواصل الجهود للبحث عن بقية المفقودين.

وكان قد أعلن فور وقوع الحادث الاثنين عن مقتل عاملين رجح وزير العمل الفلسطيني أنهما فلسطينيان، وقال مأمون ابو شهلا إن "الوزارة تتابع باهتمام بالغ وقلق شديد حادث مصرع واصابة عمال فلسطينيين بانهيار مبنى متعدد الطوابق قيد الانشاء وسط مدينة تل ابيب، واحتجاز آخرين تحت الانقاض".

وأضاف الوزير أبو شهلا في تصريح نقلته وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) "أن الوزارة تحمل السلطات الاسرائيلية المسؤولية عن استمرار وتكرار هذه الحوادث خاصة مع العمال الفلسطينيين الذين ما زالوا يعملون في ظروف وشروط عمل غير لائقة".

وقالت الشرطة انها لم تحدد اي سقف زمني لعمليات البحث عن المفقودين.

وحدث الانهيار عندما انهار سقف موقف للسيارات قيد الإنشاء مكون من أربع طبقات تحت الأرض، لسبب مجهول حتى الآن.

وسلطت الكارثة الضوء على مشكلة ظروف العمل في ورش البناء في اسرائيل، حيث معظم العمال من العاملين الأجانب والمواطنين العرب والفلسطينيين من سكان القدس الشرقية والضفة الغربية، أو حتى طالبي لجوء أفارقة.

وكتبت صحيفة معاريف أن الحادث يجسد ثقافة "العمل بسرعة يعني العمل الجيد والاستغناء (عن العمالة) والتسابق لتقليص ساعات العمل والكلفة والاستخفاف بالحياة البشرية".

وأضافت "لماذا يحدث ذلك؟ إن العمال من العرب والصينيين والتايلنديين والروس والأوكرانيين وجميع الأشخاص النكرات الذين لا يعنون شيئا لدى النخبة الاسرائيلية". ومنذ بداية العام قتل 28 شخصا في ورشات بناء في اسرائيل، بحسب الشرطة.